إعتقادات جنسية… ما مدى صحّتها؟

تنتقل إلينا الاعتقادات الاجتماعية والثقافية من جيل الى جيل، ونتوارثها ونصدّقها ونعمل بها بغضّ النظر عن مدى صحّتها، ومنها تلك المتعلّقة بالعلاقات الجنسية. ولكنّ ثمّة اعتقادات شائعة تكون خاطئة وتنقل لنا معلومات غير دقيقة. فما هي؟

couple

كثيرةٌ هي الاعتقادات المتوارَثة التي تنتقل إلينا عبر الأجيال، لكن قليلة منها فقط صحيحة. وهذا ما دفع صحيفة «دايلي ميل» البريطانية الى البحث في الموضوع من الناحية العلمية لتتأكّد من صحّة المعلومات:

ممارسة الجنس لخسارة الوزن

يُقال إنّ ممارسة الجنس تساعد في خسارة الوزن وحرق السعرات الحرارية بسرعة ملحوظة، لكنّ «دايلي ميل» أكّدت أنّ «الجنس نشاط جسدي سهل، ولا يستمرّ طويلاً، وبالتالي لا يؤدي الى خسارة الوزن». كذلك، فإنّ العلاقة الجنسية الواحدة تحرق ما يقارب الـ25 الى 125 وحدة حرارية، وبالتالي فإنها لا تساعد على تغيير شكل الجسم مثلما هو شائع.

تأثيرهُ في الرياضيّين

إلى ذلك، يمتنع رياضيون كثيرون عن ممارسة الجنس قبل مبارياتهم التنافسية، إذ يُقال إنَّ العلاقة الجنسية تؤثّر في قوّتهم وتُفقدهم تركيزهم وتُقلّل من مُعدّل التيستوستيرون المطلوب لخوض التنافس الشرس.

إلّا أنّ هذا الاعتقاد الشائع والمتوارث خاطئ، إذ بيّنت الدراسات أنّ الرجال الذين يمارسون الجنس قبل مبارياتهم بليلة واحدة يملكون نسبة أعلى من هورمون التيستوستيرون نسبةً الى أولئك الذين لم يُمارسوه. وأكّد العلم أنّ الجنس لا يؤثّر سلباً في القوّة الجسديّة أو ليونة الجسم ومرونته، إلّا أنّه قد يؤثّر في نسبة تركيز الرجل.

…وفي مرضى القلب

هل يؤدي الجنس الى الموت؟ كان شائعاً أنّ الجنس غير مفيد لمرضى القلب ويؤدّي حتماً الى موتهم. لكنّ دراسة أجرتها Framingham Heart أكّدت أنّه «إذا لم يَكُن الانسان يُعاني مرض السكري وإذا كان لا يدخّن، فإنّ نسبة تعرّضه للموت تنيجة مُمارسته العلاقة الجنسيّة تبقى ضئيلة جدّاً وبالكاد تصل إلى نسبة 1 في المليون». غير أنَّ الدراسة دعت الأشخاص الذين عانوا سابقاً نوبةً قلبية، الى الحذر في معاودة نشاطهم المُجهد، على أنّ ذلكَ لا يعني بالضرورة التوقّف عن ممارسة الجنس، خصوصاً أنّه لا يُعتبر عملاً شاقّاً.

تفكير الرجال بالجنس

ومن الاعتقادات الشائعة أنّ الرجال يفكّرون في الجنس كلّ 7 ثوانٍ، أي ما يعادل الـ6000 مرّة يومياً، وهذا ما يُعتبَر هوَساً، إذ إنَّ تفكيرهم يتمحوَر حول الجنس والعلاقة الجنسية فقط. وعلى رغم أنّ معظم الدراسات العلمية أقرَّت بأنّ الرجال يفكّرون بالجنس أكثر من النساء، لكنَّ «دايلي ميل» رفضت حقيقة إقتصار تفكير الرجال على الجنس فقط، مُعتبرةً أنّ لديهم ما يشغلهم في حياتهم اليومية والعملية أكثر من الجنس والعلاقات الجنسيّة.

ذروة الرغبة

يُقال إنّ الرجل والمرأة يبلغان ذروة رغبتهما الجنسية في سنّ واحد، لكنّ الصحيفة البريطانيّة نفت ذلك الاعتقاد علمياً، موضحةً أنّ «مستوى هورمون التيستوستيرون الذكوري يبلغ ذروته لدى الرجل مع بلوغه سنّ الـ18، فيما يصل هورمون الأوستروجين النسائي الى ذروته مع بلوغ المرأة سنّ الـ28».

وربطت الصحيفة مستويات الهورمونات الجنسية بمعدل الرغبة، مشددةً على أنّه «كلّما ارتفع مستوى الهورمون الجنسي في الجسم، زادت الرغبة الجنسية والعكس صحيح، وبالتالي لا يصل الرجل والمرأة الى ذروة رغبتهما في سنّ واحد».

تناول المحار

في غضون ذلك، يسود اعتقاد بأنَّ تناول المحار يزيد الرغبة الجنسية، وبالتالي فإنّه يُعتبر البديل الطبيعي من المنشطات الجنسية. وقد انتقلت إلينا هذه المعلومة من زمن آلهة الحبّ «أفروديت» ووصلت الى «كازانوفا» الذي كان يتناول 50 حبّة كلّ صباح.

لكنّ «دايلي ميل» نفت هذا الاعتقاد مشيرةً الى أنّ أيّ دراسة لم تُثبت فعالية المحار في زيادة القدرة الجنسية، غير أنّها تحدّثت في المقابل عن مكوّنات المحار وفوائدها ومنها: المياه، والكربوهيدرات وبعض المعادن وأبرزها الزنك، والتي تحافظ على صحة السائل المنوي فقط، وليس أكثر من ذلك.

حجم العضو وقياس القدمين

يعتقد البعض أنه يمكن التكهّن بحجم العضو الذكري من خلال إلقاء نظرة على أنف الرجل أو يديه أو قدميه. وقد وجدت الصحيفة أنّ ذلك الاعتقاد قد يكون فرضية محتملة، لأنّ لمورثة أو جين «هوكس» دور مهمّ في نموّ أصابع القدمين واليدين وكذلك العضو الذكري والمهبل. ولكنها رفضت تأكيد العلاقة الحتمية بين أقدام الرجال الكبيرة وحجم العضو الذكري، خصوصاً أنَّ أيّ دراسة لم تُثبِت ذلك علميّاً حتّى الآن.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram