عون يقلّد الياس الرحباني وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور تقديرا” لعطاءاته

 

 

منح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤلف الموسيقي الياس الرحباني وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، وقلده إياه وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول خلال احتفال تكريمي، دعت إليه جامعة الحكمة بشخص رئيسها الخوري خليل شلفون وجمعية “لقاء العمرين” بشخص رئيسها المونسنيور كميل مبارك، وشارك فيه، إلى رفول ممثلا رئيس الجمهورية، النائب غسان مخيبر ممثلا رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وراعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ووزراء ونواب حاليون وسابقون ونقباء المهن الحرة وممثلو قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وشخصيات سياسية وحزبية وفكرية وثقافية وأكاديمية وفنية.

بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني ونشيد جامعة الحكمة، فكلمة ترحيب لرئيس الجامعة قال فيها: “حق لمن صنع للناس افراحهم والاعياد ان يعيد اليه الناس، ولو لمرة، فرحا هو منه وله، فيصنعون له العيد، اقرارا بفضل، وتقديرا لموهبة، وشكرا على عطاءات. وحق لمن ملأ الوطن انغاما واناشيد واعمالا فنية رفيعة ان يبادله الوطن فيبادر رئيسه، فخامة العماد، ويمنحه وساما يزهو على صدر الفنان ويعكس خلقية الرئيس”

ثم ألقى الشاعر هنري زغيب كلمة قال فيها: “هذا رجل ولد تحت برج الخطر. من يجرؤ من، أن يكون شقيق عاصي ومنصور ولا يوسم بهويتهما؟ أما هو فجرؤ وأخذ من ذلك النهر العظيم، لكن له وصمة لا تهدىء النهر. مذ عرفته قبل عقود، وهو ينحت في الميلوديا من جيد إلى أجود، حتى أثبت بما لا يقبل الجدل بأن الأغنية لها ركن أول هو الميلوديا”.

بدوره، قال مبارك: “قلبك أبيض تلج وعاج، كلن عرفوك وحبوك، شوف الناس فواج فواج، جاي تتقلك مبروك. فأنا سأصف هذه الخصوصية للذي أعطانا أعذب الأنغام والذي جعلنا نرى من خلال هذا النغم وهج النور ونشم أطيب العطور. هل هناك من يحاكي أذنك من أنفك وعينيك؟ الياس الرحباني هكذا فعل. أنت الفنان الوحيد الذي باستطاعته أن يحرر الذي حبسته الطبيعة عن أن يراه الإنسان وحده. الياس الرحباني أمسكنا لنرى ماذا خبأته لنا الطبيعة. سنقدم لك درعا، كتب عليها: بين العبقرية والجنون مسافة اسمها الإبداع. الياس الرحباني يعيش في الإبداع”.

وقال الفنان غسان الرحباني: “أنت الذي يحركني، وأنت أصلا الذي يحرك لي يدي. أنت فكر فيدي تتحرك. أنت أنظر، فكري يتحرك. ما أنت وميض الفكرة واليد. اتحادك الكلي مع الخالق جعل منك خالقا كليا. تشعر به، تجلس إلى جانبه، يكلمك تكلمه، وتراه، إنه هنا، أنت تراه، وأنت الياس الرحباني، علمتنا أن نرى الخالق، وألا نشعر به فقط. غريبة هي الحياة، التي تجعل من عملاق بهذا الحجم، صديقا أصيلا ومتواضعا، قبل أن يكون أبا حنونا”.

أضاف: “ولدت أبيض الفكر والروح. كبرت وكلما زادت مصاعب الحياة زدت بياضا، محبة وشفافية. إني أغبطك، إني لأغبطك على بقائك محبا أبيض على الرغم من كل شيء. يا ليتني أملك بعضا من هذه الثروة المتأصلة فيك. ليتني ولدت قبلك، لكنت ساعدتك في بناء مستقبلك منذ صغرك. العالم من حولك يهبط وأنت تعلو. أنت يا الياس تعلو وتعلو، كأنك أصبحت الساهر الوحيد على مجموعة بشر ينامون على فراش في غرفة العناية الفائقة. هم كثر، هم الأكثرية، ولكنهم في حالة العناية الفائقة. أنت الوحيد الساهر عليها، أنت الوحيد الذي يعرف من هم بحاجة إليه، حتى قبل أن يفكروا. هم كثر فعلا ولكن مع من نتكلم؟ أنتكلم مع الأكثرية الغائبة، أو مع الساهر عليها؟ فأنت المتحد مع الخالق، أنت تعرف ما نحن بحاجة إليه”.

