خاص – مروان نجار لموقعنا: رندة كعدي عملة نادرة وزاهي الحلو تستحقّ لفتة تكريمية إستثنائية وفرنجية يجب تكريمها برفع أجرها
بيروت – ريم شاهين
رندة كعدي، إسم بحجم الوطن؛ فهي جسدت دور الام الذي لا وطن لها، الأمّ التي وحدها القلوب تتسع لمحبتها في أيّ وطن محليّ ،عربيّ وحتّى عالمي.
وبعد بذلها التضحيات الجسيمة وتكريس حياتها لخدمة رسالتها الفنية، نعم فهي من بين قلّة يعتلون خشبة المسرح فتتوقف أمام إبداعها القلوب ، وتخطف بتعابيرها وحركاتها أنفاس المشاهدين ، وبين مشهد وآخر تاخذك في رحلة للبحث عن نغم مفقود في صوتها، نغم تارة يرنو إلى الفرح وطوراً إلى الحزن.
وها هي اليوم وبعد ذروة تألقها في ثلاث مسلسلات في الموسم الرمضاني وإنصاف الجمهور لها على مواقع التواصل الإجتماعي ووقوف الصحافة إلى جانبها وتجنيد الصحفيين أقلامهم لتقدير إمرأة مسيرتها حافلة بالانجازات، ولكن إحترافها الفن بعناصره كاملة منعها من إساءة إستخدام رسالته لحصد شهرة فانية ، فصبرت و ما إن بدأت تجني ثمار ما زرعته بحبّ و شغف وتضحية، متعالية عن الحسابات الضيّقة و مترفّعة عن كلّ ما يسيء لرسالتها كممثلة و لمكانتها كزوجة وأمّ لماريا كريستينا وبيرلا.
وإثرإستضافتها على محطة الMTV ، التي أطلّت بمسلسلين على شاشتها “أدهم بيك” و”لآخر نفس” وفي مقابلة تكريمية لتسليط الضوء على نجاح ممثلة أبت إلا أن تحتفظ بسحرها وأن تحترم سنّها ومكانتها بعد الهجمة التي تعرّضت لها بعد مداخلة هاتفية تخللت مقابلتها وكانت مفاجأة لها من رئيس مجلس إدارة ال”MTV”، السيد ميشال المرّ الذي أثنى على فنها و أدائها.
و في ختام المقابلة أصرّت “أمّ الدراما” في لبنان على إنتظار وصول الممثل بديع أبو شقرا، الذي كان سيحلّ ضيفاً في فقرة مقبلة. هي التي تسكن في عروس البقاع فضّلت الإنتظار والمعاناة من زحمة السير، على أن تذهب قبل معانقة أبو شقرا وشكره على ثنائه لحضورها وأدائها على حسابه الشخصي على أحد مواقع التواصل الإجتماعي، وقالت له: “لم أستغرب كلامك يا ماما أنت إبن أصل”.
وبعد هذه الاطلالة التي سلطت الضوء على ممثلة إختارت ظلمة الإبداع على نور الشهرة، فوجئت رندة بمقال للزميل روبير فرنجيه” على موقع” ليبانون فايلز”، وشاركته على صفحتها على فيسبوك معلّقة “أستاذ روبير فرنجية حامل راية الفن وأهله- أشكر إلتفاتتك فهي أغلى من بدل الأتعاب”.
وجاء في المقال التالي:”قال مدير إنتاج اشتهر باللؤم ومحاولاته الدائمة لتخفيض أسعار الممثلين: “إتصل الاستاذ ميشال المر وهنأ الممثلة رندة كعدي على دورها. الممثل بديع ابو شقرا رشحها لنيل جوائز. الاعلاميين رلى ابو زيد وجمال فياض وروبير فرنجية وصفوها بأجمل النعوت. كيف سنقنع رندا بعد اليوم ان تتقاضى 500 دولار اميركي عن الحلقة الدرامية؟”. وسأل: “هل سترضى بهذا الرقم بعد نجاحها الملحوظ؟”.
ومن إحدى التعليقات التي لفتتني، كان تعليق إحدى النجمات المحترفات في عالم الكوميديا ليليان نمري التي ذاقت لوعة الأسى ومرارة الحزن قبل رحيل والدتها الفنانة القديرة علياء نمري، والتي علّقت على المنشوروقالت :” ليش اللي متل رنده كعدي بتسأل عالمصاري ؟ كانت صارت مليونيرة ، الفنان القدير ما بيفكر الا بتقديره واحترامه اولا وان طالبت بأعلى مكافأة عن اتعابها بتستاهل وبيحقلها ، عطائها اغلى من كنوز الدني ، ايه ما تتهدى بيلبقلها وبالنهاية هيدي مهنتها ومن حقها تعيش بكرامة ، خلصنا استخفاف بهالأسماء الكبيره ، رنده كعدي وبلا القاب فخر الدراما اللبنانية،مع انو حلفت يمين ما دافع عن حدا بس رنده مش حدا بيكفي انها ست الستات وينحنوا احتراما ، عيب”
وردّت القديرة رنده كعدي على تعليق نمري فقالت:”حبيبتي صدقيني ما بسأل و كرامتي من كرامة الفن و أهله .يخليلي قلبك يا بنت الأصل .بحبك “لتخلص الدني””.
وفي حديث خاص لموقعنا مع المنتج السابق والكاتب الكبيرمروان نجار الذي ترك الإنتاج وانصرف إلى الكتابة منذ العام 2011، وكان قد قدّم الممثلة رندة كعدي بدور الأمّ في العام 2001 في مسلسل “من أحلى بيوت راس بيروت” الذي شكّل نقلة نوعية في عالم الدراما.
وبعد رصدي ما نشرته الزميلة في الموقع إبتسام غنيم عن آراء علم من أعلام الدراما في لبنان طوال الشهر الفضيل، الكبير مروان نجار الذي كان قد أعطى آرائه بكلّ تجرّد وجرأة وموضوعية بأبرز المواضيع التي تعنى بهذا المجال وقدّمها (أيّ آرائه) بأٍسلوب نصح وبتواضع لافت من رجل يملك خبرة أوسع في هذا المجال من غيره من الأشخاص الذين يدّعون المعرفة.
وردّاً على سؤالي عن رأيه بما قيل بحقّ الممثلة رندة كعدي وبالبوست المنشور على صفحتها، قال لنا بعفوية تامة ” منذ أن إنصرفت إلى الكتابة في العام 2011، لم تعد تربطني بالمجال أيّ علاقة ماديّة ولا فكرة لديّ عمّا آلت إليه الأجور والأسعار”
و أضاف: “هذا الكلام مستغرب طبعًاً. والأجر مهما كانت قيمته سيخضع للعرض والطلب وليس لأيّ كلام أو مديح. والمنتج نفسه – لا أعرف من المقصود – سيدفع ما تقضيه مصلحة العمل عندما تحين الساعة”.
و عند سؤاله عن الممثلة رندة كعدي بين الأمس واليوم، إشارة مني إلى أنّه سبق وكتب منشوراً عن الممثلة ماغي أبو غضن بعنوان ” تلك ماغي التي أحببت – فما دور الإعلام؟”، فقال: ليس دأبي توزيع الشهادات وقد أعطيت رأيي بماغي حين لمست في خبر منشور ما يشبه التجريح بشكلها قياسًا بالبدايات فوجب الإيضاح”.
وبالعودة إلى رأيه بالممثلة رندة كعدي، فأشار الكبير مروان نجار، إلى أنّ رندة رفيقة درب طويل توّجته بدور الأمومة”.
وختم :” اليوم رندة قطعة نادرة الوجود. تجمع الطيّبة والهستيريا والعشق عن كبر والفاجعة والكوميديا والغيرة القاتلة في مزيج من نضج ونضارة وعصب يجعلها فريدة من نوعها بين أترابها، حماها الله وكان في عون المنتجين”!
وإنطلاقاً من مبدأ المصداقية في نشر أيّ خبر، تواصلت مع الزميل في موقع”ليبانون فايلز” الإعلامي روبير فرنجية الذي نشر الخبر المذكور أعلاه، وطلبت منه شرحاً عن مصدر خبره بدون أن أطلب الكشف عن هوية مدير الإنتاج المجهول الإسم حتّى الساعة، والذي بناء على شرح الزميل فرنجية تساؤله لم يكن إنتقاداً أو إنتقاصاً من مكانة الممثلة رندة كعدي، بل على العكس خوفاً عليها من أن تلازم بيتها في حال إرتفعت قيمة أجرها.
وشرح لنا فرنجية بأنّه نشر الخبر من أجل الإضاءة على أنّ الممثل الناجح لا يكفي أن نكرّمه بالمقالات وبالدروع، بل يجب أن يتغيّر أسلوب التعاطي معه على المستوى المادي.وأشار إلى أنّه من المعيب أن تتقاضى الممثلة رندة كعدي البدل المادي عينه الذي كانت تتقاضاه قبل الموسم الرمضاني المنصرم، الذي حققت خلاله نجاحاً مشهوداً له.
وأضاف:” لا نستطيع أن ندفع أجر الكومبارس المتكلم لممثلين لم يجسدوا دور الحبيب أو الحبيبة، فبرأيي الشخصي هذا العام الممثل نقولا دانيال في مسلسل “وين كنتي” والممثلة رندة كعدي بأعمالها الدرامية الثلاث، نسفا وجود ما يسمّى بفتى الشاشة أو بفتاة الشاشة”.
وحين سألته عن مصدر خبره، لأنّ العديد من المتابعين ووجوه بارزة قد سألت عن مصدر الخبر المنشور على صفحة “أمّ الدراما ” في لبنان وعن هوية مدير الإنتاج الذي ذكره فرنجية بالخبر، فقد روى لنا أنّه تلقى إتصالاً هاتفياً من أحد مدراء الإنتاج يطلب منه التوقّف عن كتابة المقالات عن نجاح الممثلة رندة كعدي والممثل نقولا دانيال، متذرّعاً بحجة إصابتهما بالغرور وطلبهما بدلاً مادياً على الحلقة الدرامية يوازي ما تتقاضاه النجمة نادين نسيب نجيم أو النجمة ورد الخال ، ما هو شبه مستحيل في الوضع الدرامي الحالي وقال له حرفيّاً ( بكرا بتكبر الخسي براسهم وكثرة الغزل فيهم رح تخليهم يقعدوا بالبيت).
و أكّد أنّ مدير الإنتاج عينه وبعد نشر فرنجية للخبر والتأييد والتعاطف التي حصلت عليه الممثلة رندة كعدي، جدّد طلب عدم الكشف عن إسمه، علماً أنّه ليس محسوباً على أيّ جهة إنتاجية، وبأنّه يحترم الممثلة رندة كعدي ولم يقل ذلك سوى من منطلق الخوف عليها.
وأسف فرنجية لواقع الحال الذي يعاني منه الممثل اللبناني، وأخبرنا أنّه بعد نشره الخبر تلقّى إتصالاً من الممثلة كعدي أخبرته فيه أنّها أضاءت له شمعة في كنيسة “سيّدة زحلة” لكي يبقى المدافع عن العاملين في الدراما.
وأضاف: “قالت لي : وحياتك يا ماما آخر همي المصاري، المهم النجاح والإبداع والتطوّر”، مبدياً أنّه كان مستاءً حين لمس معاناة هذه الممثلة من الناحية الإقتصادية، التي أبدعت بثلاثة أعمال وتألّقت ولكنّها لا تملك بيتاً حتّى هذه اللحظة بل تعيش بالإيجار.
ولعلّ الإعلامي فرنجية قد نشر الخبر من قلب محروق على المستوى المتردي وواقع الحال المؤسف للممثلين في لبنان، كما أنّ مدير الإنتاج المجهول الهوية قد تخوّف من تهميش الممثلة كعدي في المسلسلات في حال طالبت برفع أجرها.
و قبل نشر المقالة بوقت بسيط ، فاجأني بالردّ على رسالتي رئيس لجنة جوائز “الموركس دور” الدكتور زاهي الحلو، المتواجد حالياً في إسبانيا، و الذي رأى أنّ موضوع الأجر أمر يجب أن يناقش بين الطرفين أيّ بين الممثل و المنتج، معتبراً أنّهُ لا شكّ أنّ من يبذل مجهوداً إضافياً ليتميّزعن غيره، يجب تقديره وتكريمه ليس فقط بالجوائزبل برفع أجره المادي ولوقليلاً.
وشدّد على أنّ لجنة الموركس دورلا علاقة لها بهذا الأمر الغير قابل للنقاش، وأنّ أيّ مفاوضات تتمّ فقط بين الممثل والجهة المنتجة للعمل، وأنّ التداول في الموضوع في العلن قد يسيء للطرفين.
وعن الممثلة رندة كعدي، قال دكتور زاهي الحلو الإبداع ليس بجديد على هذه الممثلة المتألقة والتي فعلاً برأيّ رواد مواقع التواصل الإجتماعي وأهل الصحافة والفن أبدعت في تجسيد أدوارها، وقد سبق لها وحصلت على جائزة الموركس دور كأفضل ممثلة لبنانية بدور مساند عن دورها في مسلسل “الطاغية ” من تأليف الكاتب الكبير مروان نجار، وذلك في العام 2008.
وعن إحتمال نيلها جائزة الموركس لهذا العام، أكّد الحلو أنّها لا شكّ أنّها أبدعت في ثلاثة أعمال درامية وأنّها تستحق كلّ تكريم وكلّ تقدير، ولكنه رأى أّنّ اللجنة تملك متّسعاً من الوقت لمشاهدة أعمال النصف الثاني من العام، مؤكداً أنّ الممثلة رندة كعدي من أبرز المرشّحات لنيل جائزة من الموركس دور.
وعند الإلحاح عليه لمعرفة إذا كانت الممثلة رندة كعدي تستحقّ الحصول على لفتة تكريمية إستثنائية، بعيداً عن نتائج التصويت، قال “بالطبع هي تستحقّ لفتة تكريمية إستثنائية بجدارة. وجدّد ما سبق وذكره أنّه من المبكر الحديث عن الموضوع، ولكن لا يستبعد طرح هذا الأمر ومناقشته مع اللجنة المختصصة، نظراً للإجماع الكبير على تميّز الممثلة رندة كعدي خلال الموسم الرمضاني للعام 2017.