خاص – الاعلامية ميسم درزي لموقعنا: لا أحبّ السكوب والاعلام بفوضى وهذا ما علمني إيّاه الميكرفون
بــيــروت – إبـــتــســام غــنــيــم
لا تنقصها الموهبة، ولا ينقصها الجمال، فجمالها يبدأ من الداخل ويشعّ عليها صوتاً وصورة…تحاكي الناس بصوتها وبنغمات تعزفها على أوتار قلوبهم فتعلّق أذن المستع بكلامها العميق الذي يحوي على ثقافة وخبرة سنوات من النجاح والتألق… لم تلهث يوماً بالظهور على الشاشة للبَروَزَة، بالرغم من أّنّ كثيرات يسعين لذلك، لسبب أنّ الميكرفون هو عشقها ومنبرها الذي تطلّ منه أربع مرات بالاسبوع مباشرة وتستضيف فيه عبر أثير “الشرق” كل فئات المبدعين من كافة القطاعات…مع الاعلامية المتألقة على الدوام ميسم درزي كان هذا اللقاء الحصري.
- “مع ميسم” عبر أثير الشرق ما زلنا نسمعك منذ سنوات وبنجاح كبير؟
– صحيح، فأنا مستمرة بالبرنامج الذي كان مرة في الاسبوع وصار يبثّ أربع مرات من الاثنين الى الخميس مباشرة، وذلك نزولاً عند رغبة الادارة الكريمة التي لمست مدى نجاح البرنامج وقررت أن يبث أربع مرات أسبوعياً.
- ما الذي يميّز برنامجك برأيك؟
– يتميّز بالتفرد بطرح الموضوعات وإستضافة الضيوف من كافة الفئات، من نجوم غناء وتمثيل وتلحين وأدباء ومثقفين وأطباء و سياسيين وسيدات مجتمع لهن دورهن الفعّال في مجال عملهن، يعني برنامجي ليس محصوراً بفئة معينة لانني مع الشمولية التي أؤمن بها وأتبعها منذ بداية عملي بالاعلام.
- أيضاً تميزت بتقديم البث المباشر منذ بدايتك؟
– بالظبط، فالبث المباشر هو عشقي وأكره الافتعال والتصنّع، أنا إمرأة تلقائية وعفوية وأعترف أن لدي عقدة من التسجيل، (وتضيف) في بدايتي تدرّبت على أيدي أساتذة كبار ومتخصصين بالبث المباشر وخضعت لامتحان قاس حتى تسنّى لي أن أذيع مباشر على الهواء، يعني عشت معركة كبيرة لاثبت جدارتي بالبث المباشر والحمدلله نجحت، وحتّى اليوم تجدين كلّ برامجي “لايف” لاني أحبّ أن أظلّ على تواصل مع الجمهور المستمع، كما أنني مرة لم أخضع لاراء الادارات الذين يؤمنون بطريقة تقديمي وأسلوبي، فمثلا برنامجي “مع ميسم” يضمّ 25 سؤال مخصصين لضيف الحلقة الواحدة، ومن خلال تلك الاسئلة أعمد للغوص في نفسية الضيف، وأتركه على سجيّته وأتحاور معه وأناقشه وفق ردوده التي تكون مختلفة وغير تقليدية.
- لكنك بعيدة عن “السكوبات”؟
– بل أرفضها تماماً، وأعمد بسلاسة لانتزاع مطلق إعتراف من ضيفي وهو راض كل الرضا، وحتّى عندما ابدأ الحلقة وبعد تقديمي للضيف أعمد إلى مسايرته لمدة سبع دقائق حتى أجعله يتوسّع بردوده، ومن هنا أرتجل وأرتجل بعفوية مطلقة بلا حواجز، وهذا أسلوب مدرسة آل درزي بالمحاورة على العموم.
- تستشهدين دائماً بشقيقك فاروق درزي في حواراتك؟
– طبعا، وفخورة بأسلوب آل درزي الذي قلّده الكثيرون والكثيرات.
- لمن تستمعين؟
– لا أستمع لاحد.
- لكن تربطك صداقات وطيدة بإعلاميات كثيرات مثل ريما نجم وماتيلدا فرج الله وغيرهن؟
– طبعاً، وأيضاً يولا سليمان ومنى عنتر وكثيرات من الكبيرات اللواتي هنّ مدارس متنوعة بفن الحوار ولهن قيمتهن وثقلهن، هؤلاء من فئة الاعلاميات الكبيرات وليس الصغار الذين يعتمدون أسلوب التقليد.
- لا تؤمنين بالشباب؟
– بالعكس أؤمن وأشجع الطاقات التي تحمل كفاءة وموهبة، ولطالما درّبت وشقيقي فاروق درزي العديد من الشباب الذين بعضهم عمل في كواليس الاعلام والبعض الاخر” طلع بلا وفا” للأسف.
- الميكرفون لازال عشقك ماذا عن الشاشة؟
– لا ألهث إليها، فأنا موجودة والكلّ يعرفني وخبرتي ونضجي، هذا بالاضافة إلى أنني أعشق الميكرفون كما أسلفت الذكر بسؤالك، ومن المستحيل أن أنسلخ عنه، فهو الذي علمني كيفية التحدث والتواصل وهو الذي يجعلني أسرد بأفكاري، ومن هنا لا أبالي بالعمل التلفزيوني فأنا موجودة وإسمي منتشر ولي خبرتي ومن يريدني عبر شاشته أهلاً وسهلاً شرط أن أقدم برنامجاً ذو قيمة يضيف لرصيدي ومسيرتي.
- كيف تقيمين الوضع الاعلامي اليوم؟
– فوضى ثمّ فوضى ثمّ فوضى وعجقة لا تطاق، بتنا نفتقد للتفرّد والتميز، و أصبح يوجد إستسهالاً في الاعلام للاسف.
- في عصر التكنولوجيا التي نعيشها هل سيأتي اليوم الذي يختفي فيه الميكرفون ويصبح التركيز على الاذاعات بالانترنت؟
– مستحيل، فأنا أؤمن أن لا شيء يلغي القيمة، ولا زال هناك جمهوراً كبيراً يعشق الاذاعة وصوت مذيعه أو مذيعته المفضلين، ولازال يوجد مستمعين يحبّون أن يسمعون لسان حالهم، وسأعطيك مثال على ذلك من خلال جمهوري الذي هو من كافة الاعمار لسبب أنّهم مع الطرح المهذب واللبق والمباشر والصادق.
- بصراحة هل طار منك الكلام يوماً على الهواء؟
– إطلاقاً، مرة لم تحصل معي ولطالما يتركني المخرج أرتجل وأقدم وأحاور لمدة ساعتين وثلاثة لوحدي، وهم يعملون في تسجيلات أخرى.
- تنشرين صور حفيدتك على الفيسبوك؟
– (ترد مقاطعة) طبعاً وإسمها تمارا وأحبّها من صميم قلبي، وسعيدة لانني أصبحت “تيتا”، وأنا في قمة تألّقي شكلاً ومضموناً لسبب أنّ الزمن أوقفته عندي منذ زمن.