خاص – سليمان بك نجيب… أرستقراطي مات على المسرح وهؤلاء ورثوه

 

بيروت – إبتسام غنيم

“باشا السينما المصرية”، لقب أطلق على الفنان سليمان نجيب الذي كان يُكتب اسمه على تترات الافلام أفيش المسرحيات بـ”سليمان بك نجيب”، فهو ولد لأسرة مرموقة تضم عدة شخصيات بارزة.

والده هو الأديب الكبير مصطفى نجيب، وخاله أحمد زيوار باشا رئيس وزراء مصر عام 1925. وعندما أعلن عن رغبته بالعمل في الفن، إعتبرته أسرته في عداد الأموات، لدرجة أنّهم أقاموا سرداق عزاء له أمام منزلهم، لأن التمثيل بالنسبة لهم إساءة للعائلة ككل. وبعد فترة أصيبت والدته بداء الصدر، بسبب شعورها بالنكبة كون إبنها سيعمل بالفن، إستدعته وطلبت منه العدول عن قراره.

وحاول أن يدافع عن حبّه للتمثيل، لكن ضغوط العائلة كانت أقوى منه حينها، فرضخ وسافر للعمل كقنصل لمصر في إسطنبول، لكنه لم يلبث فترة طويلة هناك حتى عاد الى مصر. وللمرة الثانية تكاتف أفراد العائلة ضده ليعمل بعدها سكرتيراً لسبعة وزراء كان آخرهم علي باشا ماهر… ثم إحترف بعدها التمثيل رسمياً عام 1932 من خلال فيلم “الوردة البيضاء” للموسيقار محمد عبد الوهاب.

كانت ثقافة سليمان نجيب واسعة ويتقن عدة لغات، فالتحق بالعمل بدار الأوبرا الملكيّة، وأصبح وكيلاً لها عام 1938 ومن ثم صار رئيساً لها، وبالرغم من أنّه كان دارساً للحقوق، لكنه إنضمّ لجمعية أنصار التمثيل التي ترأسها وقدم العديد من المواهب منها أمينة شكيب وزوز شكيب والسيد بدير.

كان حلمه أن يرى إسمه على إحدى إعلانات مسارح عماد الدين، وكان أول من حصل على البكاوية من الفنانين. عاش محباً للحياة كارهاً للتشاؤم، وكان له الفضل في إستمرار فرقة نجيب الريحاني بعد وفاته كي لا يغلق باب رزق العاملين فيها. كما توسّط لدى الملك فاروق للعفو عن الشاعر بيرم التونسي عندما حكم عليه بالنفي، بسبب قصيدة “الفرع الملكي والبامية السلطاني” التي أغضبت صاحب الجلالة.

من أهم أعماله “نادية”،”أحلام الربيع”، “الانسة حنفي”، “المحتال”، “يا حلاوة الحب”، “علشان عيونك”، “عايزة أتجوز”، “ظلمت روحي”، “الانسة ماما”، “الزوجة السابعة”، “غزل البنات”، “لهاليبو”، “لعبة الست”، “ليلى بنت الفقراء”، “القلب له واحد”، “قبلة من لبنان” وغيرها من الاعمال.

على المستوى الشخصي أضرب الممثل الراحل سليمان نجيب عن الزواج، وذلك عن سابق تصميم وليس صدفة، لاعتقاد منه أن شريكة حياته قد تسبب له مشاكل هو في غنى عنها. إذ كان يعتقد أن كلّ النساء مخالفات ومناكفات،  كما كان متخوّفاً أن ينجب أطفالاً يعيشون في جوّ من الفقر، في حال واجهتهم أي ظروف تؤثر على مستواهم المادي رغم رفاهيته.

الغريب أنّ سليمان نجيب كان يتنبأ أنه سوف لا يتخطى الستين من عمره، وقد صدق بما تنبأ إذ رحل في 18 يناير(كانون الثاني) عام 1955 عن عمر يناهز 62 عاماً، وهو على خشبة المسرح يمثل رواية “المشكلة الكبرى”، التي قام بترجمتها وتمصيرها.

وكانت وصيته أن تكون السيّارة لسائقه الخاص، وأن يحصل خادمه المخلص الذي عمل عنده أكثر من 25 سنة على الشّقة، وأن يأخذ الطباخ كل مستلزمات وأدوات المطبخ، بينما ذهبت ثروته لدار الأوبرا المصرية بناء على وصيته.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram