خاص – عن الأفخاذ الجميلة
بيروت – باسكال صوما
لماذا كل بنات “الكليبات” رائعات الجمال؟ لماذا كلّهنّ بقاماتٍ طويلة وأجسادٍ نحيلة جميلة؟ لماذا كلّهنّ خرّيجات عمليات التجميل؟ لماذا كلّهنّ أنيقات ويلبسن الفساتين الطويلة ويضعن الكثير الكثير من المكياج ويصفّفن شعرهنّ كأنّه يوم زفافهنّ؟
هل فعلاً هذه هي المرأة؟ وبتعبيرٍ أدقّ، هل فعلاً هذه هي المرأة اللبنانيّة التي تستحقّ أغاني الحبّ والشعر والموسيقى؟ عبارة عن كتلة متكاملة من الجمال المنفّخ والإثارة المصطنعة.
قلائل جداً جداً من الفنانين والفنانات يخرجن بعض الشيء عن تقليد اختيار امرأة خارقة الجمال ورجل بعضلات منتفخة لتمثيل الفيديو الكليب.
هكذا يتمّ اختصار المرأة والرجل بالشكل.
ليس غريباً طبعاً في مجتمعٍ سطحيّ وغبيّ أحياناً، أن نضع كل إنجازات النساء والرجال جانباً، ونقدّم بدلاً عن كلّ ذلك علب جفصين منمّقة، حفظ المشاهدون أشكالهم وطرق لبسهم وتصفيفات شعرهم.
حتى المرأة الأم في الكليب عليها أن تكون خارقة الجمال لا أكثر. المرأة العاملة أيضاً. المرأة المجروحة. المذبوحة. المريضة الملقاة في المستشفى. التي ضربها زوجها. التي خانها زوجها أو خانته. المعيار الوحيد لكلّ ذلك الجمال الخارق.
هل المرأة العادية مثلاً غير قابلة للحب؟ المرأة القبيحة (في الشكل)؟ المرأة البدينة؟ المرأة التي لا تضع المكياج؟ المرأة الفقيرة؟ التي لم تخضع لأي عملية تجميل؟ المرأة المشوّهة؟ المرأة المتعبة من العمل؟ الأمّ التي لا وقت لديها لتصفيف شعرها؟ التي تفضّل الاحتشام؟ المحجّبة؟ المؤمنة؟
لماذا دائماً المرأة الخائنة أو المدمّرة والحب المعذّب والقاهر؟ لماذا كل هذه السلبية والتشويه للحب وصورة المرأة والرجل على السواء؟
فالرجل أيضاً لا يسلم من التشويه. عليه أن يكون ذو جسدٍ فتّاك، يأكل الحيات، يقاتل الأسود. لكنّه أيضاً يدلّل حبيبته ليلاً نهاراً.
الرجل اللبنانيّ ليس تافهاً هكذا وإن وُجِد تافهون. الرجل اللبناني يعمل كثيراً ويتعب لأجل عائلته. وقد لا يكون مثيراً إلى هذا الحدّ. فهل ممنوع عليه الحبّ مثلاً؟