«خطيّة» شذى حسّون: فيديو كليب أم فيلم رعب؟!
وبشكل أنيق وجمال ساحر، نرى نجمة الأغنية بإطلالات طغى عليها اللون الأبيض وحملت توقيع المصممة رنا صعب وهي تؤدّي مشاهدها التي تطلّبت جرعةً تمثيليةً عالية لتجسيد الشخصية وإيصال القصّة.
وقد جاء العمل المصوّر الذي تعود به شذى إلى ساحة الأغنيات المصوّرة بعد غياب، بقالب جذّاب ومشوّق وفيه كثير من حبس الأنفاس التي ساهم أداء الممثل الكويتي المعروف والطفلة الموهوبة بمضاعفتها.
الى ذلك، برز البذخ الإنتاجي على الشريط المصوّر الذي تعاون على إنجازه فريق عمل تنوّع بين أجانب ولبنانيين وعرب. فالتصوير تمّ على مدى 4 أيّام في دبي والمراحل الأولى من المونتاج بدأت في أميركا واستُكملت في بيروت، حيث أشرف عليها اللبناني جورج كولجا. والأغنية نفسها هي من كلمات عبد الله الملحم وألحان المحب وتوزيع زيد نديم وإنتاج روتانا.
وعلى رغم جمالية الصورة والتقنيات العالية التي وُظِّفت للخروج بنتيجة تضاهي الإنتاجات الأجنبية، إلّا أنه يؤخَذ على العمل مبالغته في زيادة جرعات التشويق، وسعيه إلى تكريس الغموض على حساب وضوح معالم الـ story board، لتبدو القصّة في نهاية المطاف مبهمة وغير مفهومة بالنسبة إلى كثيرين. ومع أنّ هذا العامل حفّز المعلّقين على رابط الشريط على «يوتيوب» ليقوموا بتحليلاتهم فيقدّم كلّ منهم نسخته الخاصة من القصّة على ما فهمها، إلّا أنه دفع في المقابل بكثيرين ليشتكوا من الغموض المبالغ فيه.
قصّة الفيديو كليب تبدأ على صوت تحطّم زجاج إطار صورةٍ وشذى تصحو من نومها، لنرى بعدها رجلاً يُفترض أنه زوجها يدوس على الزجاج المحطّم على الأرض، بعد شجار وقع بينهما وأفضى عن جرحه يده، ليخرج بعدها مستاءً ويقود سيّارته بسرعة.
بعدها تتنقل عدسة الكاميرا، لتنقل معالم وجه فتاة صغيرة يغمره الحزن وتنشغل برسم عائلة سعيدة، في إشارة إلى رغبتها الدفينة بعيش هذه السعادة فعلياً مع عائلتها.
ولكن اللون الأبيض الذي طغى على صورة «خطيّة» يتحوّل فجأةً إلى لون الموت والحداد فنرى الشخصيّات الثلاث غارقين في الثياب السوداء، ما يلمح إلى أنّ أبطال القصّة هم على الأرجح أموات، يستذكرون ماضيهم، بعيون شذى حسّون.
هذه النهاية هي واحدة من النهايات الكثيرة التي تحتملها قصّة العمل التي بقيت مفتوحةً على كل الاحتمالات، ما جعل عدداً كبيراً ممن شاهدوا الفيديو كليب يشتكون من صعوبة فهمه، فيما كان التعليق الطاغي على ردود الفعل يتلخّص بسؤال المعلّقين على رابط العمل المصوّر على مواقع التوصل الاجتماعي: «هل هو فيديو كليب أم فيلم رعب؟». وقد ذهب البعض إلى حد تشبيهه بفيلم «The Others» من بطولة نيكول كيدمان، لناحية القصّة.
في المقابل، طغى الثناء على جمال شذى وتألّقها في الشريط المصوّر على معظم التعليقات التي انقسمت بين مستاء من غموض العمل ومن المبالغة في تصوير راعيه الرسمي وهو سيّارة «ألفا روميو»، وبين سعيد من الاختلاف والتميّز الذي حمله.
ولا شك في أنّ شذى قدّمت عملاً فريداً من نوعه وبعيداً من القصص المتكرّرة و»المعلوكة» في الفيديو كليبات وببذخ إنتاجي وُظّف جيّداً لصالح صورة أنيقة ومستوى إخراجي عالي، فحققت عودةً لا يُستهان بها إلى ساحة الأغنيات المصوّرة.