تكلّم حتّى أراك
بقلم الياس ع. الأحمر
” ولو لبسَ الحمارُ ثياب خزٍّ لقالَ النّاسُ: يا لكَ من حمارِ “
في أيّامنا هذه، نرى الكثير ممّن أغرتهم ملذات ومادّيات هذه الحياة. فهم لو استطاعوا لأقدَموا على تبديل جلودهم حتّى بجلودٍ أفخر وأثمن. هؤلاء النّاس لا يعملون على تحسين أنفسهم وتطوير ما بداخلهم، فهم يجهلون أنّ الأساس يكمن في الباطن، وأنّ الجمال الحقيقي هو جمال الرّوح والبشاعة كذلك، هي بشاعة الرّوح وليس المظهر. هم يحاولون إخفاء حقيقتهم وتعظيم أنفسهم من خلال الثياب والأملاك والمادّيات، لكنّهم مهما اختبئوا خلف ملابسهم وارتفعوا عن النّاس، يبقون هم أنفسهم؛ الفارغون رغم جيوبهم الممتلئة، والضعفاء رغم أحذيتهم القويّة. لو أنَّهم فقط يعملون أنَّهم مهما بلغَ سموّهم وعلوّ مكانتهم وملابسهم وحسن مظهرهم، فهم يظلّون الأشخاص ذاتها. فالمرء ليس بما يرتديه، بل بما يكمن في باطنه. والمظهر غالباً ما يغشّ. فكم من مرّةٍ رأينا سخيفاً بلباس الأمراء، وعظيماً بلباس الفقراء؟
بإختصار… كما قال سقراط… ” تكلَّم حتّى أراك!”