خاص – إلهام شاهين لموقعنا: “اضطراب عاطفي” لن يتأجل..وغير مهتمة بخسارة أموالي في “يوم للستات”
القاهرة – سارة عبد الله
قررت إلهام شاهين أن تنسى عام 2013 بكل مافيه، وتبدأ صفحة جديدة في هذه السنة، فبعد أشهر طويلة قضتها بين برامج التوك شو وساحات المحاكم بسبب تداعيات أزمتها مع الشيخ عبد الله بدر المحبوس حاليا بتهمة التشهير، أخيرا أصبحت متفرغة لأعمالها الفنية، التي تتحدى من خلالها “طيور الظلام” بحسب ما قالت لنا.
ورغم أن الشق الأخير من عام 2013 كان حافلا أيضا بالتكريمات التي نالتها عن مجمل أعمالها، إلا أنها تفضل أن تنظر إلى المستقبل، فهي بعد أكثر من مئة عمل فني لازالت تشعر بقلق شديد حينما تقدم على تجربة جديدة، وهي حاليا تحاول القراءة في كتب علم النفس والحديث إلى أطباء أمراض نفسية للتحصير لشخصيتها الجديدة في مسلسلها الرمضاني “اضطراب عاطفي”، حيث تجسد فيه دور امراة تعيش في شبابها قصة حبة فاشلة تؤثر سلبا على حياتها، حتى بعد أن تتخطى الأربعين، وتصاب بمرض يسمي “اضطراب وجداني”.
إلهام شاهين التي أصبحت تظهر كثيرا في الفترة الأخيرة في عدد من المناسبات الفنية ترى أنه من الأنسب دعم كل النشاطات الثقافية والفنية التي تشهدها الساحة في مصرن لتعويض الفترة المتأزمة التي عاشها الفن في أيام الإخوان، وهذا بحسب تصريحات الخاصة لـ”CHOUFIJDID” التي تواصلها عبر الحديث المطوّل الذي أجريناه معها..فإلى نصه..
حرصت قبل أيام قليلة على تسلم الجائزة التكريمية نيابة عن الفنانة الكبيرة آمال فريد، وذلك ضمن حفل المهرجان الكاثوليكي للسينما الذي أشرف عيله الآب بطرس دانيال..فما سبب تلك اللفتة؟
الجائزة هي جائزة الريادة السينمائية، أي أن هذه الفنان العظيمة من ضمن رائدات السينما المصرية، وأنا تشرفت بأن تسلمت الدرع التكريمي نيابة عنها، فقد أحببت السينما من أجل آمال فريد وفاتن حمامة، ونادية لطفي، ومريم فخر الدين، وتمنيت منذ أن كنت صغيرة، أن أقدم أعمال رومانسية مثل تلك التي قدمتها الفنانة القديرة، لكن للأسف حينما بدأت العمل في المجال تقلصت الأدورا الرومانسية. لكن عموما أنا أتوجه بالشكر لإدارة المهرجان على اختياراتها للمكرمين في هذه السنة، وعموما أنا كنت من بين المكرمين العام الماضي.
الحقيقة أنك في عام 2013 حصدت عشر تكريمات أو أكثر..فهل تعتقدين أن بعضها جاء تضامنا معك في قضيك الشهيرة ضد بعض الدعاة الذين قاموا بالتشهير بك؟
لا أدري، ولكن ما أعرفه أنه لا توجد شبهة مجاملة في تلك التكريمات، فالقائمين عليها يعرفون تاريخي الفني جيدا، فمثلا تكريمي في مهرجان الإسكندرية، جاء تقديرا لمشواري ومجهود في صناعة السينما.
هناك تكرميات أخرى كثيرة، مثلا منها مهرجان القنوات الفضائية، وكرمت من خلاله عن دوري في مسلسلي “نظرية الجوافة”. وعموما أنا سعيدة جدا بدعم الفنانين والإعلامين، والمؤسسات والهيئات المختلفة لي في قضيتي التي ربحتها ضد من قاموا بتوجيه سبابا إلي، حيث نجحت في حبسهم، وأنا أرفض أن أقول اسمائهم، وأتحفظ أيضا عندما أقول عليهم لفظ عاة دينيين، لأنهم لايمتون للدين الإسلامي بأية صلة.
ويجب أن يعلم الجميع أن الفنان لا يقدم علمه من أجل الحصول على تكريم، ولكنه يبحث عن إمتاع الناس، وبعدها يكون من الجيد أن يتم تشجيعه وتقديره من خلال الجوائز.
لكن هل أنت راضية عن مسلسلك “نظرية الجوافة” الذي عرض في شهر رمضان الماضي، رغم أنه لم يحقق انتشار جماهيريا وقت عرضه؟
هذا لا يعني شيئا، فعندما يعرض مسلسل في وسط زحام درامي مرعب مثل الذي كان في رمضان العام الماضي، ويكون توقيت عرضه غير ملائم، من الطبيعي ألا يحصد نجاح كبير، ولكن فيما بعد يجد من يقدره، ويحقق نجاحا وانتشار بشكل تدريجي.
أنت صرحت مرارا أنك لم تحققي مكاسب مادية من جراء انتاجك لفيلمك “خلطة فوزية”، ومع ذلك تصرين على تكرار التجربة وبدأت بالفعل تصوير فيلم “يوم للستات” الذي تنتجينه على نفقتك الخاصة..وكذلك تشاركين في بطولته؟
هذا لأن مايهمني هو أن أساهم في صناعة السينما في بلدي، وأن أزيل الصورة السيئة التي أصبحت معروفة عما يتم انتاجه لدينا، من أفلام لا تعبر عنا ولا عن قيمنا، وتجعل دولة الريادة السينمائية مشهورة بنوعية أفلام غريبة جدا.
هل تقصدين هنا أفلام السبكي، وأفلام المهرجانات الشعبية؟
أرفض أن أسمي شخصا بعينه، ولكن حال السينما لايخفي على أحد، وأنا بالفعل متأكدة أنني لن أستفيد ماديا من فيلم “يوم للستات”، بل على العكس قد أخسر أموالي التي أضعها فيه، ولكن الهدف أسمى من المكسب المالي، فالسينما ليست مشروع تجري مثلمايتعامل معها بعض المنتجين الذين لايفقهون شيئا عنها.
ولماذا توقف تصوير الفيلم، خصوصا وأن مخرجته كاملة أبو زكري قالت من قبل أن العمل انتهى تصوير نصف مشاهده فقط، ولازال هناك عدد كبير من المشاهد الخارجية؟
التوقف كان إجباريا، لأن المشاهد المتبقية ينبغي تصويرها في فصل الصيف وتحت حرارة الشمس، حيث تتجمع سيدات الفيلم بجورا حمام السباحة، ليعشن يوم من أجل انفسهن، بعيدا عن الكبت، كذلك انشغلت كاملة بتصوير مسلسلها “سجن النسا”، وسوف نعود لاستكمال تصوير الفيلم في الصيف.
لماذا خرجت بعض الأخبار التي تشير إلى احتمالية تأجيل مسلسلك الجديد “اضطراب عاطفي”؟
قد يكون سببها تأخرنا في الإعلان عن باقي الأبطال، وأيضا الإعلان عن موعد انطلاق التصوير، وعموما المسلسل سيبدأ تصويره خلال أسبوعين على الأكثر.
لكن بعد أسبوعين سوف تكونين منشغلة بأعمال التحكيم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دروته التي تبدأ في الثامن عشر من هذا الشهر ولمدة عشرة أيام؟
وقتها يمكن أن يتم تصوير بعض من مشاهد الزملاء، على ان أعود مباشرة لأبدأ تصوير مشاهدي، فأنا سعيدة جدا بكوني ضمن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في هذا المهرجان الذي يهتم بنوعية السينما الأفريقية، التي لا نعلم عنها شيئا في مصر، حيث نتابع بشكل أساسي السينما الأمريكية، ونتجاهل ثقافة قارتنا السمراء.
وما السبب الذي يجعلك تؤجلين الإعلان عن باقي أبطال المسلسل حتى الآن؟
أنا انتظر فقط حتى يتم التعاقد رسميا معهم، ووقتها سوف يتم الإعلان عن أسمائهم، لسبب بسيط هو أنني إذا تحدثت عن الترشيحات وتم نشرها، قد تحدث خلافات في اللحظات الأيخر، ووقتها سيكون هناك نوعا من الإحراج، والحقيقة أن جميع الأدوار تم تسكينها، ولكن هناك خطوة واحدة متبقية وهي التعاقد الرسمي، وهذا سيكون هذا خلال أيام قليلة.
اقتحمت العام الماضي، عالم الطب النفسي، والأمر يتكرر أيضا في مسلسلك الجديد.. لماذا هذه النوعية من الدراما؟
أنا أحب ما يمسى بـ”السايكو دراما”، فأجد نفسي أمام مناطق مختلفة في عالم التقمص، وأندمج في عالم الشخصية تماما من خلال تفاصيل تجعلني أظهر قدراتي. و”اضطراب عاطفي” ينتمي لهذه النوعية من الأعمال التي أحبها، حيث كتب السياريست وليد يوسف النص بشكل مميز جدا، جذبني بشدة، فهناك مرض نفسي شائع يحمل اسم اضطراب وجداني، فقمنا بتحريفه قليلا ليصبح اضطراب عاطفي، ويتماشي مع أجواءالمسلسل.
أنت أيضا قدمت قبل سنوات دور مضطربة عقليا في فيلم “خال من الكوليسترول” أمام أشرف عبد الباقي؟
كان من أهم الأدورا التي قمت بتجسيها، وأعتز به كثيرا، وتلقيت عليه أكثر من تكريم، لكن الوضع هنا مختلف فالاضطراب العقلي مختلف تماما عن أي مرض نفسي، لكن بشكل عام هذه النوعية من الحالات المعقد تعطي فرصة للتجويد في الأداء، وإبراز الطاقات التي لا تخرج عادة في الأدوار الاعتيادية والنمطية.
إذن فهل كنت أنت صاحبة فكرة “اضطراب عاطفي”؟
لا لم أكن أنا، فالسياريست وليد يوسف كتب لنص، وعرضه علي، وقد تحمست له جدا، لدرجة أنني قررت أنتجه بنفسي، كي يخرج بالشكل اللائق الذي أطمح إليه.
في النهاية ..كيف جاء اختيارك لإيناس الدغيدي لتخوض من خلال هذا المسلسل أولى تجاربها في مجال الدراما التليفزيونية؟
الحقيقة أنا متحمسة منذ فترة للعمل مع إيناس الدغيدي في التليفزيون، ولكنني كنت أعلم أنها تحضر لمسلس آخر، وبعد تأجيله قررتت أن أعرض عليها فكرة أن تقدم “اضطراب عاطفي”، وبالفعل وافقت وشعرت أن التجربة تستحق، ومن هنا اتفقنا، وعقدنا جلسات عمل لوضع الخطوط العريضة لتفيذ السيناريو، ومن جهتي أرى أن إيناس ستكون مفاجأة الموسم الرمضاني لهذا العام، فبعد نجاحات في السينما، سوف تضع بصمة مختلفة في الدراما التليفزيونية.