خاص – أرواحكم… شرف لبنان
بيروت – جويل مارون
إلتحق سمير إبن الواحد والعشرين ربيعاً بصفوف الجيش اللبناني حباً لوطنه. قبل مغادرته المنزل قال للغالية: ”دعيلي يا إمي أنا رايح ومبسوط ترضي عليي لرحمة ربي”، ومتجهاً نحو الباب حمل عينيها معه ونزف قلبها دموعاً حزينة، دموع الأم المرتدية ثوباً أسود في أيامها الباقية فبسطت يدها وقالت بحرقة تناجي الخالق “الله يرضى عليك يا ضناي”.
إقتضى عمل سمير أن يكون مناوباً على حاجز للجيش اللبناني في البقاع، في ليلة أثناء قيامه بواجبه الوطني يروي زميله محمد المصاب بيده و رجله اليمنى ما حدث فقال عند التاسعة مساء كنا واقفين على الحاجز مرت سيارة بيضاء قديمة كغيرها من السيارات التي تدخل أرضنا قال سمير للسائق”تفضل على اليمين” وجاء رد هذا الأخير”ما رح وقف ولحقني يا شاطر”,هرع عناصر الجيش خلف هذه السيارة التي إنفجرت فيهم آخذتا معها جنديين ومعاون أول من بينهم سمير.
شباب تدقّ لهم النوبات، تركوا خلفهم أم وأب وأصدقاء كثر ليتبعوا قدرهم المكوّن من حب لبنان.
حزن المسؤلون في بلدنا ليوم واحد فقط لا غير، لكن نزف الوطن على شبابه وحامييه من غدر يحاول إستملاكه.
عيد الجيش اللبناني يتجلى بأرواح عسكره فتيمنا بهم دعونا نعيش الوحدة والأمان على أرضنا،
إكراماً لدمهم دعونا نكرم أرض القداسة والصلاة والعباقرة والشهادة.
تحمل المؤسسة العسكرية صليب الجلجلة محاولة الوصول إلى صلاة الجمعة.
يد الغدر تمتد وبشراسة على الجيش لكن نسي صانعوها أن عنوان الأرض هو ”شرف، تضحية ووفاء”