بديع أبو شقرا مسيرة مشرقة مسلّحة بحبّ الجمهور وبإحساسه المرهف ولموقعنا: تشكيل الحكومة لن يغيّر الوضع و”كاس ومتراس” رسالة فنية لتوعية الشباب
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
هو كتلة من المشاعر والأحاسيس، وطنيّ بإمتياز، مبدع حتّى الثمالة، يغرق في بحور الشخصية التي يؤدي دورها فيحثّ المشاهد على التأمل والغوص فيها.
هو ممثل محترف، فنان مفعم بالأحاسيس المرهفة، ينتقد بشدّة وحين تنتقده أو تفكّر حتى بإحراجه في سؤال محدّد يحاكيك ويجيبك بالمنطق.
لا محال مجبور أنت على إحترام شخصيته العميقة، لأنّه لا يترك خيار إنتقاده، لا يدّعي النجومية المزيفة ولكنّه نجم لا محال ينتظر أعماله الجمهور بشغف كبير. هو ببساطة “بديع أبو شقرا” إسمه يكفي للتعريف عنه، وهو قيمة مضافة تنقذ أيّ عمل وورقة رابحة دائماً.
نجاحه لا يبنى برأي شخصيّ على دور أو شخصية أو مسلسل بل هو نتاج مسيرة مشرقة على خشبة المسرح وأمام الشاشة. مع نهاية الشهر الفائت نال جائزة عن مسيرته في حفل مهرجانات بيروت الدولية للتكريم بعد تألقه في “كاس ومتراس” على خشبة المسرح وفي رمضان بمسلسل “ومشيت”.
بديع ممثل يضيف إحساس ونكهة خاصة إلى الدور، وجسد دور الضابط أمل بإبداع لأنّه يملك وطنية ويأمل بحدوث التغيير. وفي حديث خاص لموقعنا، سألنا “الضابط أمل” عن رأيه برمزية موقع الحفل في ساحة النجمة، فقال أنّه المرة الأخيرة الذي جاء فيها إلى الساحة كانت للمشاركة بمظاهرة، وتمنّى بأن تعود الحياة لبيروت، مثنياً على أيّ مبادرة تفيد الهدف.
وعن تشكيل الحكومة العتيدة، ردّ بسؤال مبتسماً : “قولك حيتغير شي، فيها وبلاها عايشين”، وأبدى عن أسفه للوضع العام فكانت سخريته المبطنة كفيلة بالإجابة عن ما تراوده.
وأعرب عن سعادته بأنّ الناس ينتظرون كلّ حفلة لمسرحيته الغنائية “كاس ومتراس” التي يغني بها أغان وطنية تعود لسنوات مضت ولأحزاب وطنية مختلفة، على أمل أن يرتقي الوضع ويتجنب اللبنانيون مخاطر الفتنة ويتعلموا ضرورة إحداث الوعي المبكر لدى الأطفال والشباب.
رسالة بديع أبو شقرا قد تكون نقطة ماء في صحراء قاحلة أو بداية النهاية لماساة الطائفية والتعصب وكلّ الموروثات والتقاليد البالية التي تحكم قبضتها على أرواح وأفكار شباب اليوم.
وعن أعماله المرتقبة، قال أنّه سيعلن عن القرارات في التوقيت المناسب، لكن حفلات “كاس ومتراس ” مستمرة في توجيه الرسالة. شكراً بديع أبو شقرا لأنّك تحاول وشرف محاولة التغيير يكفي، شكراً لأننا لا زال لدينا ممثلين نفتخر بمسيرتهم ونرفع القبعة لإبداعهم، وأفراد تريد وأد الفتنة والتخلص من ذيولها ولو برسالة فنية، فالفن لغة تفهمها الشعوب كافة.