“أركضي بالعكس”

NewsImage_148848

بقلم باسكال صوما

من التظاهر أمام المجلس النيابي لإقرار قانون العنف الأسري، تزحف نساء لبنان إلى “ماراتون بيروت” يوم الأحد المقبل في 4 أيار، تحت شعار “اركضي لقدام”.

بالمناسبة، الركض إلى الخلف، غير ممكن.

مؤسفٌ كيف تذكّرنا الجمعيات النسائية بمعرفة أو بغير معرفة بقول الفرزدق “إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها”. مؤسفٌ كيف توافق نساء لبنان المثقفات المتعلّمات على المشاركة في هذه “التجارة” الحقوقية، على مقربةٍ من جنازات عشرات ضحايا الحقوق الضائعة. فالمشاركة في هذا الماراتون تكلّف المرأة 20 دولاراً، ضريبةً على تعبها الجسدي، وربّما على “صغر عقلها”.

ويبدو لافتا للانتباه في ظلّ هذا الانصياع النسائي الفوري، أن يقوم عدد من الناشطين (ومعظمهم ذكور) بإطلاق ماراتون عكسي يتزامن مع ماراتون بيروت، في خطوةٍ رمزيّة ضد التعامل اللا إنساني والسطحي مع قضايا حساسة كحقوق المرأة.

في الخلاصة، كان يمكن توفير أموال “ماراتون بيروت” العتيد لمساعدة نساء عملياً: كإنقاذ بعضهنّ من زواجٍ، يتوقف إنهاؤه على دفع مبلغ من المال، أو دعم غيرهنّ في بناء مشروع مفيد لهنّ وللمجتمع، أو المساهمة في محو الأمية بين النساء، وتعميم ثقافة القراءة والمطالعة بينهنّ.

حتّى تبقى قضايا المرأة في أوّل قائمة المسلّمات، من الضروريّ العمل لعدم تحويلها إلى مشاريع تجاريّة تقتل الضحايا مرّتين، وتقدّم للمجتمع الذكوري ذريعةً حتى لا يمنح نساءنا حقوقهنّ. باسكال صوما

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram