خاص – أحداث غريبة في لبنان فقط!

BnG3DqVCAAAheV4

باسكال صوما

حين تقرّر السماء أن تمطر في بلدٍ كلبنان، من الأفضل أن يقعد الناس في البيوت، وأن تقفل المؤسسات وتضرب الشركات والإدارات والمؤسسات العامّة عن العمل. ويفضّل طبعاً أن تعلن المدارس أنه يوم عطلة في مطلق الأحوال.

ولمَ لا يسنّ قانونٌ مثلاً يحظّر التجوّل عندما ينهمر المطر؟ وحده شرطيّ البلديّة يحقّ له المشي في الشارع حفاظاً على الأمن، ولفرض أشدّ العقوبات على الذين يخرقون القانون ويقرّرون أن ينزلوا إلى عملهم مثلاً، أو يشتروا الخبز، أو يرسلوا أولادهم إلى المدارس. فيجرّهم “الشاويش” إلى “الشاويش” الأكبر، ويرفع ضدّهم دعوة تعدّي على الحقّ العام. وهكذا.

كانت هذه نكتة سمجة لو كنّا في بلدٍ أقلّ سماجة. وكان من الممكن الضحك كثيراً على “مزحة” ساذجة من هذا النوع. إلاّ أنّ هذا البلد يخلط الأوراق دائماً، ويمزج بين الضحك والبكاء. فما يمكن أن يضحك الآخرين من شأنه أن يبكينا، والعكس صحيح.

المهم، وبما أنّ الدولة لن تأخذ هذه المزحة على محمل الجدّ. عندما تمطر السماء، عليك كلبناني أن تتعاطى مع الوضع على أنه حدثٌ غريب كأنّ السماء “تفعلها” للمرة الأولى. وعليك أن تعرف سلفاً أنّ سيارتك معرّضة للأعطال، فالشوارع في هذا اليوم ستتحوّل إلى بحيرات. وعليك أيضاً أن تحسب أنك لن تصل إلى عملك الذي يبعد 10 دقائق عن بيتك، قبل ساعة ونصف تقريباً، هذا إضافةً إلى “التزحيط” وحوادث السير التي تزدهر مواسمها في طقسٍ كهذا.

ولا ننسى طبعاً الحالات الإنسانية التي قد تحدث، من ناس يحتجزون تحت نفقٍ أو جسر، إذ يتعذّر وصولهم إلى بيوتهم أو مكاتبهم، أو ناس يموتون في حادث، أو يغرقون في بحيرة من البحيرات.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram