المونديال لا يخلو من المخاطر

mondiale

تُزيل مُشاهدة مُباريات كرة القدم الهموم وتتغلّب على ضغوط العمل والمصاعب اليومية لبعض الوقت، إلّا أنّها قد تزيد خطر التعرّض لمشكلات صحّية لم تكُن يوماً في الحسبان.

إنّ البعض يُشاهد المونديال في المطاعم، فيما يجتمع البعض الآخر في منزل أحد الأصدقاء أو الأقرباء، إلّا أنّ ما يجمع بين الإثنين هي المأكولات والمشروبات التي تأخذ حيّزاً كبيراً في جلسات كهذه.

وقد أشار الـ»British Medical Journal»، إلى أنّ ماركات الكحول الكبرى هي الأكثر إفادة من المونديال، حيث إنَّ الحفاظ على علاقات تجاريّة مع «الفيفا» يهُمّ هذه الماركات كثيراً، وبالتالي فإنَّ عدداً كبيراً من هذه المشروبات يكون الراعي لمُباريات عدّة.

وتُعَدّ مشاهدة المونديال مع الأصدقاء في أماكن تغمرها الأجواء الإحتفاليّة كالحانات، مناسبة لشرب الكحول. غير أنّ ذلك لا يدفع إلى استهلاك جرعات عالية من الكحول المُضرّة بالصحّة فحسب، بل يزيد احتمال حدوث حوادث سَير عند العودة إلى المنزل ويُعرِّض بالتالي الحياة للخطر.

وقد أكّدت الدراسات العلميّة أنّ الإفراط في احتساء الكحول يضرّ الكبد والكِلى ويعرّض الإنسان للسرطان، خصوصاً في القولون والمعدة، فضلاً عن أنّه يُصيب الدماغ، بعدما كشف المعهد الوطني للصحّة والبحوث الطبية في فرنسا (INSERM) أنّ هذا السلوك يؤدي إلى تسارع الإنخفاض الطبيعي للذاكرة.

السكتات الدماغية

يبدو أنّ مشاهدة المُباراة على التلفاز تكون مُواتية للسكتات الدماغيّة. هذا ما توصّلت إليه دراسة فرنسيّة حديثة أُجريت على مدى 26 عاماً على أكثر من 6000 حالة من السكتات الدماغيّة. فالأيام التي تُعرَض فيها مُباريات المونديال أو منافسات كرة القدم الشديدة، تتوافق مع ذروة هذه الحوادث الصحّية، حيث تبيّن أنّ نسبة الضحايا ارتفعت أكثر بـ 5 إلى 15 في المئة في هذه الأيام.

وبحسب العلماء، إنّ المشاعر القويّة جداً والتوتر الذي يترافق خلال المُباراة يكون السبب الرئيس للسكتات، علماً أنه يجب أن تتوافر عوامل الإصابة بهذه المشكلات الصحّية، مثل الغذاء الغنيّ بالدهون، والكحول، والتدخين، والسكّري، وارتفاع ضغط الدم، والكولسترول، ونمط الحياة غير الصحّي…

النوبات القلبيّة

غير أنّ السكتات الدماغيّة لا تُشكّل الحادث الصحّي الوحيد! فبحسب «New England Journal of Medicine»، للقلب أيضاً حصّة مهمّة جرّاء مشاهدة المُباراة. فقد توصّلت دراسة أجريت عام 2008 على صحّة الألمان خلال مونديال 2002، الى أنّ الرجال عرضة 2,7 مرّة أكثر للإصابة بأزمة قلبيّة تستدعي التوجّه إلى حالات الطوارئ في الأيام التي من المُقرّر أن تُجرى فيها المُباريات الخاصّة بالفريق الألماني، مُقارنة بالفترات الأخرى التي تخلو من اللعب.

حَذار الدهون

ماذا عن الأكل؟ في مثل هذه الجلسات تكثر الوجبات السريعة والأطباق الغنيّة بالدهون المشبّعة التي لن تؤثّر سلباً في مظهرك وتسبّب لك البدانة فحسب، بل الأخطر أنّها ترفع خطر انسداد الشرايين لتزيد بالتالي احتمال الاصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

كذلك فإنّ الدهون المُتراكمة تُعرّضك لخطر الحساسية على الأنسولين نتيجة عدم قدرة الجسم على تنظيم مستوى غلوكوز الدم، ما قد يؤدي إلى اضطرابات التمثيل الغذائي الذي يزيد كثيراً فرص الإصابة بالسكّري من النوع الثاني. من دون نسيان ارتباطها بإرتفاع ضغط الدم، والسرطان بمختلف أنواعه، وعدم انتظام دقّات القلب، وتكاثر الهورمونات بنحو غير طبيعي.

شاهِد بِذكاء

ما المطلوب إذاً؟ الهدف ممّا أوردناه إستناداً إلى أحدث الأبحاث العالميّة، هو التوعية إلى مخاطر السلوكيّات الغذائيّة العشوائيّة التي تحصل أثناء مشاهدة التلفاز، بما فيها مُباريات كرة القدم. ليس مطلوباً منك الجلوس مكتوفاً من دون أن تتناول أيّ طعام، إنّما أن تُحسِّن خياراتك وتَعي الكمّية التي تستهلكها. بدل اللجوء إلى المقالي والوجبات الدسمة، إختَر الأطعمة المشويّة أو المسلوقة، مع تخصيص أهمّية للخضار.

وفي ما يخصّ «المُقرمشات»، إستبدل التشيبس والمكسّرات المملّحة بتلك النيّئة، ولا تنسَ الجزر والخيار والقرنبيط… أمّا في ما يتعلّق بالمشروبات الكحوليّة، فهي ليست ممنوعة إطلاقاً إنّما المقصود الإنتباه إلى الكمية التي تحتسيها بشكل لا يتعدّى الكأسين للرجال والكأس الواحد للنساء.

إذاً بدءاً من اليوم، سَيطر على التوتّر والانفعالات أثناء مشاهدتك المُباريات، وانتبه جيداً إلى المأكولات والمشروبات التي تكون في مُتناول يديك. وبذلك تستمتع بجلسات المونديال من دون أن تضع صحّتك في دائرة الخطر!

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram