البرازيل تتلقّى هدفاً ثامناً
في حين كان عشّاق كرة القدم يتطلّعون إلى «لقاء القمة» بين عملاقي اللعبة، أي البرازيل وألمانيا، تفاجأ الجميع بمباراة غاب عنها الحماس بعدما سيطرت عليها الماكينات الألمانيّة وحوّلتها صفعة تاريخيّة بفوزها بسبعة أهداف مقابل هدف واحد.
وكأنّ الرصاصات السبع التي أصابت مرمى «السيليساو» لم تكن كافية، لتأتيه رصاصة الرحمة عن طريق وسائل الإعلام كافة التي لم ترحم الفريق الأصفر، فشكّلت خسارته المدوية العنوان الأول والأهم الذي تصدّر الأخبار عالمياً. بداية في البرازيل، حيث وصفت الصحف المحليّة ما حصل بالمأساة والفضيحة التي جلبت العار الأبديّ للبلاد، ولعلّ أبرز عناوينها كانت: «إنه إذلال» و»المجزرة» و»العار التاريخي».
من ناحية أخرى لم يسلم اللاعبون والطاقم الفنّي من الانتقادات، وكانت تعليقات وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أكثر إيلاماً من الضرر الذي تسبّب به الألمان. أمّا في المانيا، فانشغلت وسائل الإعلام بتبجيل المنتخب والإشادة بلاعبيه، فكتبت لهم إحدى الصحف «شكراً لكم، نحن نحبّكم»، بينما وصفتهم أخرى بـ»عجيبة كرة القدم السابعة».
الصحف في الأرجنتين، وهي الجارة اللدودة للبرازيل وعدوّتها التاريخية كروياً، استهزأت بشكل كبير بالأداء البرازيلي، ولم يخلُ أي من عناوينها من الشماتة. وانتشرت عبر «تويتر» صورة للأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا وهو يرفع 7 أصابع، في إشارة الى الاهداف الالمانية السبعة.
وبالحديث عن «تويتر»، فالتغريدات التي تناولت «المباراة الكارثة» تخطّت الـ36 مليون تغريدة، وهو رقم قياسي جديد يسجّله حدث رياضي.
وبموازاة ذلك، شهد «فايسبوك» نشاطاً غير اعتيادي، وقُدِّر حجم تبادل الصوَر والتعليقات والنكات وغيرها بأكثر من 200 مليون.
وكان محتوى ما نُشِر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتوزّع بين النّكات الساخرة من أداء فريق السامبا، والصور المؤثّرة للجمهور البرازيلي المحبَط، إضافة الى الانتقادات التي وصلت إلى حدود الشتيمة، والتبريكات بفوز «المانشافت».
ويبقى اللبناني الأكثر ابتكاراً، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بـ»التزريك»، فاجتاحت أوراق النعي الخاصة بالبرازيل الهواتف المحمولة وترافقت بكمّ هائل من الصوَر والتعليقات المتهكّمة، الأمر الذي تسبّب بتوقّف خدمة «الواتساب» بعض الوقت من كثرة الضغط. وكان ملفتاً انتشار قصة «عشرة عبيد صغار» بنسخة مونديالية ساخرة، وتناقلت الجماهير ترنيمة «شَبَحلْمورْيو» المستخدمة في مراسم الدفن لدى الطائفة المارونية بعدما عُدِّل في محتواها ليتناسَب مع خسارة البرازيل.