علي حلال يفلت من شباك دومينيك أبوحنّا بجرأة موضوعية و”لآخرنفس”ينافس “زوجتي أنا”

بيروت – ريم شاهين 

كلمة حقّ  تقال بأنّ المسلسلات التي تتنافس في الشهر الفضيل، هي نتاج مجموعة كبيرة من الأشخاص وظفواجهودهم طيلة السنة،ليقدّموا للجمهور عمل يليق بمستوى الدراما اللبنانية والعربية.

من هنا، نقول بأنّه لاشكّ أنّ نجاح هذه المسلسلات هو أمر نسبي يرتبط بعدّة أسباب منها الموضوع الرئيسي للنصّ وأبطال العمل والشاشة التي يعرض عليها العمل الدرامي و توقيت العرض و الجمهور الذي يشاهد الشاشة وطفرة السوشيل ميديا، وأسباب أخرى تتعلّق بالمستوى الفكري والإنتماء السياسي والديني.

إذن، برنامج الإعلامي دومينيك أبوحنّا “نجمك_بهمنا” ليس سوى  إضاءة على هذه المسلسلات، والصحافيين ليسوا ناقدين، إنّما مشاهدين متابعين للأعمال، يخطون بأقلامهم أو يقدّمون التقارير المصوّرة للإضاءة على الأعمال الفنية بموضوعية وليس بمشاعرهم، ليس فقط خلال الشهر الفضيل، بل طوال العام.

من هنا، وبالرغم من الآراء المؤيدة أو المنتقدة لمصداقية، “نجمك بهمنا”، يبقى برنامجاً فريداً من نوعه، خاصة وأنّه يستضيف صحافيين من أكثرمن وسيلة إعلامية ومواقع إلكترونية. كما أنّ ضيوف البرنامج مسؤولين عن آرائهم الخاصة، التي لا تمثّل رأي الإعلامي أبوحنّا.

وبالعودة إلى الحلقة الخامسة من البرنامج والذي إستضاف فيه أبوحنّا الصحافي من موقع “سيّدتي”، علي حلال في حلقة إشتدّت فيها المنافسة بين مسلسلين يجري عرضهما عند الساعة الثامنة والنّصف مساءً، “ورد جوري” و”لآخر نفس”.

“ورد جوري”، الذي يعرض على شاشة ال “LBC”، وهو من كتابة كلوديا مرشليان ومن إخراج سمير حبشي، والإنتاج لشركة “Eagle Films”. ويناقش المسلسل مواضيع إجتماعية جديّة وعميقة، إذ تتمحور القصة حول صراع بين عائلتين إثر تعرّض فتاة قاصر للاغتصاب من شاب قاصر. وبعد الإغتصاب تتوالى الأحداث في قالب درامي مميّز. وأبرز أبطال “ورد جوي” هم رولا حماده وعمار شلق ونادين الراسي وغبريال يمين ورودريغ سليمان ونخبة من ممثلين الدراما.

أمّا “لآخر نفس” فيعرض على شاشة ال”MTV”، وهومن كتابة كارين رزق الله وإخراج أسد فولادكار. أبطال المسلسل هم كارين رزق الله، بديع أبو شقرا، رودني حداد، رندة كعدي، ريتا عاد ونخبة من الممثلين.

فكرة وقصة المسلسل جريئة بالنسبة لمجتمعنا وهي تدور حول صدفة تجمع هزاروغسان وكلّ منهما متزوّج، إلا أنّ شرارة الحبّ تشتعل بينهما، لتبدأ بعد ذلك رحلة مليئة بالمشاعر لكنها تصطدم بواقع إجتماعي مرير، وتتشعّب من القصة الرئيسية عدة قصص إجتماعية قريبة من الواقع الحقيقي.

وفي بداية الحلقة الخامسة من “نجمك بهمنا”، إستهلّ أبوحنّا الحديث بالتعريف بضيفه الصحافي علي حلال، فقال أنّه من الصحافيين الذين يقولون كلمة حق ولا يكترثون لتداعياتها، وبأنّه يعمل إنطلاقاً من مبدأ “قل كلمتك وامشي”، و يحرص بإيصال كلمة الحقّ، ولو مشى  عكس التيار، لافتاً إلى أنّ تياركلمة الحق تقريباً أصبح عملة نادرة في عالم الصحافة الفنية.بدوره، حلال قال أنّ النجوم لا يتقبّلون النقد، ولوكانوا ضمناً يعلمون بأنّ الصحافي محقّاً برأيه.

وعن إرتباط نجاح المسلسل بأغنية التيتروأهمية النجم الذي وضع صوته عليه، قال حلال أنّه في الفترة الأخيرة، أصبح هذا الأمر شائعاً، وبالطبع ذلك يؤثّر في عملية التسويق للمسلسل، لكن إذا كان المسلسل ليس على المستوى المطلوب، لن يعتمد فقط نجاحه على تيتر الأغنية. وأضاف إلى أنّ هذه الظاهرة دخلت في إطار المنافسة الرمضانية وتحوّلت إلى حرب النجوم الذين يؤدّون أغنية تيتر المسلسل. وأضاف بأنّ تيتر مسلسل “لآخر نفس” بصوت البوب ستار رامي عياش و تيتر مسلسل “الهيبة” بصوت الفنان ناصيف زيتون، هما الأفضل على المستوى المحلي.

وردّاً على سؤال أبوحنّا،  نفى حلال بأن تكون الممثلة والكاتبة كارين رزق الله قد أصبحت نجمة صفّ أوّل في عالم الدراما. وقال بأنّ هناك نجمات لا نستطيع أن نقول بأنهن نجمات صفّ أوّل مئة في المئة، ويمكن القول بأنهن في إطار المحاولة.

وعند سؤال أبوحنّا ضيفه، عن تأثيرإنتقال الكاتبة كارين رزق الله من ال”LBC” إلى “MTV”، قال حلال بأنّ نصّ المسلسل جذّاب وشخصياته قريبة من القلب، إنّما إذا أردنا مقارنة نسبة نجاحه بمسلسل “مش أنا” العام الماضي، وكأنّك تقارن الممتاز بالجيّد، ولكن لا أعتبربأنّ رزق الله قد فشلت، إنّما كان بإمكانها تقديم الأفضل. وأضاف حلال أن لا علاقة لنجاح المسلسل، بإسم الشاشة، إذ رأى من يحبّ متابعة فنان أوممثل سيبحث عنه أينما وجد وعلى أيّ وسيلة إعلامية ظهر.

و إستطرد أبوحنّا بأنّه وفقاً لإحصاءات شركة إيبسوس مسلسل في الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل مسلسل “وين كنتي” حلّ في المرتبة الأولى و “الهيبة” في المرتبة الثانية و”باب الحارة” في المرتبة الثالثة و” لآخرنفس” في المرتبة الرابعة و”كاراميل” في المرتبة الخامسة و”ورد جوري” في المرتبة السادسة، يليه  “زوجتي أنا” و”عطر الشام” و”بلحظة” و”طوق البنات”.

وعن مصداقية شركات الإحصاءات، قال حلال بأنّ ليس هناك إحصاءات دقيقة مئة في المئة، ولكن كلّ محطة تلفزيونية تقول بأنّ هذا أو ذاك المسلسل متفوّق على شاشتها، ولكن إذ إستمعنا إلى رأي الناس على السوشيل ميديا وفي الشارع، نلحظ بأنّ عدد كبير من الناس يتابعون مسلسل “وين كنتي” الذي يعتبر جزئه الثاني برأيي الشخصي أكثر نجاحاً من الجزء الأوّل، مع بعض التحفظات على أداء بعض الممثلات.

وعن معالجة “لآخر نفس” موضوع الملل بعد سنوات من الزواج وتبرير الخيانة الزوجية، إعتبر حلال أنّه لا مشكلة في طرح هذه المواضيع، إنّما نستطيع القول بأنّها لم تكن مبرّرة درامياً أي وإن كانت إيجابية، لكن لم نقتنع بها كما قُدّمت. وشرح حلال أنّ خيانة كارين لزوجها الممثل رودني حداد غير مبررة درامياً، فهي حتّى الآن لم تظهر زوجها سوى بصورة جيّدة، إذن لماذا تخونه؟

وقال أنّ تكرار الثنائية بين كارين وبديع أبوشقرا أثمر عن نجاح، وكذلك الأمر بالنسبة لنادين نسيب نجيم وتيم حسن، بالرّغم من أنّها قالت بأنّه في العام المقبل ستعزف عن تكرارالأمر. وأضاف حلال أنّ ثنائية كارين وبديع لم تثمر عن ما هو جديد، لكن نادين وتيم لاحظنا الفرق عن العام الماضي، مشيراً إلى أنّه يجب التنويع .

وعن الممثل رودني حداد ، رأى بأنّه ممثل لديه كاراكتير خاص، فأحياناً يجذبك وأحياناً لا، لافتاً إلى أنّه لم يضف إلى المسلسل، ولربما لوأدّى دوره ممثل آخر لكان أعطى صخباً للمسلسل، بالرغم من أنّ رودني يؤدي أدواره بكلّ شغف، لكنه إختيار غير موفّق في هذا المسلسل. وأضاف أنّه لربما السبب هو مساحة الدور، فالتركيز في المسلسل على كارين وبديع.
وعن رأيه بمعالجة المسلسل موضوع تأخّر سنّ الزواج وقضية الإنجاب بدون زواج وتقبّل المجتمع لهذا الأمر، والتي تتجسّد بالدور الذي تؤديه الممثلة ريتا عاد، إعتبر حلال أنّ كارين عالجت الموضوع بطريقة سطحية أوعن إعتراف الفلسطيني بهويته لم يكن يتطلب ثلاث حلقات لمعالجة الأمر، ففي الواقع الأمور أبسط من طريقة معالجتها درامياً.

وتطرق أبو حنّا مع ضيفه إلى ما نشره الكاتب مروان نجار، إذ لفت بأن المسلسل مستوحى من كتاب أجنبي، قال حلال أنّه حتماً يجب الإشارة إلى المصدر المستوحى منه المسلسل، وإذا كان الكتّاب غير قادرين على تأليف مسلسل من ثلاثين حلقة، الأجدر بهم أن يقدّموا ثلاثية أو خماسية لكي يحققوا النجاح .

بدوره، أشار أبوحنّا، بأنّه في حلقة سابقة الكاتبة نادين جابر قالت بأنّ شركة الإنتاج تطلب من الكاتب أحياناً أن ينجز عملاً مستوحى من أعمال أو كتب معينة، معتبراً أنّه لا يجب أن نظلم الكتاب أو إلقاء مطلق اللوم عليهم.ونوّه حلال بدور الممثلة القديرة رندا كعدي، تألقت بأداء دورها وجسدت بالفعل دور الأم المثالية، وجعلتنا نتعايش  مع دورها بكلّ تفاصيله. وأضاف  بأنّ هناك مواضيع في المسلسل لا تزال بعيدة نوعاً ما عن مجتمعنا كالإنجاب بلا زواج، ولكن لا مانع في طرح الموضوع.

وتطرق أبوحنّا لتعليقات الناس على السوشيل ميديا ومنها إنتقاد كارين لظهورها المتكرر بالشورط القصير، قال أنّها كانت من الافضل أن تظهر ببنطال أوفستان، لافتاً أنّ إستعمالها للخمر في المسلسل برّرته مسبقاً أنّها تدعم الترويج للصناعة اللبنانية، علماً أن لبنان يشتهر بصناعة النبيذ.

وعن إنتقاد كارين في مسألة القبل التي تخدم السيناريو، قال حلال أنّه كان من الأفضل الإستغناء عنها خصوصاً في الشهر الفضيل، وأنّ الجرأة ليس بالضرور تجسيدها بمشاهد تحمل دلالات جنسية، مستشهدا في الفيديو الذي إنتشر على مواقع التواصل في مسلسل”لأعلى سعر” حين صفعت الممثلة نيللي كريم الفنان أحمد فهمي على وجهه.

ووافق حلال على إنتقادات الناس على السوشيل ميديا لكارين على المماطلة في إيصال الرسائل والمبالغة في طريقة تقديمها، و على الإيقاع البطيئ لتواتر الأحداث وعلى المبالغة في معالجة بعض الأمور كإعتراضها على قطع غصن الشجرة، فذلك يجعلك تشعر بأنّها تربت وعاشت في الخارج وليس بأنها أمضت ثمانية سنوات فقط خارج الوطن. وإعتبر حلال أنّ المسلسل غير جذاب درامياً ويفضل مشاهدته في سهرة عائلية ولكن خارج السباق الرمضاني.

