” للنشر” ينفرد بمواجهة جانجاه وناديا يسري و سبب موت السندريلا سعاد حسني يبقى سرّاً مبهماً
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
بعد 17 سنة على غياب سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، سلّط برنامج “للنشر” التي تقدّمه الإعلامية ريما كركي الضوء في فقرة من إعداد الزميل دومينيك أبو حنّا على مقتل الفنانة المصرية الراحلة، وذلك خلال مواجهة إستثنائية بين شقيقتها جانجاه وصديقتها ناديا يسري .
إنطلاقاً من أنّ النتائج التي وصلت إليها المحاكم البريطانية في قضية مقتل سندريلا الشاشة العربية الراحلة سعاد حسني لا تزال مثار تشكيك وعدم رضى، وعلماً أنّ المحكمة قد أقفلت الملف بنتيجة مفادها أن سبب وفاة النجمة المصرية هو إقدامها على الانتحار من شرفة شقتها الواقعة في “ستيوارت تاور” في لندن (الطابق السادس) يوم 21 يونيو (حزيران) من العام 2011.
وبناءً على أنّ الفرضيات كانت قد تراوحت بين السقوط غير المقصود (والذي تستبعده فتحة وجدت في شِباك الشرفة) والانتحار الذي تنفيه أوساط النجمة كونها كانت قد تواصلت مع المقربين منها وأعلمتهم بقدومها إلى مصر وإنهاء فترة الغربة، لتبقى فرضية القتل المتعمد، والتي تشير بأصابع الاتهام إلى أجهزة مخابراتية أمنية في النظام المصري (أيام حسني مبارك) لم تكن تريد عودتها للقاهرة بما تمتلك من معلومات سرية عن هذه الأجهزة وحركتها خارج وداخل مصر.
من هنا ومع صدور حكم القضاء البريطاني عادت جنجاه شقيقة سعاد حسني صاحبة نظرية القتل المتعمد لتصدر كتابًا تتهم فيه الأجهزة البريطانية بالاشتراك بمؤامرة مقتل سندريلا الشاشة العربية مع الأجهزة المصرية… أما أداة التنفيذ فهي (وبنظر جنجاه) ناديا يسري التي كانت دائمة التردد إلى شقة النجمة الراحلة (بصفتها صديقة لها) بينما تؤكد جنجاه أن ناديا كانت أداة لدى الأجهزة الأمنية المصرية ولم تكن يومًا صديقة لسعاد بل تربطها بها علاقة عمل مع سعاد حسني مستندة في هذا إلى المدعو جورج وليام بخصوص مقتل زوج ناديا (صفحة 167- 168 من الكتاب) هذا عدا عن قبض مبلغ 5 آلاف جنيه استرليني من وزير الإعلام المصري يومها محمد صفوت الشريف.
هذه المعطيات تثبت أنّ هذه القضية التي لا زالت تثير الجدل منذ أن فارقت السندريلا الحياة، تاركة أسرار مخفية رافقتها طيلة العمر، كانت جديرة بأن تكون الفقرة الأقوى على طاولة “للنشر” يوم الإثنين، فالمواجهة التي جرت بين جنجاه من مصر وناديا يسري التي جاءت من لندن للمشاركة في هذه الحلقة المثيرة للجدل، تحولت إلى صراخ وردح على الطريقة المصرية بين الضيفتين، حيث كان من الصعب بمكان ما أن ترد ناديا على النقاط كافة التي تناولتها جانجاه في الكتاب.
وخلال المواجهة إعتبرت الصديقة أنّ هناك من يقف وراء إختلاق قصة القتل، ولامت أهل الإعلام الذين استغلوا الموضوع وحكموا بدون التحري بشكل موثّق عن حيثيات موت السندريلا.
حفلة الردح بين الأخت والصديقة لم تنته بالتوافق، حيث واصلت جانجاه على مقاطعة ناديا، ما جعل المواجهة تحتدم بينهما، الأمر الذي اضطر الأخيرة للقول: لو كنت أعمل مع الأجهزة الأمنية فعلًا يومها لكنت قتلتك، لترد جنجاه بدورها “أنا لو شفتك كنت ها أقطعك”…وبذلك تحول الحوار من جهة جنجاه أكثر من مرة إلى مباراة “ردح” خصوصًا حين واجهت ناديا بالقول “ألله… دي سعاد حسني سعاد حسني يا……“.
وقد علمنا أنّ بعد الحلقة، إنهارت الصديقة المتهمة بقتل صديقتها السندريلا وأجهشت في البكاء، ولم تغادر قبل أن حاول فريق العمل تهدئتها.
أثارت هذه الفقرة الكثير من الجدل خاصة، وأنّها كانت بمثابة سكوب إعلامي يحسب للبرنامج وللإعلامية ريما كركي ومعدّ هذه الفقرة دومينيك أبو حنّا، فالأخت والصديقة لم يسبق لهما المواجهة على قناة لبنانية، كما لم يحصل بينهما مواجهة مماثلة على أيّ قناة عربية، خاصة بعد أن أصدرت جانجاه كتابها.
ويبقى جلاء الحقيقة أمراً مبهماً، ككثير من القضايا التي إرتبطت بموت فنانات أثرين الفن بأعمالهن قبل أن يفارقن الحياة لأسباب بقيت مجهولة حتّى اليوم