رودريغ عقل… صانع الألعاب الأفضل في لبنان؟
فرض صانع ألعاب الحكمة رودريغ عقل نفسه إسماً صعباً في سماء كرة السلّة اللبنانية منذ بداياته، وتمكن بفترة قياسية أن يصبح من أكثر اللاعبين المعتمد عليهم في فرقهم، لا بل استطاع عقل أن يكسر تفوّق علي محمود كأفضل صانع ألعاب في لبنان خلال السنوات الماضية، وأن يهدّد تربعه على القمة منفرداً. وإن لم يكن عقل الموزّع الأقوى حالياً في لبنان، فهو سيكون كذلك عاجلاً أم آجلاً!
وفي الموسم الحالي، عمل عقل كثيراً على تحسين لياقته البدنية والتصويب وحتى الإختراق، فتحمّل إبن الـ 25 عاماً وزرَ صناعة الالعاب منفرداً في الفريق الأخضر من دون أن ينتكس مع إزدحام جدول المباريات، وأحرز أرقاماً لافتة بلغت 8.6 نقاط و7.8 تمريرات حاسمة (الثاني في الترتيب) و6.4 متابعات في المباراة الواحدة ما يعكس ثباتاً في الأداء. عقل، المطالب وزملاءه بقيادة الحكمة الى لقب البطولة للمرة الاولى منذ 10 أعوام. وفي كلام البطولة، يملك عقل الكثير ليقوله، وهو يلخّص كلامه الى «الجمهورية» بالتأكيد أنّه «حان وقتنا لإحراز اللقب».
وصف عقل في مستهلّ الحديث الموسم الحالي للحكمة بـ»الجيد جداً»، وأضاف: «لقد مرّرنا بظروف صعبة قبل وبعد بداية الموسم من نواحٍ عدّة إدارية كانت ام فنية بفعل المشاكل الإدارية وصولاً الى الإصابات والغيابات، لكننا استطعنا أن ننافس بقوة على المركز الاول في دلالة كبيرة على إمكاناتنا، والفضل يعود الى تكاتف الجهاز الفني واللاعبين والإدارة».
وتابع: يمكننا الآن القول إنّه مع وصول ديواريك سبنسر بات فريقنا مكتملاً فلقد لعبنا لفترات طويلة من دون هدّاف أجنبي كما هي تشكيلتنا مبنية في الأساس، نظراً الى الإصابة التي تعرّض لها جوليان خزوع قبل بداية الموسم، وبالتالي فإنّ سبنسر سيمنحنا الثبات المنشود فهو ليس هدّافاً مميزاً فحسب، إنما يجيد اللعب ايضاً مع الفريق ويمكنه التمرير بفعالية عالية وهذا ما يريحني جداً.
وعن قدرة التشكيلة الحالية على الفوز باللقب؟ «إذا خُيّرتُ بين هذه التشكيلة وأيّ تشكيلة اخرى، فسأختار تشكيلتنا الحالية مئة مرّة، لأنّ ما يميزنا كلاعبين هو الشغف المشترك لتحقيق النجاحات، على إعتبار أنّ أعمارنا صغيرة نسبياً ومتقاربة جداً. نثق كثيراً بأنّ وقتنا قد حان، وفي نهاية المطاف فإنّ الفريق الذي سيتوّج بلقب البطولة هذا الموسم سيكون بطلاً عن جدارة لأنّنا نشهد الموسم الأفضل على الإطلاق».
وأردف عقل قائلاً: «لا ينقصنا شيء فلاعبونا الاجانب بدأوا في التأقلم وكريس دانيالز أثبت أنّه لاعب من نوعية عالية وقائد بكل ما للكمة من معنى، كما انّ جهازنا الفني يعمل طوال الوقت لتأمين أفضل الظروف الفنية المحيطة بالفريق، والمدرّب فؤاد أبو شقرا هو «الورقة الرابحة» دائماً في معركة اللقب منذ وجوده سابقاً مع الرياضي والآن مع الحكمة».
يؤكد عقل وبثقة عالية انّ «الحكمة لا يخشى مواجهةَ أحد». ويقول: «لقد هزمنا جميع الفرق في البطولة هذا الموسم بلا إستثناء. لذلك ليس لدينا ايّ فريق نخشى مواجهته او نتمنّى عدم الوقوع امامه. الطريق الى اللقب تتطلب التفوّق على الفرق كلها وهذا ما نصبو اليه. بالطبع لا يمكننا الإستخفاف ابداً بأيّ فريق، لأنّ ميزان القوى متساوٍ جداً بين الحكمة والرياضي وعمشيت والمتحد وبيبلوس، لكننا نهدف للفوز دائماً وهذا هو الأهم».
لكن، ماذا عن المقارنات المستمرّة بينه وبين علي محمود؟ يجيب عقل: «صراحةً لا أهتمّ بالمقارنات هذه، ولو أنّها تعنيني كلاعب لأنّها تعني انّ الجمهور يلاحظ تطوري، وهذا يدفعني للمزيد من العمل. لكن بشكل عام همّي هو أن استمرّ في تقديم أداءٍ ثابت ومساعدة الفريق على الفوز».
عقل الذي حقّق واحدة من «ثلاثيتين مزدوجتين» هذا الموسم (الثانية كانت للاعب عمشيت الأميركي جيريمايا ماسي)، أكدّ انّ تطوّره «نابع من تركيز عالٍ وعملٍ دؤوب في التمارين» وقال: «أشكر الله على كل شيء. لقد تمكنتُ من تقديم مستويات ثابتة، وأن اساعد الفريق عند الحاجة.
لقد تدربتُ لساعاتٍ وساعات خلال الصيف وانا من الأشخاص المحبّذين جداً للتمارين الفردية لأنّها تعطي اللاعب ثقةً بالنفس. لقد عملتُ خلال عطلة الموسم على جوانب عدّة في أدائي وأعتقد انّني قطفت ثمار هذا العمل خلال الموسم».
وفي الختام، امل عقل في أن يُرفع الإيقاف الدولي قريباً عن السلّة اللبنانية، مشيراً الى «اننا نملك فرصةً كبيرة لإعادة منتخب لبنان الى مصافِ الكبار في آسيا بعدما فقدنا فرصةً ذهبية الصيفَ الماضي لكن أتمنى من إتحاد اللعبة أن يضع المنتخب على رأس اولوياته».