النجم المتعدد المواهب علي يوسف لموقعنا: لم أسمع عن شركة إنتاج ساهمت بولادة نجم وألبومي”أكبر كذبة” من إنتاجي
بيروت – ريم شاهين
شغف بالموسيقى تملّكه منذ نعومة أظافره، تمسّك بحلمه حتّى تمكّن من أن يغرّد ويسحر بصوته العالم العربي، هو القادم من بلاد الحضارة والثقافة والتاريخ من أرض العراق التي سحرت العالم بأسرة بروعة حدائق بابل المعلّقة التي بقي سرّ جمالها وتصميمها دفيناً، لتصبح عجيبة من عجائب الدنيا السبعة. إبن العراق، أحد نجوم برنامج “ذا فويس” الفنان المتعدد المواهب علي يوسف، يخفي صوته الكثير من الأسرار بجمال و روعة نغماته وأوتاره، تماماً كتلك الحدائق.
إستطاع النجم علي يوسف من إجتياح قلوب الجماهير العربية، بعد تألّقه على مسرح برنامج ذا فويس كيدز في فريق فارس الغناء العربي عاصي الحلاني الذي يعتبره يوسف” الأب الروحي” بالنسبة له، كما حصد إعجاب القيصرالذي إعترف آنذاك أنّه سافر من خلال صوته إلى عالم مليء بالذكريات الجميلة.
سحر أنغام صوته يعزف قيثارة عشق للموسيقى و لفن مجبول برموز الفن العراقي، كما أنّ حديثه أقرب إلى الواقع، فالشهرة لم تغرّه حتّى اليوم بل لربّما جعلته أكثر تواضعاً مدركاً أنّ محبة الناس لا تباع ، لأنّها كنز صعب المنال والأصعب كيف تحافظ عليه.
أغنية الفنان العراقي طلال الفرغلي “كذاب” منحت يوسف بطاقة الإنطلاق ووصوله إلى الحلقة الأخيرة بدون الحصول على اللقب لم يلغ قدراته الفنية تميّّزه بأداء اللون الكلاسيكي الأحبّ إلى قلبه.
وفي حديث خاص لموقعنا مع النجم علي يوسف، لامسنا رقيّ أخلاقه و ثقافته الفنية الغنية وتواضعه الملحوظ، وتحدثنا عن بداياته و رأيه بالساحة الفنية وعن تحضيرات ألبومه الذي يسبقة إطلاق أغنية لبنانية منفردة من ضمن الثمانية أغاني التي يضمّها الألبوم.
صراحة النجم العراقي كانت واضحة كعين الشمس، إذ لم يستطع إخفاء ما كان يشعر به حين كان واقفاً على مسرح “ذا فويس” في مرحلة الصوت وبس، إذ أشار لنا أنّ الشخص الذي يقف على المسرح لا يفكّر من سيختار أو من يفضّل، بل همه الوحيد في تلك اللحظة أن يستدير أيّ من المدربين الأربعة، وبما أنّ الفنانة شيرين و القيصر كان فريق كلّ منهما مكتملاً فلم بستدير أيّ منهما في حين فعل أمير الطرب العربي و فارس الغناء العربي. و أضاف في تلك اللحظة و إنني لا شكّ كنت سأفضل القيصر العراقي، إلا أنني وجدت أنني سأنجم مع الفنان عاصي الحلاني، بالرغم من محبتي و إحترامي لفن جميع المدربين الذين أثنوا على موهبتي و تعلّمت من نصائحهم الكثير.
وعن موهبة الرسم وا لنحت لديه، قال أنّه كان يرسم في عمر صغير و كان يستخدم الصابون لنحت أشكال جميلة، الأمر الذي دفعه إلى دراسة الفنون الجميلة والتخصص في فن الرسم و النحت، بدون أن يسرق أوقات الفراغ لحضور صفوف تعليم الموسيقى، مواصلاً تعلّم العزف على العود و على الأورغ.
مزج الفنان علي يوسف بين أنواع الفنون كافة ، رسم و نحت مثّل في الدراما العراقية، إلا أنّ الموسيقى كانت شغفه وحلمه الأكبر. وسبق ليوسف أن غنّى في أماكن عدّة وشارك في برامج هدّة لإكتشاف المواهب، لكن نجمه لم يسطع كما كان يحلم. واصل صقل موهبته بالعلم والخبرة إلى أن حالفه الحظ في الموسم الثالث للبرنامج في العام 2015.
وأولى أغنيات يوسف كانت من على مسرح ذا فويس بلهجته الأمّ “العراقيّة” وبعنوان “كبد عمري”. الأغنية من كلمات الشاعر وجدي ردام، وألحان جان صليبا والتوزيع الموسيقي لجان ماري رياشي ومن إنتاج “LifeStylez Studios”.
وقد حظيَ الفنان علي يوسف بدعم مدربه عاصي الحلاني و إبن بلده البرنس ماجد المهندس الذي غنّى له أغنية “بين إيديَّ”، وتولّى إنتاج أغنية له بعد خروجه من البرنامج، إيماناً منه بسحر صوته وموهبته. الأغنية التي أنتجها البرنس ماجد المهندس حملت عنوان “تعال العين”، وهي من الحان علي بدر وكلمات يوسف السوداني وتوزيع عثمان عبود وتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج إيهاب الراشد وبإشراف Double M production .
وإعتبر أنّ كل لون غنائي، إذا توفرت فيه الكلمة الجميلة و اللحن االجيد، هو لونه لكن بالطبع بدون الوصول إلى لون يمثلّ الفن الهابط، مشيراً إلى أنّه يفضل الأغنية التي تمزج بين اللون الطربي والكلاسيكي، أي ما يشبه اللون الذي يتميز به البرنس ماجد المهندس.
