خاص – لا حلاوة ولا روح
بقلم باسكال صوما
لم أحضر “حلاوة روح” لهيفاء وهبي. ولا رغبة لي بذلك. تماماً ككلّ اللبنانيين الذين اشمأزوا من التصفيق الفوري لمهرجانات الفظاظة، التي يضعها المراقبون “العصريون” في خانة الجرأة.
أمام ما يدور حول رؤوس العرب وفي داخلها. وأمام هذا الموت الحاقد وهذا الفقر والتشرّد واللا إنسانيّة، ألا نبدو شديدي الحمق ونحن نصفّق لمروّجي الفن الاستهلاكي، ومشوّهي صورة المرأة اللبنانيّة تحديدا، والمرأة ككائن بشكلٍ عام؟
المرأة المصرية تكافح اليوم لأجل إثبات نفسها ومناهضة العنف ضدّها. المرأة اللبنانية أكثر أناقة وذكاءً من أن تكون سلعة سريعة، وها هي تلهث صباحاً مساءً لتأمين حياة أولادها وتحقيق نفسها. المرأة السورية تبحث عن خبز ومأوىً لأطفالها. المرأة الخليجية تطالب بحقوقها من فم الذكورة الحاقدة. هذه هي المرأة العربية… وهكذا شوّهوها وهكذا حوّلوها إلى “رقم” لتسويق عمل.
هي ليست حملة مقاطعة لهيفاء وهبي وزميلاتها في “الرسالة الفنية”. وليست دعوة للتظاهر ضدّ الفيلم أو إقفال صالات السينما التي تعرضه، وهي طبعاً تعجّ بآلاف لا بل ملايين المؤيّدين للجميلة هيفاء، والباحثين عن مشهدٍ وإن افتراضيّ يغذّي خيالهم الجنسيّ، ويثير فيهم الذكورة الطافحة.
هي فقط صرخة اشمئزاز. نريد دراما هادفة. نريد سينما تحرّك فينا موتنا الطويل، وتشعل فينا ما فتر من الفكر والثقافة والمعرفة والأفق. نريد فناًّ يؤثّر في أولادنا، ويدفعهم إلى مستقبلٍ أبيض.
نريد سينما تصلح لكلّ الأعمار. لا لحلاوة ولا لروح إن كان عرضهما مشروطاً بمن هم فوق الـ18 عاماً، وممنوعا على النشء لأنّ مشاهده قد تخدش النفوس أو ربّما الأخلاق. إن كان الأمر كذلك، هاتوا أفلاماً أخلاقيّة إذاً!