خاص – إلى وردة في ذكراها الثانية
بيروت – باسكال صوما
ماذا يمكن أن يقال لوردة في ذكرى غيابها الثاني؟
إنه سؤالٌ صعب فعلاً.
فوردة التي تركت لنا الكثير لنستمتع ونتذكّر ونعشق على أغانيها، غادرت هذا العالم باكراً جداً وانطفأت كشمعةٍ في رواقٍ طويل يلعب فيه الهواء والغياب.
إلاّ أن الوردة التي إسمها وردة أبت أن ترحل سوى بعدما سجّلت “أيام” لتقول لنا ما لم تستطع قوله وهي على قيد الحياة. تركتها في عقولنا، في غرورنا، في شهواتنا، في أحقادنا، في شجاراتنا، في كلّ وداعٍ نقرّر فيه إلغاء من كنّا نحبّهم. كلّما أسمع “أيام” أشعر أنّ الحياة لحظة وأنّ عليّ أن أبتسم بسرعة، لربّما شارفت اللحظة على نهايتها وأنا عبوسة. في تلك الأغنية، أيقظت فينا وردة قلبنا، طالبتنا بمسامحة من أساؤوا لنا، بمحبّة أصدقائنا والاستفادة من هذه الحياة قدر المستطاع.
وردة التي لم تقل ما قالته عن عبث، كانت قد فهمت كلّ شيء قبلنا، بعد مشوارٍ قصير وصعب على هذه الأرض.
وردة شكراً، نحبّك، اشتقنا إليك، لن ننساك، سنخبر أطفالنا عنك، سنعلّمهم أن يبتسموا كلّما تألّموا كما كنت تفعلين. أرقدي بسلام. تحيّة. هذا كل ما في الأمر.