أقلعوا عن التدخين على الطريقة السويدية

أظهر الرسم البياني الذي نشره الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي كجزء من دراسة استقصائية عن اتجاهات التبغ في أوروبا نسبة المدخنين اليوميين في 28 بلدا أوروبيا. وجاءت السويد في ذيل القائمة مع خط أحمر قصير، إذ ان نسبة المدخنين يوميا في البلاد لا تتعدى سوى 5%.
ولكن هل تعرف كم أن هذا مدهش؟ قبل بضع سنوات أطلقت المجلة الطبية السويدية “لانسيت” حملة من أجل “عالم خالٍ من التبغ بحلول العام 2040”. وتُعرف كلمة “الخالي من التبغ” بأن معدل تدخين أقل من 5% وقد استطاعت السويد أن تحقق هذا المعدل.
ولكن لماذا توقف السويديون عن التدخين؟ في الواقع هذا لأن السويد اعتمدت استراتيجية “الحد من الضرر”؛ فقد قامت بشكل كبير باستبدال السجائر القاتلة بمنتج آخر يزوّد المدخنين بالنيكوتين والتبغ، ولكن لا يزيد من احتمالات الموت عن طريق التدخين التقليدي، ويعرف هذا المنتج باسم التبغ الرطب أو “سنوس”.
والسنوس هو عبارة عن أكياس صغيرة من التبغ الرطب توضع تحت الشفة العليا، وقد بدأ الاسكندنافيون بتناول النيكوتين عن طريق التبغ الذي لا يصدر الدخان منذ أوائل القرن الثامن عشر وهي العادة التي تغيرت فقط خلال الحرب العالمية الثانية، عندما أصبحت السجائر شعبية.
وبلغت ذروة التدخين في السويد في العام 1980 بنسبة 34% من السكان، ومنذ ذلك الحين أدى الوعي المتزايد بمخاطر التدخين إلى انخفاض مطرد في معدل التدخين على أساس سنوي، كما هو الحال في معظم أنحاء العالم الغربي. وعلى عكس معظم دول العالم، كانت لدى المدخنين السويديين بالفعل وسيلة تقليدية لوقف التدخين من دون الحاجة للتغلب على إدمان النيكوتين.
وهذا ما فعلوه ففي التسعينات، انخفضت مبيعات السجائر في حين ارتفعت مبيعات التبغ الرطب ارتفاعا شديدا وبحلول العام 1996 كانت علب التبغ الرطب تباع أكثر من علب السجائر التقليدية وهي فجوة اتسعت في السنوات التي تلت ذلك واليوم يستخدم 15% من السويديين التبغ الرطب.
وعلى الرغم من أن صناع التبغ الرطب لا يسمح لهم بأن يسوقوا منتجهم على أنه أقل ضررا من السجائر التقليدية، إلا أن السويديين اكتشفوا ذلك بأنفسهم وقامت الحكومة في نهاية المطاف بإنشاء نظام حوافز ضريبية للناس الذين يفضلون التبغ الرطب على السجائر العادية.
في الواقع، كانت السويد تجري تجربة مهمة لمدة 30 عاما أو أكثر وهو ما كان دعاة مكافحة التبغ يريدون أن يروه منذ فترة طويلة، ولكن ماذا يحدث عندما تقدم للمدخنين وسيلة لاستهلاك النيكوتين من دون المواد المسرطنة التي تأتي مع التدخين بدلاً من الاعتماد فقط على الإقناع المجتمعي من أجل حث الناس على الإقلاع عن التدخين؟
الجواب هو أن المدخنين سوف يتبنون هذا الحل بالطبع، وكما هو الحال فإن الوفيات المرتبطة بالتدخين ستنخفض بشكل كبير بناء على ذلك ولا شك أنه سيكون هناك من غير المدخنين من يقررون استخدام التبغ الرطب سنوس (أو السجائر الإلكترونية) ويصبحون مدمنين للنيكوتين وهو مادة تسبب الإدمان ولكنها غير قاتلة.
شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram