هل إعتبر الكاتب رامي الأحمدية الذكريات نعمة أم نقمة؟!
بقلم الكاتب رامي الأحمدية ( الذكريات نعمة أم نقمةّ!)
نحيا الحياة ونعيش أيامها، ولا يبقى لنا منها سوى الذكريات. فالأحداث التي نمر بها، والتجارب التي نحصل عليها خلال مشوارنا في هذا العمر، جيدة كانت أو سيئة، ترقد بعد لحظة حدوثها وتموت، إلا أن تأثيرها وتفاعلاتها تستمر، ولعلّنا نختزن أبرز تفاصيلها في دفتر ذكرياتنا التي أخصنا الله بجزء من دماغنا لنسجلها، فتحيا معنا لفترة من الزمن، قد تستمر حتى آخر أيام عمرنا.
الذكريات إذاً هي الوسيلة التي نعود من خلالها إلى الماضي، لنتعلم من أخطائنا ونصلح من أنفسنا فنكبر ونتطور على أمل أن نعيش غداً أفضل، غداً لا يترك لما سيأتي من بعده سوى إبتسامة على الأطلال، إبتسامة تشعرنا بإنسانيتنا وفضائل أعمالنا.
من منّا لم يمر بيومٍ سيء، يوماً زرع دمعة على خد الأيام، أو شعر بجرحٍ اعتقد بأنه لن يندمل مهما طال الزمان، ومن منّا لم يمر بلحظة فرح تمنى بأن تحيا إلى الأبد، إلا أنها تسمّرت في مكان حصولها لتستمر الحياة من بعدها، ولتبقى هي كصورة جامدة في حلقات مسلسل حياتنا التي لن تنضب ما حيينا، فتستمر الحياة وتتتابع معها المواقف اليومية لنحصد مما نزرع، ونجني ثمار أفعالنا، ونصارع الحاضر من أجل المستقبل مع ما نحمل من مآثر الماضي.
قالوا إن النسيان نعمة، إلا أنه باستطاعة الذكريات أن تكون نعمة أكبر، إذا ما تعلمنا وعملنا على أن نعيش الحاضر بأفضل طريقة، فنسامح من أخطأ بحقنا، ونقدّر من عمل على مساعدتنا، ونحب من قلبٍ صافٍ نقي، يرفعنا ويسمو بنا إلى أرفع مراتب الحياة.