العدالة من أجل الشهيد روي حاموش ومع الأسف إعدام المجرم بعيد المنال حتّى إشعار آخر!
بيروت – ريم شاهين
أشرقت الشمس على بلدة المنصورية صباح اليوم و لكنها بقيت متدثرة بالسواد الذي غلب على وجوه أبنائها وليس على ثيابهم فقط. و مع إشراقة الصباح و بداية الفقرة الصباحية التي يقدّمها الإعلامي جوني الصديق، إغرورقت الدموع في عيون من سمعه عبر أثير إذاعة جرس سكوب. وقدّم الصديق نفسه لمحاربة كلّ من يعمل على زعزعة الإستقرار الأمني للبنانيين، مبدياً إستعداده دخول الأحياء كافة للتخلّص من “البلطجية” ووضع حدّ للفلتان المستشري في المناطق.
ودعا رئيس الجمهورية الذي وجّه ل”فخامته” التحيّة أن يعلّق المشانق من أجل إعدام كلّ من يسمح لنفسه بأخذ حياة ضحية بريئة كالشهيد روي حاموش الذي سقط على يد مجرم تعاطى المخدرات أوتناول الخمر، ولأسباب سخيفة قرر إنهاء حياة شاب لم تكتمل فرحته بعيد ميلاده وإسمه سيغيب عن حفل تخرّج إنتظره سنوات ليحصل على لقب المهندس.
وفي أثناء بثّ البرنامج الإذاعي عدد هائل من الإتصالات تلقاه الإعلامي جوني الصديق، حصيلتها مطالبة رئيس الجمهورية بالمسارعة إلى إصدار قرار إعدام المجرم أحمد الأحمر، فنعم قاتل بإرادته يجب أن يعدم و لتسقط شرعة حقوق الإنسان، فأيّ دين يقبل بأن تقتل نفس بريئة وأن تصبح أم شاب تميّز بإبتسامته المشرقة أمّ شهيد فيغمرها الحزن والسواد ويصبح الألم المفجع رفيق لأيام قد لا تعرف تمييز حلوها من مرها. وما ستكون حال أب تعلّم الصبر ومواجهة المصاعب، فكيف سيتمكن من كبت حزنه وكيف سيمنع دموعه من أن تسيل بعد أن فقد فرحة عمره والحلم الذي يعيش من أجله.
الجنازة إنطلقت في كنيسة مار يوسف للروم الأورثوذوكس في المنصورية، وشيّع الأهل والأقارب ولبنان بأكملة روي جوزف حاموش إلى مثواه الأخير، على أن تقبل التعازي قبل الدفن وبعده ويوم الجمعة 9 الجاري إبتداءً من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر و لغاية السابعة مساء.
واكبت وسائل الإعلام كافة التشييع الذي أطلقت فيه صرخات امتزجت بالبكاء والنحيب، مطالبة تعليق المشانق وسط ساحة البلدة والإقتصاص من قاتل روي حاموش بإعدامه شنقاً وكلّ المجرمين الذين ساعدوه . وقد نشرت إذاعة جرس سكوب فيديو تسمع فيها صرخات الألم و الوجع بعنوان “ردّولي روي”!
مع الأسف، من دولة يغيب فيها أدنى حقوق المواطن، ولو عدنا بالتاريخ لوجدنا أنّه حتّى للإعدام قوانين طائفية وأنّه لا يجوز إعدام مجرم ينتمي إلى الدين الإسلامي بدون أن يقابله مجرم آخر مسيحي وثالث درزي وأن تنقسم على المذاهب في الدين الواحد أيّ مبدأ ستة وستة مكرّر يطبّق حتى في الإعدام، فهل سيُسمع صوت المفجوعين بموت إبنهم، وتشمل مسيرة الإصلاح قراراً بإعدام المجرم أحمد حسن الأحمر من بلدة إيعات، أم سيعمل المعنيين على تهدئة أهل شهيد المنصورية،ويصدر القراربالحكم المؤبد على المجرم فقط، بناء على تبريرات عدة.
و تجدر الإشارة إلى أنّ الجميع مدعوّ للمشاركة يوم السبت عند الساعة الحادية عشر بوقفة الغضب الصامتة، من أجل قول لا لسلاح الزعران بوقفة تضامنية للمطالبة بالعدالة من أجل روي حاموش تحت عنوان #إنتفاضة_الأوادم_ضد_الزعران، وذلك بالقرب من محلّة الكرنتينا- مدخل الحوض الخامس – المسلخ.
وفي هذا الأطار، وبعد الحادث مباشرة وبناء على توجيهات مدير عام الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، تمكنت شعبة المعلومات في وقت قياسي من توقيف المشتبه به الرئيسي المختبىء لدى صديقه في برج حمود وإعترف بتنفيذ الجريمة وضبط بحوزته مسدس حربي وقنبلتان يدويتان. و لا يزال التحقيق مستمراً باشراف القضاء المختص، والعمل مستمر لتوقيف الشخصين اللذين كانا معه.
ومن ردود الفعل المرحبة بهذا الانجاز الامني لشعبة المعلومات، موقف وزير الاعلام ملحم الرياشي الذي هنّأ اللواء عثمان بهذا الإنجاز وطالب بمحاكمة سريعة للإقتصاص من المجرم. تصاريح عدة لعدد من المسؤولين و أصحاب القرار هنّأوا فيه اللواء عثمان على الإنجاز وطالبوا بأن يأخذ القضاء مجراه وإختلفت الآراء حول إعدام المجرم أو إنزال أشدّ العقوبات عليه.
التصاريح و التهويل و الثناء أو التضامن أصبح حبراً على ورق، فلا من يسمع ولا من يفعل، “فعلى من تقرع مزاميرك يا داوود”. بلد لا يسع أبنائه وبالأخصّ شبابه سوى الصلاة و تسليم أمرهم إلى الله والإتكال عليه قبل الخروج من المنزل وكما يقول المثل ” الضهرة بالإيد والرجعة مش بالإيد”.