الحظ وصفة طبية جديدة
ِبـقَـلَمْ الـدكـتـور فــلاح أبــو جــودة
لي صديق هو من أمهر الأطبّاء وأكثرهم كفاءة، لا يملك حين يودّعك أو يُنهي مكالمته معك بعد وصفه لأيّ دواء أو أيّ علاج أو أيّ نصيحة علميّة وطبّيّة سوى أن يستعمل عبارة واحدة: Bonne Chance.
وقديمًا قيل : “اعطيني حظ وكبّني بالبحر” .
أما المحظوظ فغالبًا ما يُشار اليه : “أنّ حظه ب طي..و” .
وبحسب ويكيبيديا “فالحظ هو حدث يقع للمرء ويكون خارج نطاق إرادته أو نيّته أو النتيجة التي يرغب فيها.وتختلف وجهات النظر في الثقافات المختلفة حول الحظ، فهناك ما يعده أمرًا مرتبطًا بالفرص العشوائية وهناك ما يربطه بتفسيرات متعلقة بالإيمان والخرافة”.
وتنتشر في مختلف المجتمعات معتقدات شائعة بأن التمائم التي تحمل شكل العين الزرقاء أو الخرزة الزرقاء تحمي من الحسد وتجلب الحظ .
وقد يكون الحظ سعيدًا وقد يكون عاطلًا .
ومَنْ شهِد سنوات الحرب الأهليّة ، كان يدرك أنّ عاملَيْ الصدفة والحظّ كانا مصدر تعاسة أو نجاة للكثيرين .
وقد كتب ميشال أبوجوده في عزّ الحرب: “في لبنان من مات مات بالصدفة ومن عاش عاش بالصدفة”.
وصاحب الحظ السيء يدعى المنحوس . وقديمًا قيل” المنحوس منحوس ولو علقولو فانوس” .
وتختلف لعبة الشطرنج عن لعبة طاولة الزهر ، في أنّ الحظ المتمثّل برَمْي النرد يلعب دورًا في كسب اللعبة على عكس الشطرنج حيث يقتصر النجاح على ذكاء اللاعب .
وتتعدد ألعاب الحظ من اللوتو الى اليانصيب الى الروليت الى الروليت الروسيّة حيث يضع الشجاع الأبله رصاصة واحدة في بكرة مسدسه ويبرمه عشوائيًا ويضغط الزناد موجهًا فوهة المسدس الى رأسه على أمل أن لا تكون الرصاصة في المكان القاتل .
وكان أبي حين يتحدّث عن شقيقته وداد التي ماتت شابة بحادث سيّارة يقول: “المعتّرة وداد، شو طلع حظّا قليل”.
وكنت صغيرًا لم أتجاوز العاشرة من عمري، في النادي الرياضي في دير الحرف حيث كنّا نمضي فصل الصيف، وسط جمع غفير، وكنّا نشاهد مباراة في الكرة الطائرة، حين قام أحد اللاعبين الغاضبين بشوط الكرة عاليًا في السماء تعبيرًا عن غضبه، ورحنا جميعنا ننظر الى الكرة العائدة من السماء وإذا بها تختار رأسي من بين مئات الرؤوس وحينها سمعت بالحظ لأوّل مرة من رفيقي الجالس أمامي: هيدا حظّك !