أما عن مسلسل “ورد جوري”، فرأى حلال أنّ معالجة نصّ الكاتبة كلوديا مرشليان أفضل بكثير من معالجة نصّ الكاتبة كارين رزق الله.  وعن تناول الممثلة نادين الراسي مؤخراً في الإعلام وتأثير ذلك على نسبة المشاهدة، قال حلال أنّ إنفعالات نادين مبالغ فيها في المسلسل ولربما مشاكلها الشخصية قد أثّرت على أدائها.

أما عن بوستر المسلسل، فقال حلال بأنّ المنتجين يقولون بأنّهم يبيعون المسلسل على إسم نجمة أو نجم معين، ما يضطرهم إلى ذلك، مشيراً إلى أنّ البوستر الرسمي للمسلسل لا علاقة له بأسماء الأبطال، فمعظم المسلسلات بطولات مشتركة.

ونوّه حلال بعودة وجوه إشتاقت لها الشاشة في بعض المسلسلات، مثل أنطوانيت عقيقي ووفاء طربيه وختام اللحام. وعن دور الممثلة رولا حمادة، إعتبر أنّ في لبنان ينقصنا ما يسمى بإدارة الممثل وبأنّ لماذا دور رولا حمادة لا يليق بها ويظهرها بشخصية المرأة الساذجة، وبأنّها كان مفترض أن تؤدي دورها بشكل أفضل. وعن دور الممثل أسعد رشدان، يؤدي دوره بشكل جميل، ولكن من المستغرب كمّ المشاكل التي تعاني منها العائلة دفعة واحدة.

أما عن علاقة نادين الراسي وعمار شلق، علاقة تثير الإستغراب نوعاً ما ولكن في الحب ليس هناك من مستحيل. وعن الممثل غبريال يمين الذي يمثّل في “ورد جوري” و”لآخر نفس”، قال حلال بأنّ هذا الممثل ينجح بأداء كلّ الأدوار.

وفيما يتعلّق ببطء الأحداث في “ورد جوري” و”لآخر نفس”، قال حلال أنّ المسلسلين لديهما المشكلة نفسها، بالرّغم من أنّ الحلقات الأخيرة ل”ورد جوري” كانت أفضل إذ لاحظنا تسارعاً في الأحداث. وعن رأيه من قطع جينيريك المسلسل وإغفال نهايته، قال حلال في لبنان كلّ شيئ مباح، بغض النظر إن كان يجوز أو لا يجوز. وعن إرتباط التراند بنجاح المسلسل، نفى حلال أن يكون لذلك أي علاقة بنجاح المسلسل أم لا.

ورأى أنّ المواهب الشابة في “ورد جوري”، لا تبشّر بالخير، فأداء إبن الممثلة رولا حمادة في المسلسل غير مقنع، بينما أخت نادين راسي، في الحلقتين الأخيرتين أصبحت تتفاعل أكثر مع دورها. وعن معالجة ” ورد جوري” لموضوع المراهقة وتأثير رفاق السوء على المراهق و الحمل قبل الزواج، قال حلال بأنّ  المسلسل قريب من الواقع ومعالجة مواضيعه مقنعة، بالرغم من أنّ هناك شيء ما ينقصه.

وعن تقنية الإخراج، قال حلال بأنّ مسلسل “لآخر نفس” غير موفّق إخراجياً، وبأنّ إسم المخرج سمير حبشي لا جدال عليه، إنّما إنتقادات رواد مواقع التواصل لطريقة الإخراج تعود إلى أتجاه المخرجين إلى إعتماد تقنية ال”Fly Cam”، ما يشعر المشاهد بأنّه بعيد عن إنطباعات وجوه الممثلين.

وفي ختام الحلقة، رجحت كفّة التصويت بفارق مئة صوت، لصالح مسلسل”لآخر نفس” الذي سيتنافس الأربعاء مع مسلسل “زوجتي أنا”.

 

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram