أثارت قبلة طبعها مقدم برامج عنوةً على صدر فتاةٍ استضافها في برنامجه، موجةً من الغضب في فرنسا، بعدما تلقى المجلس الأعلى للسمعيات والبصريات هناك عدداً كبيراً من الشكاوى والرسائل تحمل طابع الغضب والاشمئزاز اعتبروا فيها القبلة “اعتداءً جنسياً”.
وكان مقدم البرامج جون ميشيل يقدّم برنامجاً ترفيهياً مباشراً على قناة C8، ناقش فيه حادث التحرش الذي تعرضت لها نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، عندما حاول معجب تقبيل مؤخرتها، واستضاف فيها فتاة تدعى ثريا ريفي، تعرف عن نفسها بأنها راقصة شرقية أبدت سخريتها من الحادثة، فطلب منها الصحفي قبلة صغيرة، لكنها رفضت، فما كان منه إلا أن قبّلها على صدرها رغم رفضها، ولم يبدُ أن الشابة غضبت من تصرفه، فقد قبلت عودته لتقبيلها على وجنتيها.
الحادثة وقعت في 15 تشرين الأول 2016، لكنها ما زالت حديث المجتمع الفرنسي الذي وصفه موقع Sur7 بـ “بالمصدوم” ولا يزال الناس يتفاعلون معه على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة.
ونشرت وزيرة الأسرة والطّفولة وحقوق المرأة في الحكومة الفرنسية تغريدة على صفحتها في تويتر قائلة معترضة على الواقعة “حتى في البرامج الترفيهية، عندما تَرفض المرأة، يجب أن يُحتَرم قرارُها”.
من هيّ ثريا ريفي؟
الحادثة سلطت الضوء أيضاً على شخصية ثريا ريفي التي تُعرف نفسها كـ “راقصة شرقيّة من أب عراقي وأم جزائرية”، وهي البنت الأصغر والسادسة للعائلة التي تنحدر من مدينة مرسيليا، وتحمل ثريا شهادة الباكالوريوس في السكرتيريا بتقدير جيّد، لكنّها تقول إنها تنجذب أكثر إلى الرّقص الذي فازت بإحدى مسابقاته في العام 2013، الأمر الذي فتح أمامها أبواب النجومية.
اعتذار ودموع
من جهته قدّم ميشل مير اعتذاره إلى ثريّا وإلى المشاهدين خلال حلقة خاصّة من البرنامج، وقال الصحفي الذي بدا متأثراً جداً “إنني أحترم النساء بقدر ما أستطيع، لكنني أتجاوز حدودي في بعض الأحيان، وإذا كانت الحركة التي قُمت بها قد أُسيء فهمُها فإنّني أعتذر عنها مجدّداً.
وأضاف “أتفهّم تماماً أن البعض قد يُصاب بالصّدمة مما قمتُ به، ولكنّ عبارة “تحرّش” صادمة بالنسبة لي” حسب تعبيره.
“توقفوا عن إهانته”
بعد هذا الاعتذار، نشرت ريفي عبر صفتحها على انستغرام صورة سيلفي إلى جانب الصحافي جان ميشل قائلةً، “توقفوا عن إهانته، إنه رجل محترم ولا يستحق العقاب، رغم نزواته الذكورية”.
من جهته قال منتج مُقدّم البرنامج سيل هانونا معلقاً على الحادثة، “أعتقد أن هذه الحركة مؤسفة، وما كان ينبغي أن تَحصُل”. ووجه كلامه لـ ميشيل قائلاً “إنّني أحبك جداً، لكن هذا غير مقبول”.
ورغم مئات البلاغات التي تم تقديمها إلى المجلس الأعلى للسمعيات البصرية حول هذه الحادثة، لا يتوقّع المتابعون أن يتخذ المجلس أي إجراءات عقابية تجاه البرنامج.