خاص – الفنانة التشكيلية ندى شاهين تعالج الألم بالأمل بلوحات تحاكي جمال الطبيعة

 

  بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن

بين علم النفس العيادي و فن الرسم، أمواج تتكسّر عند شواطىء النسيان، فالبعض يختار العلاج الطبي والبعض الآخر يفجّر طاقاته السلبية بشتّى أنواع الفنون. و هي تسلّحت بالعلم لسبر أغوار النفوس وبالموهبة زرعت بلوحاتها الأمل فيها ومدّتها ببريق جعلها ترى الجمال والإبداع في حياة بالرغم من مرارتها وشعوبها العربية النازفة، بحثت فيها عن فسحة أمل فوجدت أنّ النفس البشرية ستجد دائماً ما تتمسّك به لترى الوجود جميلاً… إنّها الفنانة التشكيلية ندى شاهين التي تصرّ على أن تظهر بلوحاتها و بألوانها  بريق أمل يرغم من يتعمّق بالنظر إليها على التشبثّ بالحياة لآخر رمق.

لم تكتف ندى شاهين بموهبة إمتلكتها، بل أرادت أن تصقل موهبتها التي إكتشفتها منذ بضع سنوات بتقنيات وأسس ومبادىء فن الرسم، وذهبت إلى الفنان التشكيلي الذائع الصيت نظيز كوكاش، وإمتثلت للنصائح وتعلّمت منه الكثير، ويكاد يكون المبدع نظير كوكاش الوحيد في بلاد الأرز الذي يرسم ويلوّن Portrait لعظماء بأقلام الحبر.

و قد شاركت هذه الفنانة الموهوبة بعدّة معارض ونالت أكثر من شهادة تقدير في فترة وجيزة ، أوّلها كان معرض “أيادي من  ذهب”  الذي نظمه الفنان المبدع  نظير كوكاش في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، ثمّ معرض الجيش “إشراقة أمل” الذي أشرف أيضاً على تنظيمه المبدع نظير كوكاش في القاعة الزجاجية في وزارة السياحة ، بالإضافة إلى مشاركتها في سمبوزيوم منطقة تفاحتا للرسم المباشر

وكذلك شاركت بلوحتين في معرض شموع السلام  بنسخته الأولى في دار الأوبرا في  دمشق  وبنسخته الثانية في محافظة السويداء، وأخيراً بنسخته الثالثة في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا بإشراف كلّ من الفنانين التشكيليين نظير كوكاش من لبنان ولينا رزق من سوريا ونالت شهادة  تقدير على مشاركتها وجمال لوحتها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يقارب المئة فنان تشكيلي ونحات من لبنان وسوريا ومن أنحاء الوطن العربي كافة  قد شاركوا في المعرض وعرضوا أعمالهم، كما تناقلوا خبراتهم ومُنِحوا شهادات تقديرية على أعمالهم.

وفي كلّ معرض تشارك فيه الفنانة التشكيلية ندى شاهين تنتهز الفرصة لتنوّه وتشكر المبدع و”أستاذي” كما تناديه الفنان نظير كوكاش على تشجيعه لها ودعمه لموهبتها وتقديمه النصائح القيّمة لها لكي تصقل موهبتها وتطور أعمالها الفنية.

وفي معرض شموع السلام بنسخته الثالثة، إختارت الفنانة ندى شاهين موضوع لوحتها “خان الإفرنج” وهو أحد المواقع الأثرية في صيدا، فعمره من عمر المدينة البحرية وتخطّى منذ سنوات مفهومه السياحي ليكون مركزاً ثقافياً ومعرضاً دائماً. وكذلك “خان الإفرنج” ببنائه الضخم يخبر عن آصالة المدينة وحكايات الصيادين، نظراً لموقعه الجغرافي قبالة البحر وبين الأسواق الشعبية. إختيار الفنانة لهذا الموقع كان موفّقاً، فجسّدته بلوحة رائعة إستخدمت فيها ألوان الأكريليك، فجاءت ألوان تعكس أشعة الشمس الذهبية عند المغيب على البناء الضخم لخان الإفرنج.

ما أجمل أن نمتلك إصرار ومثابرة هذه الفنانة، و نعمل على إكتشاف ذاتنا وصقل مواهبنا والإستفادة من تجارب من سبقونا، من أجل توظيف طاقاتنا  في المكان المناسب، ونشر الروح الإيجابية على من حولنا عوضاً عن اليأس والبكاء على ما تعانيه أوطاننا العربية…فلندع ثقافة الحياة تتغلب على ثقافة الموت، ولنبثّ الفرح والأمل ونحلم، و لندفن الحزن واليأس ونطلق صرخات العلم والفن والثقافة والحرية والسلام والأمن والأمان وننبذ كلّ من يساهم في حقن بحورالدم بالحقد والطائفية و الإرهاب من أجل مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram