خاص – هيثم بيضاوي يعكس الواقع المؤلم في ديباجة لكي تحلّق الإنسانية ويعلو صوت الحقّ لمصلحة كلّ لبناني

بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن

إجتاحت العاصفة الإلكترونية مجتمعاتنا وأصبحت الشبكة العنكبوتية العالمية منصة واحدة تتوحّد فيه بلدان العالم كافة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية، التي أصبحت فيها الصفحات والحسابات شبه هوية تمثّل الأشخاص أو المجتمعات أو المؤسسات العامة والخاصة.

وأصبح لبنان جزء من هذه المنصة وإنخرط في اللعبة الإلكترونية، فتحوّلت الصحافة من ورقية إلى إلكترونية وحتّى الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة حجزت إنضمت إلى تلك المنصة العالمية الموحّدة لثقافات وتراث مختلف البلدان العالمية ولغاتها وحضاراتها…

إجتياح هذه العاصفة كان له سيئات كثيرة لاشكّ قابلتها إيجابيات عدة لدى كلّ من إستخدم صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بطريقة صحيحة وحوّلها إلى صفحات ذات أهداف سامية، ومن هذه الصفحات على موقع التواصل الإجتماعي العالمي، صفحة “ديباجة” التي إنطلقت من لبنان والتي أسسها السيّد هيثم بيضاوي بهدف عرض المشاكل الإجتماعية وإنتقاد الأخطاء السياسية وتسليط الضوء على معاناة شعب “بلاد الأرز” الذي يناضل لكي تنتصر ثقافة الحياة على ثقافة الموت ولا يطمح سوى الحصول على أقلّ حقوقه في وطن تجتاحه تسيطر عليه “أسماك القرش” وفيه “كلّ ديك على مذبلته صيّاح”.

من وجع الناس ومعاناتهم ومن إصرار على العيش على أرض الوطن وكصرخة باسم الشعب لتستيقظ الضمائر الغارقة في ثبات عميق، أسّس السيد هيثم بيضاوي صفحة “ديباجة”.

وبحسب تصاريح إعلامية سابقة لبيضاوي إبن طريق الجديدة، فهو يؤكد أنّ المغترب اللبناني هو الداعم الأوّل لهذه الصفحة وبإنّ غالباً ما يكون ذهن المغترب أصفى وأنظف من إبن البلد، فمن ذاق طعم المرّ ليس كمن يطمح لتذوّقه.

ولاشكّ أنّ بيضاوي محقّاً، لأنّ المغترب اللبناني يعيش خارج الوطن ويصبح مدركاً لقيمة كلّ حبّة من ترابه في الوقت الذي يتوه فيه إبن البلد في مشاكل طائفية وسياسية وإقتصادية وإجتماعية تؤجج في قلبه نيران الحقد و كلّ أنواع معاناته تتحوّل إلى عقد نفسية تجعله أعمى القلب والنظر، وتجرّده من كلّ حسّ  إنساني.

وبالطبع نحن لا نعمّم ، فلا يزال هناك أشخاص كهيثم بيضاوي يبحثون عن منابر يرفعون من خلالها صوتهم ويطلقون الصرخات كلّ على طريقته، علّهم يتلقوا إستجابة فعليّة ويحققون تغييراً جذرياً في نفوس البعض بطريقة صحيحة وفعلية، تؤثر على هؤلاء من الداخل وليس من الخارج فقط أيّ لا تتحوّل تلك التغييرات إلى مظاهر مزيفة بل تكون قناعة مرسخة في العقول والضمائر.

صفحة ديباجة، إختارت أن توصل رسائلها من خلال فيديوهات قصيرة تنقل الواقع الحقيقي بما فيه من مشكلات وسيئات بهدف أن تحدث تغييراً حقيقياً في نفس كلّ لبناني وتقدّم للمسؤولين صورة واضحة وصريحة علّهم يتّقون ويعملون لما فيه خير ومصلحة البلد والمواطنين جميعاً بعيداً عن أيّة حسابات خاصة  ومصالح شخصيّة.

ويعمد بيضاوي إلى الوصول إلى الناس بأسلوب خفيف الظلّ ومرن، فيصوّر المشكلة في قالب ساخر مضحك ويغلّفه بورق هدايا العيد على شكل مشاهد تمثيليّة مصوّرة (إسكتش)، علماً أنّ الرسائل التي تحتوي هذه الفيديوهات تكون في الغالب صريحة وواضحة أو مبطنة، ولكن في كلّ الحالات تصل إلى الجمهور، إذ تتخطّى نسبة مشاهدة الفيديو الواحد الملايين.

وبعد النجاح اللافت لفيديوهات “ديباجة”، أطلق بيضاوي  مؤخراً فيديوهات “هيدي …ديباجة” وهي  نوع آخر من الفيديوهات تأني على شكل مقابلات يجريها مع فنانين أو شخصيات بارزة  وتحمل الروحية نفسها وهدفه نشر رسائل الصفحة، وآخرها كان مقابلة مع أحد الفنانين الشباب وائل قباني

و كلّ فيديو يحدث التأثير المطلوب، وإن فشل في إحداث التغيير الجذري فهو يترك المشاهد في حيرة من أمره، أسير تساؤلاته وأحكامه المسبقة وقد يضعه أمام مواجهة مع ذاته!!! ومن الواضح أنّ بيضاوي يتحمّل نفقات إعداد هذه الفيديوهات بالكامل ولا يزال يبحث عن الدعم الذي قد يمكنه  تخصيص الأموال بهدف تقديم المساعدات الإجتماعية لمن يحتاجها.

رسائل إجتماعية كثيرة قُدِّمَت بأساليب مختلفة سواء على صفحات مواقع التواصل أو بواسطة برامج تلفزيونية وإذاعية، لكن “ديباجة” صفحة تخطّت بأهدافها السامية وصوتها ذات البعد الإنساني المحض كلّ حدود الوطن، فهي رسالة عابرة للمناطق وللأديان والطوائف، تحلّق بأجنحة الإنسانية لكي يعلو صوت الحقّ لأجل كلّ لبناني، بعيداً عن دهاليز السياسة والطائفية والمناطقية وشعارات الحزب الواحد.

هيثم بيضاوي، تُرفع لك القبعة، فلبنان يحتاج لأمثالك لكي تحلّق الإنسانية ويعلو صوت الحقّ في وطن أغرقته التماسيح وأسماك القرش بدماء ملوّثة.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram