الحيوانات الأليفة… الأوفى لصحّتك!
لقد عرفنا ذلك منذ آلاف الأعوام: الحيوانات تجعلنا نشعر بحال جيّدة. لكن هذا ليس كلّ شيء! على مدى السنوات العشرين الماضية، برزت الأبحاث التي تناولت التفاعلات بين الحيوان والإنسان، وتوصّلت إلى أنّ الأشخاص الذين يقتنون الحيوانات الأليفة يتمتّعون بصحّة أفضل وسعادة أكبر. فهم يزورون الطبيب بنسبة أقلّ، ويمرحون أكثر، ويشعرون بأمان أكبر مُقارنة بنظرائهم الذين لا يُعيرون هذا الأمر أهمّية.
في ما يأتي أهمّ الأدوار الإيجابيّة التي تؤدّيها الحيوانات الأليفة في حياتنا:
– تعزيز المزاج: على غِرار أي نشاط مُسلٍّ، إنّ اللعب مع الحيوان يُعزّز مستويات السيروتونين والدوبامين المُعزِّزين للمزاج. ناهيك عن أنّ الإحتكاك معها يرفع بسرعة مستويات هورمون الـ Oxytocin الذي يُشغِّل مراكز المتعة في الدماغ.
بحسب دراسة أجريت في «State University of New York»، إنّ الأشخاص الذين لديهم مهمّة مُرهقة يواجهون مستوى أقلّ من التوتر عند أخذ حيواناتهم معهم، بدل أزواجهم أو أحد أفراد عائلتهم أو صديقهم المُقرّب. لا بل أكثر من ذلك، يمكن لتأثير الحيوان المُهدّئ أن يكون أكثر فاعليّة في السيطرة على ضغط الدم المرتفع مقارنة بالعقاقير المُحدّدة.
– التدريب الرياضي: بحسب دراسة أجريت على أكثر من 2000 بالغ، إنّ الأشخاص الذين يصطحبون معهم كلابهم للمشي بانتظام، هم أكثر نشاطاً وأقلّ عرضة لزيادة الوزن مُقارنة بالذين لا يملكون كلباً أو لا يصطحبونه معهم للمشي.
– العلاقات الإجتماعية: وجدت دراسات عدّة أنّ المشي مع الكلب في الأماكن العامّة ينتج عنه إجراء مُحادثات كثيرة. في الواقع تُعدّ الحيوانات بمثابة امتداد لنظام الدعم الإجتماعي الطبيعي لدينا، وليس بديلاً عنه.
– القضاء على الأوجاع: إعتُبر العلاج بمساعدة الحيوانات وسيلة مقبولة لإدارة الآلام في المستشفيات. بحسب دراسة أُجريت في جامعة لويولا في شيكاغو، إنّ الأشخاص الذين استعانوا بعلاج الحيوانات الأليفة للتعافي من عمليّة جراحيّة، إحتاجوا إلى أقلّ من نصف الأدوية المُسكّنة للأوجاع مقارنة بنظرائهم الذين لا يلجأون إلى هذه الطريقة.
– حماية القلب: تُقدّم الحيوانات الأليفة عاطفة حميمة لا مثيل لها، علاوة على أنّها تُخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة من خلال تقليص معدل ضغط الدم الإنقباضي، ومستويات الكولسترول والتريغليسريد. كذلك، فإنّ أصحاب الحيوانات الذين يعانون أساساً نوبات قلبيّة، ترتفع لديهم فرَص النجاة مقارنة بنظرائهم الذين لا يقتنون أي حيوان. وهناك فوائد عدّة مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية يمكن أن تُعزى إلى مجرّد اقتناء الحيوان.
– رصد المشكلات الصحّية: يمكن للحيوان أن يشعر بتغيّرات في جسم صاحبه يعجز عن كشفها بمفرده. لهذا السبب إنّ تدريب الحيوانات على رصد صحّة أصحابهم يأخذ منحى أوسع في بلدان عدّة، خصوصاً في ما يخصّ داء السكّري.
إنّ ثلث الحيوانات الأليفة (الكلاب، والقطط، والأرانب، وحتّى العصافير) التي تعيش مع أشخاص يعانون السكّري، تُظهر تغيّرات سلوكيّة مُثيرة لحظة ارتفاع مستوى الغلوكوز لدى أصحابهم. أمّا بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط من التدريب، فيُمكن للكلاب رصد سرطان الثدي والرئة في 97 في المئة من الأوقات، بحسب دراسة نُشرت في «Journal Integrative Cancer Therapies».
– تقوية الجهاز المناعي: يُشكّل امتلاك الحيوانات علاجاً مناعيّاً طبيعياً. إنّ الأولاد الذين يملكون كلاباً يحضرون إلى المدرسة ثلاثة أسابيع أكثر في السنة، مقارنة بنظرائهم الذين لا يعيشون مع أي حيوان أليف. وكلّما زاد عدد هذه الكائنات في المنزل، إنخفض احتمال تعرّض الأولاد للحساسيّة التي قد تنمو في سنّ البلوغ.
كذلك فهم يكونون أقلّ عرضة للإصابة بالإكزيما، ويملكون مستويات أعلى لبعض المواد الكيماوية في الجهاز المناعي، ما يمنحهم قوّة جبّارة. من خلال خفض التوتر والسيطرة على مستويات المواد الكيماوية الضارّة مثل الكورتيزول، يمكن للحيوانات أيضاً أن تضمن مناعة قويّة مدى الحياة.
– علاج الأولاد: إنّ التفاعل مع الحيوانات مفيد جداً لنمو الأولاد، خصوصاً للذين لديهم تحدٍّ في هذا المجال. بحسب المعاهد الوطنيّة للصحّة، إنّ أولاد التوحّد يتمتّعون عموماً بقدرة على التفاعل مع الحيوانات براحة، الأمر الذي قد يساعدهم على تعزيز التواصل مع رفاقهم. كذلك فإنّ الإعتناء بالحيوانات يشجّع الأولاد، خصوصاً الذين يعانون نقص الانتباه وفرط الحركة، على التركيز أكثر وتعليمهم أنّ الرعاية لا تقتصر فقط على الأهل.
ماذا تنتظر؟ سارِع إلى اقتناء الحيوان الذي تُفضّله، فيكون صديقاً مُخلصاً مدى الحياة يرسم البسمة على وجهك يومياً، لا بل يساعدك أيضاً في السيطرة على وزنك وتقليص المشكلات الصحّية وحتّى علاجها!