خاص – شكراً “أحمر بالخط العريض”
بيروت – باسكال صوما
بعد سنواتٍ على بثّه، تحوّل “أحمر بالخط العريض” إلى فردٍ من أفراد العائلة اللبنانيّة. تارةً يخطئ، تارةً يصيب، طوراً يضحكنا أو يبكينا، وربما يغضبنا أو يواسينا. إنّما وخدمةً للموضوعيّة، فلنعترف، كلّنا ينتظر هذا البرنامج، كلّنا يتهيّأ أسبوعياً لمفاجأة يوم الأربعاء، سارّة كانت أم مارّةً مرور الكرام. كلّنا يقف مدهوشاً أمام الإعلان الاستباقي للبرنامج. كلّنا يغوص في نقاشاتٍ طويلة مع عائلته وأصدقائه حول ما يطرحه مالك مكتبي، عن حياتنا.
ففي الواقع هذا هو مجتمعنا، شئنا أم أبينا. شكراً “أحمر بالخط العريض” على فظاظتك التي كانت دائماً تكشف فظاظتنا. شكراً على غرابتك وأحياناً وقاحتك في الطرح، فهكذا كنّا نستدرك عالمنا من خلالك. شكراً لأنّك كنت تفضح هواجسنا وتضعنا أمام حقائقنا، من دون أن تقدّم حلاًّ قاطعاً أو دواءً شافياً، بل كنت تكتفي بإيقاظ وعينا حتّى نتنبّه أنّنا بغاية اللا وعي على ما يدور في كوكبنا الصغير. واعذرنا لأننا انتقدناك كثيراً، إذ كنّا نخاف مرايانا ونخاف أن نصطدم بمن نحن فعلاً.
كنت في كلّ مرّةٍ تؤنّبنا عن أولادٍ بلا هويّة، نساءٍ في مهبّ الريح، شبابٍ اعتقلهم الإدمان، رجالٍ أنجبوا ولم يحفظوا أسماء أولادهم (لكثرتهم)، أخوةٍ فرّقتهم الحرب… وكنت أحياناً تكرّر موضوعاً واحداً مرّتين وأكثر، وكنت في كلّ مرةٍ تصفعنا من جديد… فشكراً.