خاص – الشذوذ الجنسي في السينما المصرية… مرآة الواقع أم خيال مؤلف ؟!
الـقـاهـرة – مـيـدو إبـراهـيـم
تعتبر شخصية الشاذ في السينما المصرية من أكثر الأدوار التي شهدت جدلاً نقدياً و جماهرياً نظراً لحساسية تلك ألادوار.
في البداية إرتبطت شخصية الشاذ بما كان يسمى (صبي العالمة أو رفيق الراقصة) الذي يتحدث بغنج ومياعة ويتمايل بأنوثة واضحة.
وأصبح لفظ (صبي العالمة) يرتبط بغياب الرجولة، وكذلك شعور الرجل المستمرّ بالرغبة الجنسية المكبوتة تجاه أيّ رجل وسيم .
وقد تجلّت الشخصية بهذا النمط عندما قدمها الفنان فاروق فلوكس في فيلم ” ضرب الهوى ” للمخرج حسام الدين مصطفى، حيث جسّد الشخصية بطريقة جريئة .
ومن أشهر الشخصيات شخصية لوسي في فيلم (إشاعة حب) لعمر الشريف وسعاد حسني، والتي جسدها جمال رمسيس، حيث كانت الشخصية بمثابة نقد إجتماعي لمستمعي الموسيقي الغربية آنذاك .
وفي عام ١٩٧٣ قدّم المخرج صلاح أبو سيف فيلم “حمام الملاطيلي” بطولة الفنان يوسف شعبان، ليكون أول دور الشاذ واضح في السينما و برع الفنان يوسف شعبان خلال الفيلم ليجسد دور الفنان التشكيلي رؤوف ليوضح المخرج أن الشذوذ الجنسي هو مرض نفسي .
وفي عام ١٩٧٧، قدّم الفنان نور الشريف والمخرج سمير سيف فيلم ” قطة على نار” المأخوذ عن المسرحية ” قطة علي صفيح ساخن ” للكاتب تنسيمي وليامز، حيث قدّم الممثل اللبناني شوقي متّى دور صديق نور الشريف الشاذ والذي إنتحر بعد أن إكتشفت زوجة نور شذوذه.
كان موضوع الفيلم الرئيسي هو التعاطف والتسامح مع تلك الفئة من الناس.
وفي عام ١٩٧٩ قدّم المخرج يوسف شاهين في فيلم “إسكندرية ليه ” شخصية عادل بيك الأرستقراطي الذي يعاني من نوع غريب من الشذوذ، حيث كان يصطاد جنود الإحتلال ليغتصبهم و يقتلهم، إلا أنّه يقع في حبّ أحد جنود الإنجليز، وينتهي به الأمر بزيارة قبره في مقبرة الجنود بمدينة العالمين. وقد جسّد الشخصية الممثل أحمد محرز، وكان أول دور يعكس علاقة حب حقيقية بين الرجال .
ويعود “يوسف شاهين” عام 1985 ليقدم دور الشاذ في فيلم ” وداعاً بونابرت ” مع ممثل فرنسي ميشسيل بيكولي حيث لعب دور كفاليري قائد الحملة الذي يقع في حب شباب مصريين.
الإسقاط الذي صنعه المخرج في الفيلم جعل النقّاد ينهالوا عليه، فقدم الناقد علي الدالي كتب في جريدة الجمهورية أن “اللواط” هو محور الفيلم وقدم شاهين أكثر المشاهد جرأة وهو تقبيل كفاليري قدم أحد الشباب وجميعهم يموتوا في النهاية.
وفي عام ١٩٩٣ قدم المخرج يسري نصر الله دور الشاذ في فيلم ” مرسيدس ” بطولة باسم سمرة الذي يموت فداء لحبيبه الممثل مجدي كامل، حيث قدّم الفنان مجدي دور الشاب الغني الذي ترك والده ليعيش مع صديقه باسم سمرة.
وأيضا قدم فيلم ” رومانتيكا ” للمخرج زكي فطين عبد الوهاب شخصية الشاذ في إطار ثقافي حيث يأتي أحد الأجانب ليوهم أحد الشباب بالتمثيل في هوليود.
ثم فيلم “عمارة يعقوبيان” الذي قدم فيه الفنان خالد الصاوي دور الصحافي حاتم رشيد رئيس تحرير الجريدة المصرية، الصحافي الشاذ الذي ينتهي به الأمر بمقتله وهي نتيجة طبيعية لحياة شاذة .
وتظلّ نظرة السينما للفئة الشاذة، إما شيء من الكوميديا السوداء أو نظرة عميقة تشير للمرض النفسي .