وشدّد يوسف في حديثه على أنّه يفضّل مواصلة العمل و بذل المجهود لسنوات عدّة، على أن يقدّم ما لا يليق بفنه وبجمهوره، لافتاً إلى أنّ الأغنية المنفردة هي الموضة الرائجة لأنّ البعض يعتبرون بأنّه من الأفضل الترويج لأغنية واحدة على أن يقدمون ألبوماً متكاملاً، قد لا يحظى بالإنتشار ونسبة الإستماع التي تحصل عليها الأغنية المنفردة.
وأضاف النجم العراقي، بأنّه لا يفضل الأغنية المنفردة لأنّ عليه إصدار العديد من الأغاني المنفردة ليحصل على ألبوم يتمكّن جمهوره من الإستمتاع به، مؤكداً أنّه ليس بالضروري أن يحظى الألبوم كاملاً بأعلى نسبة إستماع أو مشاهدة، لكن ما يهمّه هو الجمهورالذي يتوجّه له في ألبومه .
وقال أنّ الألبوم يضمّ ثمانية أغاني و يتنوّع بين العراقي و الخليجي و المصري واللبناني، مشيراً إلى أنّ إختياره للأغاني يتمّ بعناية، معتبراً أنّ الفن بشكل عام مسألة حظ وتحديداً الأغنية الضاربة، إضافة إلى أنّ التوفيق أولاً و أخيراً من عند االله.
وإعترف يوسف أنّه بعد نهاية البرنامج مرّ بفترة عصيبة، و برنامج”ذا فويس” كان نقطة الصفر بالنسبة له، معتبراً أنّ من يريد النجاح يجب أن يواصل مجهوده و يثابر في كل لحظة و إن أصبح نجماً، فعند أوًل ذلّة قدم سينتقده الجمهور و إن أطال غيابه سينساه حتماً.
وعن رأيه بثورة التكنولوجيا و السوشيل ميديا، إعتبر يوسف أنّ حياة الفنان الخاصة ملكاً له، وليس عليه أن يشارك تفاصيلها مع الجمهور، من الممكن أن يشارك جمهوره في صورة لحفلة يحييها أو مناسبة معينة ولكن أن يشاركه صورة و هويتناول القهوة أو الطعام أو عند خلوده إلى النوم أمر يثير الإستغراب وحشرية الآخرين.
وأثنى يوسف على دور الصحافة اللبنانية، التي يعتبرها الأولى في العالم العربي، مؤكداً أنّ سوء إستخدام مواقع التواصل ونشر الفيديوهات المثيرة للضحك جعل من البعض يحظون بالشهرة وهم لا يستحقونها.
ولفت إلى أنّه لا ينشر الكثير من الصور على حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي، بالرغم من أنّ لديه عدد من المتابعين لا يستهان به، لافتاً أنّ الفنانين الذين تخرجوا من برامج مواهب ولم يفوزوا باللقب، إجتهدوا كثيراً ليلمع نجمهم كالريس ملحم زين و الفنان ناصيف زيتون الذي يحصد ثمار مجهوده اليوم، إضافة إلى الفنان المغربي المثير للجدل سعد المجرّد الذي واصل المثابرة إلى أن استوطن الحظ داره ولمع نجمه كالنار في الهشيم في أغنية “إنت معلم” و أغنيته الأخيرة “غلطانة”، و إختار لنفسه لون معيّن نجح فيه.
أمّا عن شركات الإنتاج و تأثيرها على الفنان، فقال يوسف أنّه لم يسمع عن شركة إنتاج ساهمت في ولادة نجم، فهذه الشركات تستقطب فنانين ذات شهرة واسعة لتسستفيد من حفلاتهم.
وصرّح بأنّ ألبومه من إنتاجه الخاص وقد تعامل فيه مع نخبة من الشعراء لم يفصح عن أسمائهم رغبة منه بأن يكونوا مفاجأة عند إصدار الألبوم، معلناً أنّه قد لحن أغنيتين من الألبوم و بأنّه سيطلق “أكبركذبة”، الأغنية التي يحمل الألبوم إسمها، منفردة قبل إصداره .
وكشف أنّ الأغنية تتمحورحول موضوع الخيانة وهي من كلمات وألحان الأردني ضياء عشا، ومن المفترض أن يتمّ تصوير الفيديو كليب الخاص بها تحت إدارة المخرج محمود رمزي قبل عيد الفطر، ومن المتوقّع أن تلامس الأغنية قلوب الجمهورالعربي، لأنّ الشعب العربي بطبعه يميل إلى التعاطف مع الحزن أكثر من الفرح، بحكم واقع المجتمعات العربية بشكل عام.
و عن تأثير الإرتباط العاطفي على نجومية الفنان خاصة في بداية مشواره الفني، وصف يوسف علاقته بجمهوره بالطيبة فهو يتواصل معه بشكل مستمرّ، مشيراً إلى أنّه في فترة معينة عانى من مشاكل كثيرة ومعجبات يزعجن شريكته لكنّه يرفع لها القبعة لأنّها إنسانة عظيمة تحمّلت و ضحّت كثيراً من أجل إستمرار العلاقة بينهما، معرباُ أنّه يكنّ لها كلّ الحبّ و الإحترام.
أخيراً، يبقى جمهورالنجم العراقي منتظراً على أحرّ من الجمرإصدار نجمهم “أكبر كذبة”، على أمل أن لا يتأخّر عليه بإصدار الألبوم المنتظر، و لا بالكشف عن توقيت حفلاته المرتقبة بين لبنان والعراق ودبي خلال فصل الصيف.