خاص – علي المولى لموقعنا: ترجمت “جبل” في “مجبور” بدراية لأنني إبن بعلبك وسيتذوّق الجمهور نكهة الفرح في أعمالي المرتقبة
بيروت – ريم شاهين
منافسة محتدمة شهدها برنامج نجمك بهمنا” بين المسلسلات التي تعرض على الشاشات المحليّة. البرنامج الذي قدّمه الإعلامي دومينيك أبو حنّا عبر أثير “صوت الحرية”، فاز فيه مسلسل “الهيبة” كأفضل مسلسل درامي للعام ٢٠١٧، كما فازت أغنية تيتر المسلسل كأفضل تيتر بين المسلسلات على الشاشات المحلية لموسم رمضان ٢٠١٧.
ولم يكن مستغرباً فوز أغنية “مجبور” للنجم الشاب ناصيف زيتون بأغنية أفضل تيتر للمسلسلات التي تعرض على الشاشات المحلية، فالشاعر الذي كتب الأغنية يحصد نجاحاً تلوى الآخر مع أهمّ النجوم على الساحة الفنية.
الشاعر علي المولى، إسم يترجم الإحساس بكلمات تلامس القلب، فيرسم بأحرفه مشاعر وليدة تجارب مريرة يعيشها الإنسان عموماً والعشّاق خصوصاً.
أحزان وآهات، دموع محبوسة في القلب وليس في العين ينتشلها المولى بسلاسة ويحوّلها إلى كلمات أشبه بصرخة ألم أومناداة غريق يسبح عكس التيار في بحر الحب ويسقط ضحية لعبة القدر.
شاعر عانقت كلمات أغانيه طيف الحزن وأصبح الجمهور ينتظر أعماله التي تعكس واقع الحياة ومرارة قصص الحب ونهاياتها الحتمية، بعيداً عن هوية الفنان الذي سينقلها بإحساسه.
وفي إتصال هاتفي لموقعنا مع الشاعر علي المولى، أخبرنا عن تفاصيل كتابة أغنية “مجبور”، لافتاً إلى أنّ شركة الصباح المنتجة للمسلسل قد إختارت ناصيف لغناء التيتر، وعند سؤاله من ترشّح لكتابة الأغنية، إختاره بعد أن أثنى على إختياره الكاتب طارق كرم الذي كان سيرشح إسمه، بحال وقع إختيار النجم ناصيف زيتون على إسم آخر.
وأضاف المولى أنّه بداية قد إجتمع مع نجمي المسلسل و المخرج سامر البرقاوى ومسؤول من شركة الصباح، بحضور الممثلين تيم حسن ونادين نسيب نجيم، وإستمع لقصة المسلسل وأدوار النجمين وآراء الجميع كلّ من وجهة نظره، وفي إجتماع ثان إنضمّ للمجموعة المؤلف هوزان عكّو، حيث جرى تبادل الآراء.
وقال شاعر الأغنيات الدرامية، أنّه كتب كلمات أغنية التيتر بنسختين الأولى تشبه شخصية بطلة المسلسل “عليا” والثانية تشبه البطل “جبل” و التي تمّ إعتمادها، ولحنها فضل سليمان ووزعها جيمي حداد.
وعن تأثير الفنان بإيصال كلمات الأغنية، لفت المولى أنّه لاشكّ بأنّ الأمر يختلف بين فنان وآخر وبأنّ جماهيرية ناصيف وقدراته الصوتية في نقل الإحساس إلى الجمهور، له أثراً كبيراً في نجاح الأغنية، إلى جانب أنّا أغنية تيتر أفضل مسلسل درامي في هذا الموسم و النجاح اللافت لنجميه “جبل وعليا” أو تيم حسن وندين نسيب نجيم.
وشدّد المولى على أنّ نجاح أي أغنية لا يكتمل إلا بوجود أربعة عناصر أساسية، هوية الفنان وقدراته الصوتية والكلام واللحن والتوزيع، مؤكداً أنّ أي خلل في إنسجام هذه العناصر، سيؤثر حتماً على نجاح الأغنية ووصولها إلى الجمهور بالشكل المناسب.
كما أشار إلى أنّه إستوحى كلمات الأغنية من شخصية “جبل”، كما سبق وذكرنا، لافتاً إلى أنّه مدركاً لخبايا هذه الشخصية لأنّه أيضاً إبن بعلبك، ويعرف بأنّ المجتمع والبيئة في مناطق البقاع لهم خصوصية، وهناك أمور تفرض على الشخص بحكم بيئته وإنتمائه كما حصل مع بطل الهيبة – “بعرف عندي ماضي ونقط سودا ما بتنعد …أكثر ناس عرفوا الصح هني يلي عملوا غلط”.
كلمات بسيطة تخترق القلب وتنقل الواقع ومكنونات ومشاعر بطل الهيبة، الذي مزج بشخصيته القسوة والعطف في آن تماماً كما صوّرها الشاعر علي المولي بكلمات أغنية “مجبور”، وقدمها بصوت حنون وإحساس فريد من نوعه النجم المتألق ناصيف زيتون، الذي حصد ألبومه الأخير أفضل ألبوم للعام 2016 في الموركس دور، كما حصل على جائزتين في مهرجان جوائز الموسيقى العربية مؤخراً.
وعن مصدر وحيه وإلهامه، هو الذي إنطبعت كلمات أغانيه ببصمات الحزن والأسى والحب المستحيل، الكبرياء والندم، العشق اللامتناهي…قال الشاعرعلي المولى بأنّ الواقع ليس كما يظنّ البعض بأنّه يترجم مشاعره بكلمات ويترك قلمه يرسم مكنونات صدره فقط، لا بل عالعكس فحياته اليومية بعيدة كلّ البعد عن كتاباته، وهويعتمد على كتابة التحليل، أيّ يختار كلمات الأغاني من تجارب من حوله ومن قصص قد عاشها شخصياً أو شاركه بها أصدقاء أو مقربين له، بالإضافة إلى أنّه يضطلع على مؤلفات قصص الكتّاب أو يشاهد أفلام تترك أثراً فيه، فيترجم تحليلاته أو يلخصها بكلماته وبأسلوبه الخاص.
كما شدّد المولى، واضعاً النقاط على الحروف بأنّ من يقول “السوق هيك بدو” مخطىء، فالجمهور يستمع إلى الأغاني التي يقدّمها الفنانين له، فهذه بدعة إخترعها البعض لتبرير مستوى الفن الهابط والكلام المبتذل بحثاً عن شهرة سريعة و نجومية مزيفة، مؤكداً على أنّ نجاح الأغنية لا يعتمد على الإبتزال ولا حتى على الإيقاع السريع، فأغنية “نسخة منك” للنجم أدهم النابلسي نجحت بشكل لافت، حتّى أنها أصبحت مطلوبة في الملاهي الليلية التي أدخلت عليها ميكس لتصبح أغنية إيقاعية سريعة تناسب أجواء السهر، والأمر ينطبق أيضاً على عدد من الأغنيات التي كتبها.
“ولاشكّ أنّ الفنان هو الواجهة الأساسية للأغنية وأنّ للشعراء والملحنين والموزعين نجاحهم وشهرتهم تترجم في وسطهم الخاص، وليس في الوسط الفني الذي يسلّط الإعلام الضوء عليه”، بهذه الكلمات أجاب المولى عند سؤاله عن نجاحه اللافت بدليل أنّه من أصل ما يقارب العشرين أغنية حتّى الساعة، أكثر من نصف الأغاني التي كتبها لاقت نجاحاً ساحقاً وتصدّرت مواقع التواصل الإجتماعي ووصلت لنسب مرتفعة من المشاهدة أو الإستماع، علماً أنّ كلمات أغانيه وصلت إلى الناس بأصوات نجوم من الصفّ الأوّل في الساحة الفنية وأبرزهم الفنانة كارول سماحة ( روح فلّ – ألحان محمود عيد وتوزيع ميشال فاضل) والنجم آدم ( سعادة مؤقتة – ألحان وتوزيع محمود عيد ) والفنانة ديانا كرزون ( ملح البحر – ألحان محمود عيد وتوزيع محمود عيد و إيليا ناستا) والفنانة رنين الشعار(حب ومضى – ألحان محمود عيد توزيع عمر صباغ) والنجم سعد رمضان(عم نام عالواقف – ألحان فضل سليمان وتوزيع عمر صباغ) والنجم ناصيف زيتون(مجبور ألحان فضل سليمان وتوزيع جيمي حداد) والنجم أدهم النابلسي(نسخة منك – ألحان رامي الشافعي وتوزيع عمر صباغ) والفنان صلاح الكردي(موّتني غيابك – ألحان صلاح الكردي وتوزيع محمود عيد) و نجم “ذا فويس كيدز غدي بشارة(حدا عادي – ألحان رامي الشافعي توزيع عمر صباغ) غيرهم.
وكلمة حقّ تقال، إذا أردنا أن نختار من بين الأغنيات الأجمل والأبرز، لوجدنا أننا تائهين في بحر الإبداع، فبالرغم من أنّ الأغنية هي أربعة عناصر متكاملة، لوجدنا في حالة الشاعر علي المولى أنّ المستمع أصبح يبحث عن كلمات الأغنية ويتابع صفحة الشاعر علي المولى لمعرفة ما الذي لم يقوله بعد ومتى سيغرق كبعض الشعراء في دوّامة المادة، متناسياً شغف الكتابة ومشاعر الناس… ويقول المولى متى تحوّلت كتابة الأغاني لديه إلى مهنة لن يعد هناك ما يقدّمه، مشيراً أنّه يعمل في مجال الإخراج “animator”، وهو ناجح في عمله وكتابة الأغاني ليست سوى شغف وعشق كعشقه للشعر.
وعن أعماله المرتقبة، كشف المولى لموقعنا أنّه يحضّر لعدد من الأغنيات في ألبوم كلّ من النجوم سعد رمضان وناصيف زيتون وأدهم النابلسي، الذي سبق وتعاون مع كلّ منهم في أكثر من أغنية واحدة وجميعها لاقت نجاحاً لافتاً، كما أنّه يقدّم لكلّ نجم أكثر من عملين على الأقلّ في الألبومات المنتظرة.
ووعد جمهوره، بأن ينتظر أعمالاً مختلفة عن ما سبق وقدّمه، وأنّ الإصدارات الجديدة للنجوم ستشكّل فيها كلّ أغنية “Hit”، فهو وإن حافظ على أسلوبه الخاص وروحية أعماله، فيتذوَق الجمهور في تلك الأعمال المرتقبة نكهة الفرح في أطباق جديدة ومختلفة.