خاص – إبداع مطلق للممثل اسعد رشدان في رمضان ولموقعنا: أختار ادواراً تترك بصمتها لدى الجمهور وعلى الدولة تامين ابسط حقوق الممثلين
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
هو الاب الحنون، هو الرجل الثري الذي يستغلّ نفوذه للقيام بالاخطاء بدون ان يحاسب عليها، هو النائب الذي لا يهمّه سوى كرسيّ النيابة، هو الزوج المحبّ الذي تشاء الظروف ان يدفع ثمن شكّه بزوجته وينتحر…بلمحة صغيرة وبدون الغوص في التفاصيل هذه الادوار يجسّدها الممثل القدير اسعد رشدان في الشهر الفضيل .
ما إن يطلّ أسعد رشدان على الشاشة حتى ينسى المشاهد حوار المسلسل ليدخل في أعماق شخصية واقعية، فيكفي ان تنظر إلى عينيّ هذا الممثل لتحبه او تكرهه، وهنا يكمن سرّ إبداع القدير اسعد رشدان بكافة ادواره .
لهذا الممثل القدير مسيرة فنية حافلة ترفع لها القبعة، وفي حديث خاص لموقعنا قال لنا أنّه يأخذ حقه اليوم كممثل أكثر من قبل، حيث في الايام الخوالي شركات الانتاج كانت قليلة، كما لم يكن هناك إنتشاراَ للعمل من حيث الفضائيات والسوشيل ميديا.
وأشار إلى أنّ غزارة لا اعمال لا تؤثر، فالعمل الجيّد يفرض وجوده وسط الاعمال، كما الممثل الجيد يفرض تميّزه.
وعن الأعمال التي شارك بها مؤخراً، وتحديداً دوره في مسلسل “سكت الورق” الذي جسّد فيها دور رجل ظالم يتعرض لجلطة ولشلل، فيصبح على كرسيه لا يتكلم سوى بتعابير وجهه وصوت آهاته…هذا الدور المميز الذي يستحقّ عليه القدير اسعد رشدان ملايين الجوائز، قال لنا انّه أحبّ الدور جداً، لكنه استطاع ان يجذب المشاهد بالرغم من صعوبته.
اعمال عدة يخوض بها القدير اسعد رشدان السباق الرمضاني، دورين على اساسهما تبنى احداث المسلسل “الحب الحقيقي ٢” والذي توافيه المنية بعد ان يعرف حقيقة زوجته نهلة داوود من الممثل جوليان فرحات، إشارة إلى أنه كان قد ابدع باداء دور الاب الحنون حيناً والقويّ المتسلّط حيناً في الجزء الاول من المسلسل.
أما دوره في مسلسل “موت أميرة” فبالرغم من مساحته إلا أنّه العنصر المحرّك لاحداث المسلسل، فبعد ان عاش حياة سعيدة مع زوجته كارمن لبس وانجبا الفنانة شيراز التي تجسد دور اميرة، يعيش صراعاً مميتاً بعدم قدرته على الانجاب نتيجة تشخيص طبيّ سببه خطأ الطبيب في التمييز بين ملفات المرضى. وقد جسّد هذا الصراع الداخلي الذي عاشه بإبداع مطلق بتعابير وجهه وردوده، قبل ان يقدم على اطلاق النار على زوجته وتسليم الفتاة لاقربائه للاعتناء بها، وبعد لحظات من القيام بفعلته وظناً منه ان زوجته قد ماتت، اطلق النار على نفسه.
اما الدور الثالث في مسلسل “ومشيت”، جعلنا المممثل اسعد رشدان نكرهه …وهذا دليل على إبداعه باداء دور النائب الذي ظلم ابنته وولده، النائب المتسلط الذي لا يكترث لمشاعر ابنائه ويهمل زوجته وهمّه الوحيد التّمسك بكرسيه وبمنصب النائب الذي شغله طوال سنوات.
نعم حين ننظر إلى ظلمه وجبروته، ندرك مدى حرفيته في الاداء والانصهار بالدور .
وارتفعت نسبة كره الجمهور ، حين شاهد “غسان نمور” الرجل الذي يستغلّ نفوذه وعلاقاته وشركته للتعدي على موظفاته في مسلسل “طريق”، ما يعزّز الاجماع على حرفية وإبداع وتميّز بأداء الدور، فمن متابعتنا للمسلسل وسماع اراء الجمهور الذي وصلت ببعض المسنين إلى شتمه، فهذا يدلّ على الابداع المطلق، علماً انّ الشتائم لا تطال القدير اسعد رشدان بل شخصية “غسان نمور”.
وبالعودة إلى المقابلة التي اجريناها، يؤكد رشدان انّ بداياته كانت مميزة، حيث انطلق بدور مع احسان صادق وانه سبق ولعب دوراً في فيلم عالميّ، مشيراَ إلى انّ جوائز التقدير تفرح قلب الممثل، لكن على الدولة ان تؤمن ابسط حقوق الممثلين.
وأكّد على أنّه يختار الادوار بحسب اهميتها وتأثيرها بالعمل، وليس حسب مساحتها، حيث الممثل الجيّد يترك بصمة لدى الجمهور بمشهد واحد فقط.
شكراً لك، الممثل اسعد رشدان، لانّك تمتع الجمهور بكلّ شخصية تؤديها وتشكّل قيمة مضافة لأيّ عمل، في السباق الرمضاني وخارجه على حدّ سواء.