مشكلة جنسيّة تؤثر سلباً على علاقتكِ بالشريك
بمَ تفكرين عندما تسمعين كلمة إدمان إو إفراط جنسي؟ هل تتخيّلين أحداً ما يمارس الجنس 10 مرات في اليوم، أو شخصاً يقضي الكثير من الوقت في مشاهدة الأفلام الإباحية، وغيرها من السيناريوهات المتعارف عليها؟ ما هو النشاط الجنسي الزائد؟ وهل هو وجه آخر لإدمان الجنس؟ وما هي العوارض التي يمكن أن تدل عليه؟ وهل من علاج؟ الدكتورة منى صبرا الاختصاصية بالطب النسائي والصحة الجنسية تجيب عن هذه الأسئلة وغيرها.
كيف يمكن تعريف الإفراط الجنسي؟
يمكن تعريفه بأنه حاجة كبيرة وزائدة ومستمرة لممارسة الجنس. والطب النفسي يعتبره نوعاً من الأدمان لأننا يمكن أن نجد فيه ما نجده في الأدمان من قضاء وقت طويل في نشاط جنسي والاستمرار في ممارسة هذا السلوك على الرغم من الآثار السيئة على حياته وعلى الرغم من محاولات عدة لوقف هذا التصرّف.
متى تكون مرضية؟
عندما لا يعاني الشخص ولا الشريك من هذه التصرفات الجنسية. وعندما لا يكون البحث المستمر عن اللذة مسيطراً عليه ويعاش بطريقة سليمة فلا بأس بذلك. بالمقابل، عندما يجتاح الجنس حياة الفرد ويصبح خارج السيطرة، مسبباً ألماً عميقاً له أو للشريك بسبب الإلحاح في طلب الجنس المتكرر أو عندما يدفع إلى علاقات خارج الزواج أو المخاطرة بمركز اجتماعي. التعلق بالجنس ليس دائماً مرضاً لكن النكران ورفض تقبّل المشكلة هو المرحلة الأولى لأي تعلق. الجدير بالذكر هنا أن المرأة أحياناً تشتكي من الإفراط في رغبة شريكها الجنسية.
ما هي أسباب المشكلة؟
السبب يكمن في اختلال التوازن في الطبيعة الكيميائية للدماغ. ارتفاع نسبة السيروتونين، الدوبامين وغيرهما من الهرمونات المرتبطة بسلوكيات جنسية خارج السيطرة. وهذه المواد الكيميائية تساعد على تعديل المزاج.
هناك أيضاً أسباب نفسية مثل الشعور بالنقص العاطفي، الذي يدفع الشخص دائماً إلى البحث عن الحب عبر الجنس. اضطرابات المزاج ولا سيما الأشخاص الذين يتأرجحون دائماً ما بين الكآبة والطاقة المفرطة. التحرّش الجنسي في الطفولة يمكن أن يكون سبباً للإفراط الجنسي.
أما العوارض التي تساعد على تشخيص هذا الاضطراب فهي التالية: خيالات جنسية، إثارة وسلوكيات جنسية حادة ومتكررة وذلك لمدة لا تقل عن 6 أشهر مترافقة مع 4 أو 5 معايير:
1. تمضية جزء كبير من الوقت في الهوامات والإثارة الجنسية والتخطيط والقيام بنشاط جنسي.
2. الاستسلام المتكرّر للخيالات والإثارة والسلوكيات الجنسية كرد على حالات مزاجية مزعجة مثل القلق، الكآبة، والملل… أو أحداث تسبّب الضغط النفسي في الحياة.
3. جهود متكررة لكن غير مجدية للسيطرة أو الحد من هذه الخيالات والإثارة والتصرفات الجنسية.
4. الدخول المتكرر في نشاط جنسي من دون الأخذ في الاعتبار المخاطر والأذى الجسدي والعاطفي الذي يمكن أن يسبّبه لنفسه وللآخرين.
ما هي السلوكيات التي تدخل ضمن الإفراط الجنسي أو الإدمان الجنسي؟
هناك سلسلة من النشاطات الجنسية التي يمكن أن تشكل مؤشراً على وجود هذه المشكلة مثل:
– تعدد الشركاء الجنسيين وخارج نطاق الزواج.
– ممارسة الجنس مع شركاء غير معروفين.
– زيارة المواقع الإباحية عبر الإنترنت.
– ممارسة سلوكيات مازوشية أو سادية.
– لذة التعرّي أو إظهار الأجزاء الحميمة من الجسد أمام الآخرين.
هل من علاج لهذه المشكلة؟
علاج هذه المشكلة يتطلب بشكل أساسي علاجاً نفسياً، وأدوية، والهدف الأول من العلاج هو المساعدة على السيطرة على السلوكيات المتطرفة والحفاظ على النشاط الجنسي الطبيعي. إذا وصلنا إلى حالة الإدمان فقد يحتاج المريض إلى الدخول إلى مستشفى خاص للعلاج. يمكن إعطاء أدوية مضادة للتستوسترون للتخفيف من الطاقة الجنسية، وفي حالات الوسواس القهري تعطى أدوية للكآبة وهي بحد ذاتها تخفف من الرغبة.