الاعلامية هناء الحاج لموقعنا: ثلاثون بالمئة فقط من الاعلاميين حقيقيين في لبنان والباقي “حكوجية”
بــيــروت – إبـــتـــســـام غــنــيــم
مسكوبة بقالب من الثقافة والخبرة والزمالة الحقة، إمتهنت الاعلام بإحترافية وعندما نقول الاعلام أي معناه المرئي والمسموع والمكتوب وهو ما ينطبق على مسيرتها تماماً، ورغم رحلة كفاحها، لأّنها لا تعمل الا مع ذوي الخبرة والمهنية الحقيقية لانها بإختصار إعلامية حقيقية.. هناء الحاج فتحت قلبها لموقعنا وكان لنا معها هذا اللقاء الحصري.
*رحلتك بالاعلام صار عمرها 32 سنة؟
صحيح، وفخورة بها جداً، فأنا أحمل إختصاصين إعلام وصحافة وأيضاً علوم سياسية من كلية الحقوق، وعملت كمقدمة ومعدة في تلفزيون بيروت ثم تلفزيون لبنان، ومن بعدها عملت بعدة محطات خارج لبنان منها كمراسلة في الـ MBC. كما أعددت برنامج”سكوب” لريا أبي راشد في إذاعة mbc fm و بانوراما، كل ذلك الى جانب عملي بالاعلام المكتوب الذي لم أتوقف عنه يوماً.
كما عملت بالاذاعة اللبنانية وأعددت برامجاً لثلاث محطات في لبنان هي “المستقبل والـ LBC و NTV قبل أن يصبح إسمها “الجديد”، بعدها عملت بقناة “الشهرة” في العراق العام الماضي، وحالياً أركز على الصحافة المكتوبة بلبنان والخارج، كوني مسؤولة مكتب بيروت لمجلة “النجوم” في أستراليا، ومديرة تحرير “أسواق لبنانية عربية” وهي اقتصادية إجتماعية ومن صميم تخصصي.
لا زلت أخضع لدورات تدريبية والاغلبية لا يعرفون حرف العلة من اداة الجزم!!
* راضية عن الوضع الاعلامي بلبنان اليوم؟
إطلاقاً لست راضية، هناك 30% فقط يُمكن الاعتراف بهم كصحافيين وإعلاميين حقيقيين، اليوم تغيرت المقاييس للأسف، الاعلام صار عبارة عن حفلات ومناسبات بلا مناسبة، ودخلاء “حكوجية” ينصّبون أنفسهم إعلاميين، وعلى كلّ حال المؤسسات المحترمة لا يعمل لديها الا المحترف، بينما صار بالمقابل كل من هبّ ودبّ يفتح موقعاً وهو لا يفقه اللغة وليس لديه أدنى خبرة أو معرفة عن الاعلام، الذي هو فكراً وثقافة وأدب وعطاء وموهبة وقرأة مستمرة وأبحاث ومعلومات وليس علاقات خاصة. الصحافة إبداع لكن البعض حولها لمهزلة.
(وتضيف) أذكر أنني عندما كنت صغيرة، كنت أملك موهبة المطالعة وأهوى قرأة الادب العربي، ومنذ كان عمري ١٢ سنة صرت أكتب بصحيفة المدرسة “صحيفة الحائط”، ولا زلت حتى اليوم أحتفظ بتلك الموضوعات والخواطر الشعرية الطفولية.
*وأين انت من العمل بالمواقع الالكترونية؟
عملت في موقع عربي يصدر من لندن لاهم صحفي إسمه زكي شهاب، بريطانياً من أصل لبناني وكان مديراً لمكتب الحياة. عملت معه لفترة ثم تركت بسبب ظروف عائلية بحتة(مرض ,والدتي ووفاتها)، وكنت سعيدة بهذا الموقع الذي لا يقبل أياً كان للعمل فيه، إذ تهمه الاسماء المخضرمة التي لها باعاً بمهنة الكتابة، ورغم ذلك كان يقيم دورات تدريب للكثيرين حتى يواكبون العصر، لأنّ من لا يواكب العصر لن يتقدم ويظلّ ثابتاً في مكانه، تماماً مثل الذي يدخل مجال الاعلام وهو لا يملك أية ثقافة.
واليوم أقولها بفخر بالرغم من مشواري الكبير بالاعلام، الا انني لا زلت أخضع لدورات تدريبية كل فترة، ولا تنسي انني تتلمذت على يد الاستاذ الفنان الكبير جهاد الاطرش في الاذاعة، فهو الذي علّمني الالقاء وكيفية التعاطي مع الميكرفون.
ورغم كل شيء دائماً أسعى لاطور من نفسي، وكم أكون سعيدة عندما أتواجد مع الطلاب وغالباً يكونون من ثلاثة أجيال وكلنا نخضع لمسابقة باللغة العربية.(وتضيف) يحزّ في نفسي كيف أن هناك من يتبجح ويقول أنا إعلامي وهو لا يعرف حرف العلة من أداة الجزم للأسف.
برمت نص العالم ولا أقبل أن يستهين بي أحداً
*أطليتي بحلقة “بلا تشفير” وواجهتي طلال مقدسي؟
صحيح، ولا زلت عند موقفي، مهمتي أن أدافع عن زملائي عندما يقع عليهم الظلم، وأن أقول كلمة الحق، الاعلام ليس مزاجاً بل مهنة راقية، ما حصل أنّه في حلقة “بلا تشفير” التي كان ضيفها الدكتور طلال مقدسي مدير عام تلفزيون لبنان سابقاً تشجعت لمواجهته، لانّه هو بحدّ ذاته شخصية جدلية وأنا أريد أن أواجهه، كما كانت تتطلب الحلقة لانني كنت متسلحة بمعلومات حقيقية.
وحاولت أن أعطيه مجالاً ليدافع عن نفسه لكنني لم أقتنع للأسف، فهو إستغنى عن الزميلة سينتيا الأسمر بسبب خلافه معها، وأتعجب كيف صار عملها غير جيد بعد الخلاف وقبله كانت رائعة وتعمل بإجتهاد؟ أليس هذا ظلماً؟
*رفضتي تكريمك في إحدى المهرجانات مؤخراً وكتبتي ذلك عبر الفيسبوك؟
فعلاً، لسبب أنني سافرت إلى أمكان عدة “برمت نص العالم ولا أقبل أن يستهين بي أحداً”، تمّ تكريمي في إيطاليا بمهرجان البحر الابيض المتوسط كصحفية، عندما قمت بعدة تغطيات هناك، والايطاليون أعجبوا بعملي وكرمونني وتحديداً من طرف محافظ المدينة، حيث قدم لي درعاً فضياً. وكانوا حينها هم متكفلون بمصاريف السفر من تذكرة حجز الفندق والمواصلات. لذا رفضت التكريم الأخير الذي عرض عليّ لأنّه مدفوع الثمن وهذا ما لا أقبله على مسيرتي الإعلامية.
أنا إعلامية عملت بالاذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة ومشواري المهني هو الذي جعلني إعلامية حقيقية صاحبة مسيرة محترمة، وسعيدة بهذه المسيرة، التي لا زلت أمشي بها بحب وفكر بالاضافة الى عملي مع إبنتي المخرجة، كوني افهم بالتكنيك فهي تستشيرني بالامور التقنية لاعمالها قبل أن تعرض في المهرجانات.
الاعلامية اللبنانية هناء الحاج صوت مشرق ومشرف لصورة الاعلام العربي المثقف والنزيه والمجتهد والمتواضع والجميل ، احيي حضورك الآسر اينما تحلين وقلمك البارع حينما تكتبين ..