خاص- طوني البايع لموقعنا: دورة موسيقية للإعلاميين مطلوبة وورشة تعليمية خلال أيام في قبرص والتعليم عبر سكايب هي الخطوة المقبلة
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
تمرّد على الخلايا والأنسجة بعد أن تفوّق بدراستها، لأنّه إكتشف عشق مدفون في قلبه لبحر الأنغام والنوتات الموسيقية، فتسلّح بعدّة الغطس بشهادة إمتياز من كليّة التربية في الجامعة اللبنانية متقناً بمهارة طرق التعليم ومبادىء التربية الموسيقية، ومن المعهد الوطني العالي للموسيقى حصل على الإمتياز بتخصصه في دراسة الغناء… وبدأ مدرب الصوت وأستاذ الموسيقى طوني البايع رحلة الغطس بأعماق بحر من الإبداع الموسيقي، بحر مليء بسحر الآلات الموسيقية و مواهب فنية تشبه بجمال أصواتها عالم أعماق البحار.
وفي حديث خاص لموقعنا كشف لنا البايع أسرار عالمه الموسيقي وتحدث عن أعماله المرتقبة وأحلامه المستقبلية بين الخيال والواقع.
طوني البايع مدرسة في تعليم الغناء والموسيقىى بدون أدنى مبالغة، فالبداية كانت مع الأطفال كأستاذ موسيقى في عدة مدارس، فشغف البايع بتعليم الموسيقى وقدرته على التعامل مع الأطفال سمحت له بمتابعة التألق حتّى اليوم في هذا المجال.
أمّا الإنطلاقة الأولى له على الساحة الفنية، فكانت في محطة ال “MBC”، في برنامج ألبوم فايف ليتواصل العمل في عدة برامج أخرى ومسرحيات وتدريب الجوقات المشاركة في الريستالات الفنية، وصولاً إلى تدريب أصوات الفنانين قبل إحيائهم الحفلات على الصعيد الشخصي أوالتنسيق مع ضيوف السهرات والطلاب في برامج الهواة، بالإضافة إلى تعليم الطلاب الراغبين في الغناء في الإستديو الخاص به.
ومن أبرز البرامج التي شارك بها البايع سواء كمدرب صوت أو كمنسق للأغاني أو بصفات مهنية أخرى يحددها نوع البرنامج هي: إشرافه على الغناء وكلّ ما يتعلق بالفن في مسرحية Disney High School Musical 1-2 ، حين إختار نجم ذا فويس فرنسا مارك حاتم حين كان يبلغ 17 سنة من العمر للتميّز في المسرحية، بالإضافة إلى مشاركته في برنامج نجم الخليج وإكس فاكتور وأغاني عمري وشكلك مش غريب، قبل أن ينتقل للعمل في LBC ببرنامج ديو المشاهير والإنطلاق بمواسم 8 – 9 – 10 – 11 في برنامج الهواة ستار أكاديمي كأستاذ موسيقى ومنتج موسيقي، وفي السنوات الأخيرة كان من يسافر للقيام بجولات ويقوم بالإختيار الأوّل للمشتركين قبل أن يعرضوا على اللجنة لتختار من بينهم الأفضل.
ويقول البايع أنّه تعامل تقريباً مع الفنانين كافة من خلال برامج الهواة، إلّا أنّه تعاون على الصعيد الشخصي مع أسماء كبيرة يشرّفه أن تمنحه ثقتها، ولولا خبرته الموسيقية المشهود لها في الوسط لما وقع الإختيار عليه، فهو كمدرب صوت تعامل مع النجوم نجوى كرم (ما يقارب الشهر) وآصالة و كارول سماحة ونانسي ويارا وميريام فارس وكارلوس عازار وناجي أسطا وفرقة UTN1 وآروى ومايا دياب وماريتا الحلاني ووعد بركات.
وكشف البايع أنّه يشرف على تعليم الموسيقى وعلى تدريب نجل فارس الغناء العربي وليد عاصي الحلاني و إبنة الموسيقار إيلي العليا فانيسا، ما يؤكد ثقتهم بخبرته، رافضاً أن يعطي رأيه بمواهبهم ومؤكداً أنّه سيتمّ الكشف عن ذلك في الوقت المناسب. وأضاف أنّه من جهة أخرى قد درّب أساتذة الحضانات لأنّ الطفل يبدأ بالتأثّر بالأصوات منذ الشهر الأوّل لولادته.
وأكد البايع أنّه كمدرب صوت يهتم بالتركيز على نوعية إختيار الأغاني وأدائها وطريقة اللفظ وكيفية إستخدام النفس، مشدداً على أهمية التمرين فهو كممارسة الرياضة بالنسبة للجسم أو كمواصلة التدريب على أي آلة موسيقية، فقلّة االتدريب والمواصلة عليه يؤثر في أيّ مهنة، كأيّ كاتب يتوقف عن الكتابة فعند الإنطلاق من جديد سيجد صعوبة في ترتيب أفكاره وترجمتها في الإنطلاقة الجديدة .
وأشار إلى أنّ الفنان، في ظلّ ثورة إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي، لم يعد يخجل من الظهور في العلن وهو يثابر على تمرين صوته خاصة قبل إحيائه أيّ حفل، فهذا يجعل جمهوره يشعر بمدى إلتزامه بفنه وحرصه على تقديم الأفضل.
وعن الإنتقادات التي توجّه مؤخراً لكبار الفنانين الذين خانهم صوتهم على المسرح وأبرزهم شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، قال البايع أنّ الفنانة الكبيرة نجوى كرم من البشر ومن لا يعرف مدى تأثّر صوت الإنسان بالعوامل المناخية، فكيف له أن يدرك تأثير ذلك على حنجرة الفنان الذي يحقّ له الشعور بالتعب كغيره من الناس.
ونفى البايع أيّ إشاعة تصدر ويكون عنوانها دخوله عالم الفن بصفة فنان، مؤكداً على أنّه ليس مشروع فنان وأنّه يملك صوتاً مميزاً ويؤدي بشكل جيّد لكنّه يفضّل توظيفه بأداء التراتيل الدينية ليشكر الربّ على نعمه، مشدّداً على أنّه ليس مشروع فنان.
وأضاف البايع في الإطار عينه :”أنا مدرب موسيقي ولا ألحن ولا أوزع، فالله أعطاني مواهب أخرى وحرمني موهبة التوزيع والتلحين، فأنا أملك قدرة مميزة بالتعامل مع الأطفال ومتخصص في التربية الموسيقية (جوقة – ريسيتال – مسرحية).
وعن أعطاء الأهل أولوية لصقل مواهب الأطفال، قال البايع أنّ الوعي اليوم تضاعف لدى الأهل بوجود برامج المواهب الخاصة بالأطفال مثل ذا فويس كيدز، وأيّ شخص يمكنه تعلّم الموسيقى مهما بلغ من العمر، فالموسيقى غذاء الروح.
وعن إيلاء المدارس الأهمية للتربية الموسيقية، إعتبر البايع أنّ هناك إنتباه لافت لهذا الأمر، بالرغم من وجود صعوبات عدّة، آملاً بأن تقوم الدولة بدورها بالتعاون مع المدارس الخاصة لإحداث التغيير الفعلي في هذا الموضوع.
وإعتبر أنّ تعليم الموسيقى في المدارس ليس التحضير لحفل نهاية العام الدراسي، إنّما هو أمر تثقيفي وقدرة على التمييز بين أنواع الموسيقى ووظيفة وأصوات الآلات الموسيقية وأساليب العزف المختلفة.
وقال أنّه بدأ مسيرته في الكورال الخاص مع سفيرة لبنان إلى النجوم السيدة فيروز ومع الماجدة السيدة ماجدة الرومي والفنانة الكبيرة عايدة شلهوب ومع الموسيقار الراحل ملحم بركات، مؤكداً أنّ عدداً لا يستهان به من كبار النجوم قد بدأوا مسيرتهم الفنية كأحد أفراد الكورال في الفرق الموسيقية الخاصة بعمالقة النجوم.
وأضاف أنّ الفرد يحق له أن يختار، فهل يواصل مسيرته في الكورال أم ينفرد بالغناء أم يختار تعليم الموسيقى أو التلحين أو التوزيع، مشيراً إلى أنّ علاقة صداقة وإحترام متبادل تجمعه بجميع أساتذة الموسيقى ومع الفنانين، وهو يعتبر أنّ هناك ما يميز كلّ شخص في أيّ مجال.
وكشف لنا أنّه كان أوّل من أطلق فكرة الدروس الموسيقية المجانية من خلال اليوتيوب، وأنّ هذه الفكرة فتحت له مجالات جديدة للتعليم، فهو يتواصل مع كثيرين من العالم العربي ومن الجاليات العربية في أنحاء العالم، وعدد كبير من الموهوبين يحجز لديه لفترة محددة ويأتي بشكل خاص إلى لبنان لمتابعة الدروس الموسيقية .
كما صرّح عبر موقعنا أنّه يحضّر للسفر إلى قبرص في الأيام القليلة المقبلة، بناء على دعوة خاصة وجهها له أربعة طلاب لبنانيين ليقوم بورشة عمل فنية خاصة بهم تمتدّ لثلاثة أيام، مضيفاً أنّه سيحرص على تلبية دعوات أخرى وجهت له قدر الإمكان للقيام بورشات عمل في دبي ومصر وتونس في الفترة القادمة. كما أفادنا بأنّه سيطلق تجربة تعليم الموسيقى عبر سكايب في الفترة المقبلة، بعد أن تكتمل التحضيرات الخاصة بهذا الأمر.
وعن الفنانين الذين تأثّر بهم، قال أنّه تأثّر بالسيدة فيروز والكبير زكي ناصيف والفنان المميز عازار حبيب والموسيقارملحم بركات والسيدة ماجدة الرومي وبالموسيقارعبد الوهاب والعندليب عبد الحليم حافظ.
وقال أنّ الساحة الفنية أفضل من السنوات العشر السابقة، كاشفاً عن رغبة لديه بإعطاء دورة موسيقية للإعلاميين، لأنّه بالرغم من أنّ لبنان هو من البلدان الرائدة إعلامياً، ومن أنّ الإعلاميين اللبنانيين يتمتعون بثقافة واسعة إلاّ أنّ مسألة التخصص والإلمام بالتفاصيل تلعب دوراً أساسياً في الحكم على الأعمال الفنية أو في تقييم أداء الفنانين، خصوصاً بعد الإنتقادات التي طاولت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم والتي أظهرت جهل البعض بالتفاصيل المهمة التي يجب أخذها بعين الإعتبار أو الرجوع إلى المختصين قبل تقييم الأمر.
وختم البايع مثنياً على أهمية دور الإعلاميين في حياة أيّ فنان، وموجهاً التحية لأصدقائه كافة في الوسط الإعلامي، ومؤكداً لنا أنّ محبة الناس نعمة من الله يجب معرفة تقديرها والإستفادة منها بأفضل الطرق.