خاص بالفيديو – “راشيا قلب الوطن”…نجمة لم تفقد بريق المجد والبلدية تكرّم الإعلاميين في يوم سياحي ترفيهي

بيروت – ريم شاهين

هي الملاك الذي غنّى له الفنان الراحل عازار حبيب، هي أمثولة يشهد عليها التاريخ وقلب وطن لم يكن لينبض لولا رجالاتها.إحتضنت المجد والعلى ومن أسوار قلعتها انطلقت صرخة وطن انتفض، لتصبح هذه البلدة رمزاً من رموز التاريخ.

“ع جبين الليل” كتبت أغنية، فكانت راشيا نجمة لا تنام، وصوت لأناشيد الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه،وبالرغم من مرور سنوات على إنتفاضة رجالات راشيا وفي زمن كثرت فيه الأصوات ولكن انقرض فيه رجال يقرنون تصريحاتهم بأفعالهم، بقيت جدران القلعة تطلق التنهيدات وتتأوّه من شدة الألم،وكأنّها تبكي حكاية وطن رسم تاريخه من قلبها.

راشيا،النجمة التي لم تفقد بريقها والتي لا تزال تتميّز برجال انطبعت في قلوبهم روح رجالات الإستقلال،يبذلون الجهود المتواصلة لتبقى “راشيا قلب الوطن”.

راشيا،البلدة المستلقية على كتف هضبة متصلة بجبل الشيخ، تتغنى بإطلالتها على وادي التيم وبمناخها البيئي المميز.وحين تتجوّل في أروقتها وتزورمعالمها السياحية تشهد على روايات وقصص تاريخية تخبرك عنها الجدران والأزقة والمعالم الدينية في البلدة،فقد توالى على الإستيطان فيها الرومان والصليبيين وأمراء، مروراً بحقبة القائمقامية،وصولاً إلى الفرنسيين، وأخيراً إلى إرتباط إسم قلعة راشيا بإستقلال لبنان.

التعرّف على الغنى الثقافي والأثري والتاريخي لراشيا، لا يمكن إختصاره بأسطر، وفي زيارة خاصة بالإعلاميين نظمتها بلدية راشيا بإشراف رئيسها بسام دلال وبالتعاون مع مكتب Golden Seat  للسياحة و السفر لصاحبه أنو أبو لطيف وبالتنسيق مع الإعلاميتين هناء الحاج و كلود صوما.

توقّف  الوفد الإعلامي في دير تعنايل، حيث كان في إستقباله أبو لطيف، وبعد “الترويقة” اللذيذة من منتجات تعنايل، جال الإعلامييون في المحميّة وإلتقطوا الصور.

و عند دخول بلدة راشيا، استقبل الوفد الإعلامي في مقرّ البلدية، رئيسها بسام دلال و أعضاء المجلس البلدي. بإبتسامة مشرقة وكلمات الترحيب وأحاديث متبادلة، تعرّف الوفد على رئيس البلدية الذي كما “راشيا قلب الوطن”،قلبه ينبض بحبّ الوطن وبعشق كلّ ذرّة من تراب البلدة.إذ يعمل دلال بجهد متواصل من أجل المحافظة على الصورة الأجمل لراشيا،والإرتقاء بها على كلّ المستويات الإنمائية و الثقافية والسياحية.

و قد ألقى دلال كلمة،رحّب فيها بالحضور،ونوّه بدور الإعلاميين في نقل الصورة السياحية الأجمل و الأرقى عن البلدات كافة. وعدّد دلال أبرز مزايا راشيا ومعالمها الأثرية،و أبرز النشاطات التي قامت بها البلدة مؤخراً بالتعاون الوزير السابق وائل بو فاعور من إنشاء مستوصف صحي و دعم الزراعة من خلال تأمين مياه الري والمحافظة على مختلف الصناعات في البلدة.

بدوره،شكر ممثل وزير الإعلام،أدهم منصور دلال، على هذا اليوم الذي خصصه للإعلاميين، منوهاً بجهوده ومعدداً بعض مزايا البلدة.

ثم رافق الوفد في جولته مرشدين سياحيين ودلال و أعضاء المجلس البلدي، فتنقّلوا بين أزقة البلدة حيث شاهدوا البيوت القديمة التي تتغنى بالقبعات الملونّة من القرميد والتي يميزها البنيان العمراني القديم.

وأثناء الجولة، تبارك الوفد بزيارة كنائس البلدة القديمة (مار موسى الحبشي- مارنقولا- وكنيسة السيدة) والتي بداخلها أجمل التصاميم ومنها تفوح رائحة القداسة. و عند التجوّل في أسواق البلدة، يلفتك المحال التي تبيع العسل الطازج و دبس العنب، فآثار عشرات المعاصر الخمرية القديمة بين الكروم تشهد على إشتهار البلدة بإنتاج العسل والدبس.

وبنصائح و إرشادات من الإعلامية هناء الحاج تبضّع الوفد من كلّ ما اشتهى،فالبعض لفت إنتباهه حليّ وإكسسوارات الفضة،فهذه الحرفة تعود إلى سنوات قديمة وقد إشتهرت فيها البلدة،كذلك صناعة الصابون الملوّن والمنتجات الغنية بالزيوت الطبيعية، بالإضافة إلى الأواني والخزف. كما تتميّز البلدة بصناعة المدافىء، وأكثر ما يلفت إنتباه الإعلاميين هو أنّ أرض السوق التراثي مرصوفة بالحجارة، هذا السوق المخصص للمشاغل الحرفية و بيع المنتوجات المحلية التراثية.

و على الطريق،وعلى بعد خطوات من مدخل القلعة، لوحة من الحجر كتب عليها قلعة راشيا وعند رؤيتها وبطريقة لا إرادية يعود بك التاريخ إلى تقارير شاهدتها و كتب قرأتها عن نضال رجالات العزّة والكرامة، عن كفاح سنوات طويلة، عن قلعة الوفاء، وعن بيوت شعر قيلت في هذه القلعة التي  تشهد جدرانها على قصص وأسرار، على وشوشات أبطال رسموا تاريخ الوطن بإيمان.

و ترى في جدرانها دموع تأبى الإنهمار، وكأنّ القلعة تتألم بحزن الصغار وصمت الكبار لتقول، “لا زلتم بحاجة لي، لم تتعلّموا من الكبار…فقد أهدرتم معنى الإستقلال بتقاتلكم على مصالح وحسابات ضيّقة وعلى أنانية في التفرّد بالحكم، إستفيقوا قبل أن تصبحوا مهزلة التاريخ”. من هنا من راشيا “قلب الوطن”،كرّم رئيس البلدية عدد من الإعلاميين، لجهودهم المبذولة في نقل الصورة الأصدق عن راشيا.

حتّى قلعة راشيا تأنّ بصمت كمختلف المعالم الأثرية، خوفاً من أن تأتي حرباً ضروس تجعل من لبنان بأكمله “ذكرى” وأن تصبح معالمه تراباً،فهل من يسمع  أنين جدران القلعة وإنتحاب أغصان الأشجار المحيطة بها؟!

و في ختام الجولة، وفي مطعم الكنز أخذ الوفد إستراحة الغداء مع رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي، حيث سادت أجواء رائعة على أنغام الموسيقى.

أخيراً، لبنان يحتاج رجالات تفعل ولا تطلق الشعارات، فكما جعل رئيس بلدية البلدة بسام دلال بمجهوده و أفعاله “راشيا قلب الوطن”،نأمل بأن يحذوا رؤساء البلديات ورجال السياسة حذوه لكي يبقى لبنان “درّة الشرقين” و”جنّة مقدسة” أرز الرب حاميها، وليبقى بلد ال 10452 كلم مربع حرقة في قلوب أوطان كبيرة، عينها على آثار تاريخية وإبداعات عمالقة من لبنان كتبوا تاريخ العالم بإنجازاتهم.

 

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram