فخامة الشك اللبناني هل تحول الى يقين وكيف؟

 

بيروت – إبتسام غنيم

تابعنا خلال الفترة الماضية ولا زلنا المسلسل اللبناني”فخامة الشك” الذي شارك في بطولته نخبة من نجوم لبنان، وتم تصوير أحداثه مابين بيروت ومصر.

العنوان يوحي بمضمون المسلسل الذي يتحدث طوال الاحداث عن شكوك العائلات فيما بينها، إذ نجد الممثل  يورغو شلهوب الذي لعب دور أمير يبحث عن والده الذي أفلس وإختفى، ويشك أن وراء ما حصل من تدهورلاسرته الراقية هم عائلة رجل الاعمال يحيى، الذي جسد شخصيته  الممثل فؤاد شرف الدين كونه اشترى المصنع والمعدات والقصر الذي كان ملكا لوالد أمير ، والوالد في العمل هو  الممثل أحمد الزين، الذي مرة لم يشك بوفاء صديقه  الممثل مجدي مشموشي الذي يغدر به ويجعله مفلساً ويختطفه ثم يعمد إلى رمي شباكه على زوجته (أي لاحمد الزين ) التي لعبت دورها  الممثلة تقلا شمعون والتي تجد أن شكها في مكانه لخيانات زوجها لها.

على الجانب الاخر نجد أن عائلة يحيى يشكون ببعضهم البعض، فنور زوجة إبنهم الكبير التي قدمت دورها  الفنانة سابين تشك بخيانة زوجها هشام الذي قدم دوره الممثل  يوسف حداد ويكون شكها في محله، وهنا تضعف وتغرم بأمير الذي يحبها، لكنه بالمقابل يوهم زينة إبنه يحيى التي لعبت دورها  الممثلة جيسي عبود، أنه يريد الارتباط بها .

وهنا يجن جنون نور، وعلى الطرف الاخر نجد قصة حب يسودها التوتر والشك بين شقيقة أمير وإبن يحيى أي وسام حنا.. وتتصاعد الاحداث وتحتدم الشكوك وتتوالى المفاجأت بقالب شيّق للغاية وبشكل سلس…العمل كتب بإتقان وإن غلب عليه بعض الشيء من المط والتطويل في الاحداث.

كما لا يمكن إغفال قوة حضور الممثلين وإنصهارهم الكلي بالشخصيات التي قدمونها.. فالنجم اللبناني فؤاد شرف الدين كان غولاً بالتمثيل بتعبيرات وجهه وغضبه وهدؤه وشكوكه وظنونه، وعرف كيف يقف قبالة الشباب ويكون لهم نداَ خصوصاً في مشاهد المواجهات بينه وبين يورغو شلهوب وبين هشام حداد.

سابين خرجت من عباءة مسلسلها”أحمد وكريستينا” وبرهنت أنها ممثلة قوية قدمت مشاهد ماستر سين تحسب لها، لاسيّما عندما تتذكر لحظات إغتصابها وهي طفلة، شكّها بخيانة زوجها، ندمها على خيانتها له بالمقابل، ولحظات إنهيارها حين يرتبط عشيقها بشقيقة زوجها.

يوسف حداد قدّم دور الابن الضعيف الشخصية والذي يخون زوجته ليعوض هذا الضعف النفسي الذي يعود عليه بالمشاكل وخراب بيته وتعرّضه لجلطة وبذلك غير يوسف جلده الفني.  وسام حنا كان رائعاً خصوصاً في مشاهده الرومنسية ومشاهده العنيفة حين يكتشف الخيانات التي تحوك من حوله.

أما يورغو شلهوب فعرف كيف كان يتلون  ويخدع ومتى يثور ومتى يحب وكيف ينتقم بسلاسة، وجعلنا ننصهر مع أمير الذي تقمصه بإتقان. كذلك جيسي عبود كسرت قالب الكوميديا بمشاهد عدة وبرهنت أنها ممثلة شاطرة لكن عليها تعمل على تغيير تون صوتها بما يتناسب مع المشاهد التي تتغير وفق الاحداث.

تقلا شمعون مثلت بحرفيتها وبينت بمشاهد عدة مدى لوعة المرأة المخدوعة من خلال نظراتها، إلى أن تعلم أن زوجها لا زال موجودا فترتدي اجمل ما عندها وتقرر مواجهته على أنها ما زالت سيدة جميلة ومرغوبة، خصوصا أن مجدي مشموشي أوهمها بغرامه لها  ولا يمكن  تجاهل أنّ دور تقلا كان فارغاً لكنها اي تقلا شمعون ملئته، وقد مثلت هذا المشهد أي عزمها على مواجهة زوجها بحرفية.

مجدي مشموشي خدعنا على أنه الصديق الصدوق لنكتشف أنه غدار وخائن ومن هنا لم يجعلنا نشك لحظة أنّه ممثلاً بارعاً. أما احمد الزين فقد قدم دور جهاد الذي غرر به وبلحظات عتابه لنفسه كان معبراً للغاية، لكنه كان الجدير منحه مساحة أكبر لدوره، لنجد أن موهبة إلسا زغيب التي لعبت دور إبنته سارة كانت ملفتة وتلقائية جداً وتبشر بكل الخير بالمستقبل.

الممثلة مارينال سركيس لعبت دور الام بإتقان وليلى قمري كانت العمة الكفيفة التي تشعّ إبداعاً، أما رندا حشمة فرغم تلقائية أدائها وعفويتها لكني لا يمكن أن اصدق أن هناك جدة في عصرنا الحالي لا تصبغ شعرها في الوقت الذي كان الطلاء واضحاً على أظافرها، وتتكأ على العصا لتمشي بينما ترتدي كعباً بحذائها!

أما إليان خوند والشاب الذي لعب دور زوجها فقد كانا بمثابة ومضتان جميلتان تبرقان بعفوية صادقة.. يبقى القول أن “فخامة الشك” قطع الشك باليقين من أنّ الدراما اللبنانية تسير بصعود، برافو لشركة الصدى للانتاج وللكاتبة كلوديا مرشيليان والمخرج أسامه حمد

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram