نجيب محفوظ… أديب نوبل هكذا ذبحه الارهاب!

القاهرة – إبـــتــســام غــنــيــم

وُلد الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ في حي الحسين بالقاهرة عام ١٩١١، وهو إبن الموظف عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، الذي لم يكن يقرأ في حياته غير القرآن الكريم، وحديث عيسى بن هشام لأن كاتبه محمد المويلحي كان صديقاً له… وقد كان نجيب أصغر أشقائه، والفرق بينه وبين أقرب إخوته عشرة سنوات، الأمر الذي الذي جعله وحيداً وميثولوجياً أي متأثراً بما يحكيه القدماء.

وفي عام 1930 التحق بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، لكنّه عدل عن قراره وركز على الأدب، بعدها عمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى ١٩٥٤. بعد ذلك شغل منصب مدير مكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة وعمل مديراً للرقابة على المصنّفات الفنية… وفي ١٩٦٠ عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وآخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيساَ لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما  بين ١٩٦٦ و ١٩٧١، قبل أن يتقاعد بعدها ليصبح أحد كتّاب مؤسسة الأهرام.

بدأ نجيب الكتابة في منتصف الثلاثينيات وكانت تنشر قصصه في مجلة الرسالة عام ١٩٣٩، حيث كانت روايته الأولى تحمل إسم “عبث الأقدار”، وفي عام ١٩٤٥ تحول نجيب محفوظ إلى الكتابات الواقعية برواية “القاهرة الجديدة، خان الخليلي و زقاق المدق”.

وفي ٢١ سبتمبر ١٩٥٠ بدأ بنشر رواية “أولاد حارتنا” كسلسلة في جريدة الأهرام، ثم توقّف النشر في ٢٥ ديسمبر/كانون الثاني، من العام نفسه، بسبب إعتراضات هيئات دينية على تطاوله على الذات الإلهية.

ولم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، وإقتضى الأمر ثماني سنوات أخرى حتّى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية التي طبعت في بيروت عام ١٩٦٧، وأعيد نشر “أولاد حارتنا” في مصر عام ٢٠٠٦ عن طريق دار الشروق.

وفي أكتوبر ١٩٩٥ بعد نيل نجيب محفوظ جائزة نوبل نتيجة إسهاماته البارزة في الآداب وهي أعلى جائزة عالمية في هذا المجال. ويعدّ الكاتب نجيب محفوظ العربي الوحيد الحائز عليها، ليتفاجأ بعدها بمحاولة إغتياله عندما طُعن بالسكين في عنقه على يد شابٍ كان يريد قتله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملّة بسبب روايته المثيرة للجدل “أولاد حارتنا”، والتي لم يكن ينوي طبعها في مصر إلا بعد الحصول على تصريح من الأزهر بنشرها، إلا أنها عندما طُبعت في لبنان ، تمّ تهريب بعض النسخ إلى مصر فطبعت مجدداً. لكن الكاتب نجيب محفوظ لم يلقى حتفه إثر محاولة الإغتيال الآنف ذكرها، وفيما بعد أُعدم الشابين المشتركين في محاولة الاغتيال رغم صفحه عنهما.

تزوّج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة ١٩٥٢ من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى الخبر عمن حوله لعشر سنوات متعللاً بانشغاله برعاية أمّه وأخته الأرملة وأطفالها. وفي تلك الفترة كان قد إرتفع دخله من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة، ولم يكشف عن زواجه إلا بعد عشر سنواتٍ من حدوثه، عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة مع زميلة لهما في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهينبالأمر من والد الطالبة.

وإنتشر الخبر بين المعارف، ومن أبرز روايات أديب نوبل “زقاق المدق”، “السراب”، “بداية ونهاية”، “ثلاثية بين القصرين” و”ثلاثية قصر الشوق” و”ثلاثية سكريّة”، “الشريدة”، “ذات الوجهين”، “ثرثرة فوق النيل”، “حب تحت المطر”، “ملحمة الحرافيش” وغيرها من الروايات التي تم تحويلها لأفلام سينمائية ومسلسلات، ومن ابرز قصصه القصيرة “بيت سيء السمعة”، “خمارة القط السوداء”، “الشيطان يعظ”، “همس الجنون” وغيرها.

وفي أغسطس/آب ٢٠٠٦ توفي نجيب محفوظ إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة…رحم الله أديب نوبل الذي واجه سكين الارهاب بكل شجاعة.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram