خاص – المفاجأة
بيروت – باسكال صوما
اليوم سيحتفلان بحملها الأوّل، بعد انتظار سنتين. اليوم ستخبره أنها تأكّدت من الأمر، الفحوصات بيّنت أنها في شهرها الثاني، والجنين بحالٍ جيّدة.
استيقظا صباحاً، شربا القهوة وذهب هو إلى المكتب، قبل ان يتّصلوا بها من المستشفى ويزفوا لها الخبر السار.
-“اليوم ممنوع التأخير
-ما القصة؟
-حبيبي بليز الغي كل المواعيد في المساء وتعال باكراً سنحتفل
-وما المناسبة يا “ست”؟
-مناسبة خاصة جداً
-مجنونتي اتفقنا”.
كانت هذه المرة الأولى التي تدخل المطبخ لتعدّ الطعام. غالباً ما كانت تتّكل على أمها وحماتها، لكنّ المناسبة تستدعي جهوداً استثنائية، لأجل مفاجأة استثنائية. حضّرت “الباستا” لأنّها أكلة مجد المفضّلة.
ثمّ انتقلت إلى تزيين المنزل. كانت تريد تزيين الهواء، الجدران، الأبواب، الخزائن. رتّبت كلّ شيءٍ بإتقان.
اليوم ستحقّق أمنيته، ستصبغ شعرها أسود كما كان يطلب دوماً. ستلبس أجمل ما لديها. ستبهره. ستقول له مجدّداً كم تحبّه وكم تريد أن تكمل عمرها معه.
إنّها السابعة.
“-نصف ساعة وأكون عندك
-لا تتأخّر بليز
-أحبّك
-وأنا أكثر”.
لكنّ ساعتين مضتا ولم يصل مجد.
ثلاث ساعات وخطّه مقفل.
كان كلّ شيءٍ مرتّباً لهذه اللحظة. الطريق الضيق. السيارة المسرعة. الفتاة التي تعبر الشارع من دون أي تأنٍّ، مسترسلةً للحديث على الهاتف. لقد رتّب القدر اللحظة كما يريد. لفّ قدميه حول عنق مجد. شدّه إلى الوراء. اصطدم الكلّ بالكلّ. السيارة المسرعة بسيارة مجد، سيارة مجد بالفتاة التي تقطع الشارع، ومجد بالموت السريع…
سقط جنينها من هول الصدمة…
رحمها أسقط ثلاثة أجنّة قبل ذلك، رحمها لا يحبّ الأطفال ربّما…