بالفيديو – الإعلام يواجه ويحتضر والتدثّر بالأسود أفضل الحلول و لور سليمان تواصل دفع ثمن إحياء نبض الوكالة الوطنية للإعلام
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
فشلت محاولاتي المتكررة منذ فترة ليست ببعيدة بإيجاد ما يثبت بالدلائل وليس بالتكهنات والثرثرات إخفاق مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب.
بعد أن مررت مرور الكرام على نصّ، إستفزني كصحافية سبق وتعاونت مع مديرة الوكالة لورسليمان، وبعد أن لمست بأنّ أيّ من المجالات تشتدّ فيه المنافسة في بلد تنتصر فيه المحسوبيات والطائفية على أيّ حرفية أو مهنية، في بلد من ينجح فيه ويتفوّق ويقدّم الإنجازات لا يلحظ المعنيون جهوده، في بلد لا يسمح لنا فيه الإعتراف بقدراتنا، في بلد حين نحصل على ثناء من جهة نحصد غيرة وحسد من جهة أخرى.
نعم، للنجاح في هذا البلد ضريبة مميتة، فقلّة هم من ينصفون الناجح أو يقولون له كلمة شكر، كتب عنها مئات الأخبار والمقالات منذ توليها إدارة الوكالة الوطنية للإعلام . وبين منتقد ومؤيد لها تمكنّت وتمكنّت مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان بأن تنهض بهذه المؤسسة العامة وتنتشلها من الغرق وتقدّم لها الإسعافات الأوليّة، حتى عاد قلب هذه المؤسسة ينبض من جديد.
وفي الآونة الأخيرة، تكاثرت الأفواه الجائعة والأقلام المزيفة، فبدأت تبحث لها عن مكان تشبع فيه رغباتها أو عن أحداً تنهش جهوده وإنتظامه، ولأنّ الشجرة المثمرة يرشقها الناس بالحجارة ، ولأنّ تجاهل هؤلاء هو أفضل الحلول، إلتزمت سليمان الصمت وتابعت بالنشاط عينه بدون أن يعكّر حقد الآخرين و غيرتهم صفو قلبها.
إنتقدت على أبسط الأمور، بالرّغم من أنّها دفعت الأثمان الباهظة، فحُرمت التواجد بقرب عائلتها حيناً خلال توتر الأوضاع الأمنية وعدم سهولة التنقل، وأحياناً نتيجة سفرها المتكرر للمشاركة بالمؤتمرات وحصدها الجوائز للوكالة باسم لبنان.
ومنذ توليها إدارة الوكالة، أصبحت هذه المؤسسة الرسميّة المؤسسة مصدر ثقة من قبل الوسائل الإعلامية كافة والمرجع الأساسي لها وللعديد من الوكالات العربية والأجنبية لصدورأخبار الوكالة بأكثر من لغة.
كما أنّ الإعتماد على هذه المؤسسة أصبح أمراً لا مفرّ منه في ظلّ إحتضار القطاع الإعلامي ولفظه الأنفاس الأخيرة، خاصة في غياب إعتماد الوسائل الإعلامية على عدد كبير من المراسلين، واللجوء إلى موقع الوكالة الوطنية للإعلام للحصول على الخبر الأصلي الدقيق والموضوعي، لتحريره إنطلاقاً من التوجه السياسي أو الديني للوسيلة أو للصحافي الذي يحرّر الخبر.
هذا وقد منح أصدقاء وزملاء في المهنة ألقاب كثيرة للور سليمان “الإمرأة الحديدية “، “سيدة الإعلام” و”أرزة من لبنان”، وآخرين حسدوها على نجاحها ومحبة الناس لها. وحدها محبة الناس لهذه المرأة النموذجية لا يستطيع أحد إنتزاعها من القلوب بل على العكس تتغذى بتواضع لور سليمان وطيبة قلبها.
أمّا آخر تكريم حصلت عليه مديرة الوكالة الوطنية لور سليمان، فكان من حاكم “جمعية أندية الليونز الدولية- المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) فادي غانم، الذي كرّمها وعدداً من الإعلاميين وأعضاء مكتبه ومجلسه، وذلك في حفل أقيم بتاريخ التاسع عشر من هذا الشهر في قاعة فندق “لو رويال” – ضبيه.
ولفتني جزء مهم من الكلمة التي ألقتها في المناسبة، حيث قالت:” تجربتنا الطويلة في الوكالة الوطنية للاعلام علمتنا أن نتقصى الحقيقة من مصدرها، لأن أيّ تشويه أو تحريف قد يسيء إلى سمعتنا والى صدقيتنا. لذلك، فإننا أمام ما يسمى السبق الصحافي وأمام التريث لمعرفة خلفية أي خبر نفضل ألف مرة التريث والتأكد من صحته قبل بثه”.
وكذلك تحدثت عن: “الحرية التي نتغنى بأن لبنان منبعها وأن لا وجود له من دونها، هي هاجسنا وخبزنا اليومي، شرط أن نحافظ عليها ونستحقها، مع إدراكنا أن حريتنا الفردية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين. وبقدر ما نطالب بحماية حرية الصحافة وحرية الرأي، نطالب بأن تحمى الصحافة من الشائعة المغرضة أو المعلومة الكاذبة أو شهادة الزور الإعلامية، التي يكون مصدرها معلومة على مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون صحيحة او لا تكون”.
مع الأسف، الإعلام اليوم يواجه العاصفة، فأيّ شخص أصبح إعلامياً، سواء كان لديه ملكة الكتابة أم لا وأيّ صحافي يحاول أن يحمي شهادته ومهنيته وموضوعيته في وسط يجرّده من كلّ مميزات الصحافي الحقيقي هو حتماً يعيش في المدينة الفاضلة، ولكن “على من تقرأ مزاميرك يا داوود”، فالأفضل لهؤلاء أن لا يعيشوا في الأوهام وأن يتدثّروا بالأسود حداداً على رسالة قبل أن تكون مهنة، تلفظ أنفاسها الأخيرة وتحتضر في وسط أصبح “كلّ ديك فيه على مذبلته صيّاح”!!