أعمال الملتقى الثالث للرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال
انعقدت في الجامعة الأردنية أعمال الملتقى الثالث للرابطة العربية للبحث العلمي ووعلوم الاتصال الذي نظمته الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال بالشراكة مع الجامعة ومعهد الإعلام الأردني بهدف إتاحة الفرصة لأعضاء الرابطة والباحثين العرب لمناقشة مجموعة من المحاور المتعلقة بهذا المجال.
وقال رئيس الجامعة الدكتور عزمي محافظة في كلمة ألقاها خلال رعايته فعاليات الملتقى “إن الاتصال الذي نعايشه اليوم قد بلغ من التطور أشواطا بعيدة، وقد تعددت وسائله وتنوعت اختصاصاته ووظائفه ولا يوجد مرفق إداري حيوي أو مؤسسة اجتماعية أو خدمية بمقدورها أن تؤدي وظائفها ومهامها تجاه الجمهور دون اللجوء إلى استخدام وسائل الاتصال على اختلاف أشكالها ومستوياتها التي تتكفل بنقل المعلومات والأفكار والقيام بعملية التلقي والتفاعل بين الطرفين”.
وأضاف أن الجامعة تسعى للوصول إلى المهنية التي تمتثل للقيم والعادات والتقاليد الإسلامية والعربية والأردنية الأصيلة، حيث لا خروج على المتعارف الأردني ولا تزوير للحقائق ولا مواربة في الحق ولا نكوص عن الحرية والديمقراطية في الطرح ولا مجال إلا لصوت العقل الذي يؤذن بالناس بالحرية والنهوض والعدالة.
بدورها تحدثت رئيسة الرابطة الدكتورة مي العبدالله عن فكرة تأسيس الرابطة في بيروت في ظل الحاجة إلى مؤسسة مستقلة تشجع البحث العلمي الفريقي على مستوى المنطقة العربية وتوسع فرص الانتاج والبحث والكتابة والنشر أمام الأساتذة والباحثين في علوم الإعلام والاتصال، مشيرة إلى إيمان أعضاء الرابطة بالمشاركة الفكرية والثقافية كطريق وحيد للخلاص مع تطور تقنيات الاتصال، فضلا عن إيمانهم بأن البحث العلمي والفكر الاستراتيجي أساسا لكل تطور وأملا وحيدا للخروج من حالة الضياع ومواجهة الفساد والتطرف.
عميد معهد الإعلام الدكتور باسم الطويسي أكد أن موضوع الملتقى المتمثل بمناقشة الخبرة العربية في مجال تعليم الصحافة والإعلام في الجامعات والمعاهد على قدر كبير من الأهمية وجاء في الوقت المناسب وفي ظروف دقيقة تحتاج إلى إطلالة على المشهد الإعلامي العربي الراهن ودوره في الحياة العامة، الأمر الذي يقودنا إلى حكم سليم على متى أصاب الإعلام وأجاد ومتى أخطأ وضلل الناس والمجتمعات، ويقودنا كذلك إلى معرفة موقف الأكاديميين العرب من موجة خطاب الكراهية والتحريض الذي بات ينخر في العمق الاجتماعي والثقافي العربي عبر وسائل الإعلام.
وأوضح منسق الملتقى الدكتور ابراهيم الخصاونة أن الملتقى يمثل اسهامة علمية في ميدان الإعلام ويقدم خدمة جليلة لطلبة العلم ويعمل على خدمة متخصصي الإعلام في الجانبين التعليمي والعملي بما يعزز من معارفهم العلمية ويصقل من قدراتهم العملية بالتعرف إلى شؤون العمل وشجونه لرفد أجهزة الإعلام بنخبة متميزة وقادرة على الاضطلاع بالعمل الإعلامي في عالم أصبحت تسوده لغة الإعلام بوصفها الأكثر شيوعا وانتشارا.
والملتقى الذي حمل عنوان “التجربة الأكاديمية في علوم الإعلام والاتصال في الوطن العربي” يناقش ضمن جلساته على مدار ثلاثة أيام جملة من الموضوعات المتعلقة بمناهج التدريس في علوم الإعلام والاتصال، والربط بين التكوين الأكاديمي وسوق العمل في علوم الإعلام والاتصال، إضافة إلى البحث في أساليب التدريس والتدريب في التجربة الأكاديمية العربية، وإشكالية اللغة في التجربة الأكاديمية، والتجربة العربية في بناء الشركات الأكاديمية في علوم الإعلام.
وجاء اختيار عنوان الملتقى في هذا المجال تحقيقا لرؤية الرابطة في أن نجاح التجربة الأكاديمية في علوم الإعلام والاتصال يتوقف على مدى الوعي بخصوصية التكوين والتقسيم الشامل لمخرجات التكوين في العشرية الأخيرة، وبإشكاليات التكوين والتدريب والتعليم في علوم الإعلام والاتصال في الوطن العربي، إلى جانب تحديد التحديات التي تواجه التعليم العالي والبحث العلمي، والعمل على تجاوزها من خلال معرفة أهم محطات هذا المجال في الدول العربية، وخصائص التجربة الأكاديمية وأهم الصعوبات التي تعترضها.
وتخلل جدول الافتتاح الذي تولى عرافة حفله الإعلامي الدكتور عماد الزغول تسليم درع التميز في البحث العلمي للدكتور هاشم حسن التميمي قدّم عُقْبَها كلمة شكر لجميع القائمين على الملتقى وسرد بعض الذكريات التي رافقته طيلة الأربعين عاما من رحلته في عالم الإعلام، بالإضافة إلى حفل تكريم للجهات المنظمة والمساهمة في إنجاح الملتقى الذي حظي بمشاركة عربية واسعة من مختلف الأقطار.