أخبار عارية!

download

أندريه جدع 

مع نشرة الاخبار العارية التي تبثها احدى الفضائيات الاميركية، والتي من خلالها تخلع المذيعة قطعة من ثيابها مع كل خبر لتصل الى كما خلقتني يا رب. مع آخر خبر مروراً بخبر الدعارة الحلال في امستردام وصولاً الى الثوب المثير الذي ترتديه احدى النجمات والذي يبرز المفاتن المسكوبة سكباً، شئنا أم أبينا تبقى هذه الاخبار من الأكثر مشاهدة من سكان هذا الكوكب من اميركا الى أوروبا الى الشرق الاوسط وكل الباقي، وان كان مش بالعلن على الاكيد بالسر… مع العلم ان المجتمعات المحافظة هي الأكثر رفضاً لهذه الاثارة التي تصفها بالرخيصة، علماً ان الشاشات العربية لا تبث هذا النوع العاري، لكن مع تحول العالم الى قرية اعلامية باتت المشاهدة في متناول الجميع. انما تبقى هناك محطات لا مانع لديها من نقل موضة العري الى شاشاتها بعدما بات مؤكداً حصول هذا النوع على نسبة عالية من الارقام، اضافة الى نسبة محترمة من الشتائم مع شتائم مضادة للشتامين تظهر الانقسام العمودي الكبير بين المجتمعات التي تخوض المعركة. والسؤال المطروح لماذا تمر الاثارة مرور الكرام في المقلب الثاني من العالم رغم تداولها بكثرة، وعندنا يعني في كل محيطنا تحدث ضجة وحملة أين منها حملات المغول ايام زمان… وكي نكون واضحين أكثر، الذي يشتم يعني يشاهد، والذي يرد على الشتيمة ايضاً يشاهد يعني الكل: منهم من يتمتع ومنهم من يتمنّع عن التمتع، وليش ما منترك حرية الخيار عند المشاهد وما حدا يتحشر بأمور التاني، لأن “الأزعر” رح يبقى أزعر والآدمي ما بيتغير وما في لزوم لدور المصلح الاجتماعي الذي يحلو للبعض لعبه، والمثل يقول “ما تنام بين القبور لما تشوف منامات مزعجة”. مثلاً أنا امتنعت منذ فترة عن مشاهدة بعض البرامج التي تعتمد السكس وانتقلت الى قنوات ديسكوفري، لكن ما بخفي عليكن فإن مشاهدة الاخبار السياسية العارية لذيذة حتى الخبر الكارثي تتلقاه بابتسامة من مذيعة كأنها منحوتة في متحف عريق!

المصدر: النهار

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram