خاص – جهنّم من جديد

10479717_690139854367750_7624030572987258179_n

بيروت –  باسكال صوما

هذا الموت أوسع من صدورنا. هذا الموت يريدنا على مراحل. يعمل على تصفيتنا وفق مزاجه. هذا الموت الذي يجرّ خلفه جيشاً من الإرهابيين والمجانين والأميين، يقلّب أجسادنا، يتصفّح وجوهنا جيّداً، ثمّ يغيّبها وانتهى.

هذا الجحيم، هذا المنطق القبليّ، هذه الغابات المفتوحة على القتل والعنف، هذا البال الذي لا يرتاح، هذا الثغر الذي لا رغبة له بالكلام. هذا ما نحن عليه. هذا فقط.

عدنا نعدّ الضحايا، عدنا نطلق صفة “الشهادة” على المذبوحين، الذين لم يكن في بالهم أنّ الموت يريدهم في هذه اللحظة، على هذا الطريق بالتحديد. عدنا نزاول مهنة البكاء ثمّ النسيان. ربّما تخدّرت أحاسيسنا، تحنّطت دموعنا، بات الموت من يومياتنا، نلتقي به، نسلّمه أحباءنا، ثم نكمل إلى لقاءٍ جديد.

هم يغادرون العالم ونحن نفقد الحياة. هم تبرد أجسادهم وتتجمّد أعينهم، ونحن نتحوّل إلى آلات متحرّكة، تمارس طقوس التعب، ترقب الكوكب ينزلق، تشاهد الجدران تلوي. أي انتحارٍ أن تبقى حياً وكل ما حولك ميت؟

انفجارٌ هنا، إرهابٌ هناك. لوعةٌ شمالاً، حرقةٌ جنوباً. كأنّ قهر العالم كلّه سكننا، كأنّ غضب السماء مجتمعاً صُبّ علينا. كأنّ الله أغلق جهنم، واكتفى فينا.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram