النساء تحب النكات الجنسية… والسبب ؟!
بدأنا نلحظ ارتفاع منسوب جرأة النساء في تداول النكات الجريئة منها الجنسية، والمتعلقة بالحياة الزوجية، بأدق تفاصيلها، بينما في السابق، كانت تهمسها السيدة في أذن صديقتها خوفاً من أن يسمعها أحد.
يرجع خبراء اجتماعيون هذا الأمر إلى التكنولوجيا الحديثة والدخيلة التي ساهمت في انتشارها كالنار في الهشيم، وحوّلت كل ما هو ممنوع إلى مباح بحجة سرّية وضمانات التكنولوجيا بحفظ الخصوصية. فما هي أسباب انتشار النكات الجنسية بين النساء من دون رادع؟
أوضحت الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني، في تصريحات صحافية، أن التطرف في الانغلاق يولد انفتاحاً متطرفاً بالمقابل، وأن سياسة العيب والممنوع أعطت النساء ردات فعل عكسية ليعبرنَ عن مشاعرهنّ بقوة في حال سنحت الفرصة بذلك.
وبيّنت السوداني أن انتشار تلك النكات الجنسية يكون غالباً بين الفتيات اللواتي يعشنَ في بيئة منغلقة تقمع الأنوثة وتعتبر كل شيء عيباً، ولم تكن الفرصة متاحة لهنّ للتعبير عن حريتهنّ في مواضيع التابوهات الجنسية.
وأضافت “عندما تتوفر التكنولوجيا بيد المرأة من دون حسيب ولا رقيب، ولا يوجد من يقرأ النكات الجنسية التي بحوزتها، يسهّل عليها نشرها عبر تلك الوسائل نظراً لقلة فرص الحديث والحوار مع صديقاتها مثلاً.. بالمقابل، لا يمكن للفتاة المتحررة والتي نالت قدراً من الحرية والحوار أن تتصرف ذلك، لأنها تستطيع التكلم ونقل النكات بجرأة من دون الحاجة لأي تكنولوجيا كي تُظهر مشاعرها؛ فالحرية ليست بالإباحية ولكن بالممارسات السلوكية العادية وأهمها الحرية في الفكر”.
كما أكدت السوداني أن الفكر المنفتح والراقي عند الفتاة سواء كانت ثرية أم فقيرة، هو الذي يعكس مظهرها الداخلي والخارجي، وأن العقل هو من ينظم تفكيرها المكبوت أو المنفلت بطريقة سليمة، من دون الخروج عن قاعدتها المجتمعية، كي لا تخطئ أبداً إذا أتيحت لها فرصة الانفتاح. وأضافت أن التقدم التكنولوجي سلاح ذو حدين، فعن طريقه تنطلق الفتاة إلى عوالم مختلفة، ونضجها الفكري يحركها ويوجهها إلى أين انطلاقتها.
ووجهت السوداني قولها لكل فتاة: “قد تصلين من خلال التكنولوجيا إلى أعلى مراتب المعرفة والعلم، وقد تصلين بها إلى الدعارة والعُهر، فالمجالان مفتوحان، وأي مسرب تمشين فيه ينطبق على منهجية تفكيرك التي تقودكِ إما إلى الخط الأول أو الخط الثاني”.