خاص – أحمد عبدلله محمود لموقعنا: هكذا صرت تكفيرياً وإصطياد الشباب العاطل سهلاً ووالدي كان موسوعة فنية
بــيــروت – إبـــتـــســـام غــنــيــم
“ياسر الغريب” شاب عاش في بيئة طحنت أحلامه، فصار ملاذه الجلوس على المقهى ومعاشرة من هبّ ودبّ الى أن وقع فريسة في قبضة الارهابيين. وعندما إستفاق من الكابوس الذي كان يظنّه نعيماً صار يندم ويتحسّر… تلك هي الشخصية التي قدّمها النجم الشاب أحمد عبدلله محمود بمسلسل”وضع أمني” في رمضان، وبهذه الشخصية حذّر الشباب من البطالة التي قد تقودهم للعمل مع الارهابيين.. معه فيه القاهرة كان لموقعنا هذا الحوار قبل عرض مسلسله و بحضور زوجته النجمة الشابة سارة نخلة.
*بعد لمعان نجمك في “الاسطورة” العام الماضي شاهدنا هذه السنة مسلسل”وضع أمني” حدّثنا عن ياسر الغريب ما الذي جذبك بالشخصية؟
– جذبتني شخصية الشاب ياسر الغريب الذي يُرهق أسرته بمشاغباته، والذي يعيش بلا طموح ولا أحلام، الى أن تتحول شخصيته تحولاً جذرياً ويصبح إنساناً آخراً، ينحاز الى التكفير والتزمت الشديد الغير مقبول.هل أرضى طموحك هذا الدور؟
– جداً كوني قمت ببداية المسلسل بشخصية الشاب المستهتر ثم تحوّلت الى تكفيري، وهي نقلة ليست بسهلة، غصت بأبعاد الشخصيتين وخفت منهما، لسبب انّ البعض وأقصد شريحة من المشاهدين سيتأثرون بما يشاهدون عبر الشاشة، ويعتقدون أن ما يحصل على الشاشة أمر طبيعي أن نطبقه بالواقع، كما حصل بمسلسل “الاسطورة” بمشهد “قميص النوم”.
نحن في “وضع أمني” ننقل واقعاً لشاب تافه عاش بلا هدف من الطبيعي أن يتحول الى أداة تستخدم بطريقة سيئة للغاية، وهذا بمثابة جهاز إنذار لكثير من الشباب الذين لا يبحثون عن فرص للعمل، وبأحداث العمل ترين كيف كان سخيفاً والكلّ يهينه من أسرته لانّه ولد همه لعب الكوتشينه والجلوس في المقهى. من هنا كان إصطياده سهلاً للإيقاع به، وغسل دماغه، وهكذا القينا الضوءعلى أنّ هؤلاء الشباب العاطلون بالرغم من أخطائهم، الا أنّهم ضحية المجتمع الذي ظلمهم في عدة أماكن، بسبب عدم وجود فرص للعمل لانهم لم يسعون ويتعبون حتى يحظوا بفرصة ولو كانت صغيرة.
(يصمت ويقول) والدي الفنان الكبير عبدلله محمود رحمه الله كان من أسرة متوسطه، والده كان يعمل بالسعودية ووالدته كانت خياطة، ومع ذلك دخل معهد فنون مسرحية وأصبح ممثلاً وإنكبّ على القراءة وصار عقله موسوعة وكان يكتب، وحتى النجم محمود حميده أطال الله بعمره كان راقصاً بفرقة فنون شعبية، وتحوّل لأهم نجم بالوطن العربي. ما أريد أن أقوله الانسان الذي يسعى ويجتهد لابدّ أن ينال فرصة ما، ليحقق هدفه بالحياة، وبالنهاية لا يصح الا الصحيح.
*لكن لا يمكن أن نتغافل أن للحظ دوراً وأن هناك مؤمرات تحاك ضد الاشخاص المجتهدون في كل المهن؟
– معك حق، لكن أنا أتكلم عن جزئية معينة من بعض الشباب ولا أعمم على الجميع.
*الم تخف من فكرة الشخصية ومدى تأثير المتعصبون ضدك؟
– لايهمني، أنا ضد أيّ شيء ضدّ الوطن، ضدّ مصر وكل الوطن العربي، أرفض التشدد والتطرف، كانا موحدون بالرب ومتدينون ونمارس طقوسنا فلماذا الارهاب والقتل؟ ومن يريد أن يكون متطرفاً هو إرهابياً بلا شكّ، ولا يحبّ السلام لاي من بلداننا العربية. (ويتابع) إنفجار الكنيستان أوجعني من أعطاهم الحق بقتل هؤلاء الابرياء؟ وما إن وقع الحادث الاليم أي الانفجار الإرهابي حتى تمسكت بالدور أكثر وتعمقت فيه لأظهر سيئاته وذنوبه التي لا تغتفر.
*هل أحببت الدور أم كرهته؟
– أحببته لانّه قوي وتعاطفت معه لانه كان شاباً بلا هدف وطائشاً وأصبح فريسة سهلة للجماعات الارهابية التي تغير مجرى حياته، التي ما إن تغيرت حتى كرهته. لكن من الطبيعي أن أغوص بعمق الشخصية لأوصل المشاعر، خصوصاً عندما يقولون له لو أردت أن تتركنا يوماً سيكون مصيرك الاعدام وهنا يصبح لا حول له ولا قوة.
* هل عرض عليك عملاً آخراً؟
– طبعاً لكن إقتنعت جداً بمسلسل”وضع أمني” وقررت أن يكون عملي الوحيد برمضان.
*أنت مع فكرة الممثل النجم وليس العكس؟
– طبعاً، فأنا تربية إبن الفنان عبدلله محمود الذي كان يجلس بمنزله لمدة ست سنوات ولا يقبل ببطولة لا ترضي طموحه، بل بمشهد واحداً في”العاصفة” مع المخرج خالد يوسف وهذا هو الفنان الحقيقي.
*لكن الزمن تغّير؟
– صحيح، لكن كثر من الناس لا يتغيرون ووالدي لا زال حتى اليوم بقلوب الناس بسبب أعماله القيّمة. من ينسى”عصفور النار”، “المصير” “مواطن مصري” وغيرها من الاعمال التي كان فيها ممثلاً بطلاً ونجماً ساطعاً، وليس نجماً دونجوان.
*لماذا لا تحوّل أعماله التي كتبها الى افلام ومسلسلات؟
– أعماله التي كتبها سبقت الزمن، ومن يدري فقد تخرج يوماً ما الى النور كما كان يحلم، اليوم أنا أريد أن أتمم ضلعيّ الجمهور والنقاد، ومن بعدها أفكر بأعمال والدي التي كتبها.
* النقاد أنصفوك بفيلم”حرام الجسد”؟
– صحيح، وكنت سعيداً جداً فيه.
*لكنك كنت ستعتذر عنه؟
– كنت خائفاً من ردة فعل المجتمع بسبب جرأته.
*هل المشاهد الحميمية كانت موظفة بشكل صحيح؟
– فعلاً، ثم أنا ممثلاً وأمثل فيلماً للجمهور وليعرض بالمهرجانات، وتعلمين جيداً من أن أولاد أخت المخرج الكبير يوسف شاهين، رحمه الله غابي وميريان خوري، يقدّمان أعمالاً فنية بحته وليست تجارية. كما أنّ خالد الحجر مخرجاً مهماً جداً، وزكي فطين عبد الوهاب ومحمود البزاوي وناهد السباعي مثّلوا كأجمل ما يكون، من هنا أطلقت على هذا العمل “ماتش تمثيل” لانّه كان بمثابة مباراة ونال ثلاثة جوائز بالبرتغال والمغرب ومهرجان القومي.
*هل ستكرر التجربة على غرار”حرام الجسد”؟
– طبعاً إذا كان مضمونه قيّماً، كما أنّ أشخاصاً كثر اعتبروا أنّ القبلات لا علاقة لها بالموضوع، بينما يوجد شريحة أيقنت ان كل المشاهد موظفة توظيفاً صحيحاً.
* الممثلة سارة نخلة زوجتك هل تسمح لها بمشاهد حميمية؟
– (تردّ سارة التي كانت موجودة معنا خلال المقابلة) الزمن تغيّر، زمن فاتن حمامة وهند رستم ونادية لطفي، اليوم أصبح الهجوم على أيّ شيء بلا مبرر، لذا لا أقبل مثل تلك الادوار، علماً أنني فنانة وأحترم الجميع لكنني أتجنب الاقاويل .
(وينهي حديثه) أنا كممثل أتقبّل النقد الموضوعي، لكنني لا أتقبّل أغلب العقليات التي تعاني من ردّة، علماً أنني ممثل ابن فنان كبير، واؤمن من ان الفن لاجل الفن مهم جداً بدليل أن فيلم “حمام الملاطيلي” للمخرج صلاح ابو سيف من أهم الافلام المصرية بالرغم من جرأته.