وتابع: “نصحت الكثيرين، أضأت درب الكثيرين ولكن إبق يا الياس في عالمك الجميل، فإذا أردفنا أو لا طيفك ينزل علينا ويغطينا من دون ان نطلب ونعلف، فأنت العطاء بلا حدود. إبق يا الياس في مملكتك، وادعنا كي نسكن عندك، لأنه كلما كبرت مملكتك ارتاحت الناس على الأرض. لذلك، سأقول لك إن مملكتك ليست من هذا العالم، أيها المارد المتربع على عرش العطاء، أحييك”.

أما المحتفى به فشكر رئيس الجمهورية على الوسام الذي منحه إياه وعلى من يمثله في الإحتفال الوزير بيار رفول وجامعة الحكمة ورئيسها وجمعية “لقاء العمرين” ورئيسها والمشاركين في حفل تكريمه، وقال: “الدخول إلى عالم الله ليس بعيدا أو صعبا. لقد دخلت عالم الله حاملا معي محبة وغفرانا. رأيت الناس في غربة وبعد، هائمين ضائعين ولا أمل في نور الله. لكن الحقيقة، ليست في الأبعاد الكونية، إنها في أنفس الناس الضائعين. إن الله في كل ما نصنع وما نفكر ولا ضرورة في البحث عن اللاموجود”.

أضاف: “إفتحوا أبواب الجنة الموجودة في خلايا العقل، وكلما ابتسمتم للآخرين، تقتربون من الحقيقة والمحبة. ففي كل حبة قبح، فرح ينير خبايا العقل الموجودة في العمق النوراني. وكما أن الموسيقى هي نفحة من جنة الله، أرج من حدائق القمر، هي نبض عودة النفس إلى خالقها، هي الحنين، هي الأعمار كلها، هي دين الكون الواحد”.

وبعد وصلة غنائية للفنانة باسكال صقر والتينور جوني عواد، وقبيل تعليقه وسام الأرز من رتبة كوموندور على صدر المكرم باسم رئيس الجمهورية، ألقى رفول كلمة قال فيها: “هو تكريم للبنان الفكر والفن والإبداع عبر قامة أثمرت إلى العالم ووزعت الألحان والشعر والأغاني. الياس الرحباني شقيق العملاقين عاصي ومنصور، أبدع في زمن الكبار ولحن فنا جميلا، ما زالت أصداؤه تتردد من حناجر خالدة، عششت في صباحاتنا وتراثنا وذكرياتنا وأوقاتنا الحلوة”.

أضاف: “كم يحلو هذا اللقاء، ونحن نجتمع لنضع وردة محبة وشكر على صدر الفنان الياس الرحباني، أهلا ومحبين ومسؤولين ولنقول له: لو كان لك فضل واحد في حياتنا، يكفيك أنك ساعدتنا على الحلم والفرح والحب”.

وتابع: “أيها الملحن الكبير والغزير والجميل. أيها الشاعر الراقص على خدود الكلمة. أيها الملتزم عشق الأرض والوطن والحرية، يسرني في هذه المناسبة، أن أمثل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حفل تكريمك وأن أقلدك وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور الذي منحك إياه لك، تكريما لبصماتك المشرقة فوق وجه الفن الراقي في لبنان ولصفحة عطاءاتك الغزيرة بالإبداع”.

وختم: “الأستاذ الياس الرحباني، أعطاك الوطن وأعطيته. فهنيئا للبنان بك ودمت بصحة جيدة عنوان زمن نرجوه لأبنائنا متجذرا في حضارة لا تنضب”.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram