فرنسا – ألمانيا والبرازيل – كولومبيا الليلة في مواجهتين «عاصفتين»
إذاً، ستكون المواجهة الأولى من ربع نهائي مونديال البرازيل بين المانيا وفرنسا اليوم على ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو الأعرقَ على الورق، كونها تجمع بطلين سابقين من القارّة الاوروبية اشتبَكا في مباراة تاريخية عام 1982.
المانيا بلغت ربع النهائي بعد أن ثأرَت لخسارتها أمام الجزائر قبل 32 عاماً وردّت لها الدين عندما هزمَتها بشقّ الأنفس 2-1 بعد التمديد الاثنين الماضي في بورتو اليغري. أمّا فرنسا فواصلت زحفَها من دون ضجيج بفوزها الصعب على نيجيريا 2-0 في برازيليا، في مباراة تألّق فيها لاعب وسط يوفنتوس الايطالي بول بوغبا الذي بدأت المقارنة بينه وبين لاعب الوسط السابق باتيرك فييرا.
وكان مشوارا الفريقين متشابهين إلى حدّ ما في الدور الأوّل، فحصدا 7 نقاط والصدارة، لكنّ فرنسا تُمنّي النفسَ بأن يقف التاريخ الى جانبها مجدّداً، وذلك لأنّ منتخب «الديوك» وصلَ أقلّه إلى الدور نصف النهائي في المناسبات الخمس الاخيرة التي تَجاوزَ فيها الدور الاوّل، وذلك عام 1958 (حلّ ثالثا) و1982 (حلّ رابعا) و1986 (حلّ ثالثا) و1998 (توّج باللقب) و2006 (وصل الى المباراة النهائية).
فتَحت فرنسا صفحة جديدة عندما سمَّت قائدها السابق ديدييه ديشان مدرّباً في 2012 خلفاً للوران بلان، فنجحَ في مسار التصفيات وأخمد نيران فترة أمضاها ريمون دومينيك مدرّباً بين 2004 و2010، خلقَت توتّرات شديدة بين اللاعبين والجماهير والإعلام ونتائج سيئة في البطولات الكبرى الأخيرة لدرجة أنّها لم تفُز أيّ مرّة في الدور الأوّل من كأس العالم 2010.
لم تعُد فرنسا ذاك الفريق المرعب الذي ضمّ زين الدين زيدان، تييري هنري، وديشان، ودافيد تريزيغيه، ولوران بلان ومارسيل دوسايي وليليان تورام وغيرهم من تشكيلة ايميه جاكيه التي أحرزَت مونديال 1998 على حساب البرازيل بثلاثية تاريخية، ثمّ توّجت بلقب اوروبا 2000. فقد تراجعَ تصنيفها الدولي الى المركز 17 قبل انطلاق الحدث الكبير.
لكنّ ديشان (45 عاما) استطاع استدعاءَ تشكيلة متوازنة بين النجوم على غرار فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الالماني) الذي غاب في اللحظة الاخيرة بسبب الإصابة، وكريم بنزيمة (ريال مدريد الاسباني)، وبعض الوجوه الشابة القادرة على منحها السرعة والنشاط، على غرار لاعبي الوسط بوغبا وبليز ماتويدي وماتيو فالبوينا ويوهان كاباي.
وخفّف ديشان، قائد منتخب 1998، من حدّة التوقّعات المتصاعدة بعد الفوز على نيجيريا والحديث عن إحراز اللقب: « أنا واقعيّ، وهدفي على غرار اللاعبين هو مباراة الجمعة. الكلّ بمقدوره أن يحلم، وأنا أيضاً، لكنّني براغماتي وواقعي، وما يهمّ فقط يوم الجمعة».
أمّا المانيا، فتُعتبر من أنجح الدول في تاريخ المسابقة، فأحرَزت اللقب في 1954 و1974 و1990، حلّت وصيفة في 1966 و1992 و1986 و2002، وثالثة في 1934 و1970 وفي آخر نسختين عامَي 2006 و2010.
تواجه ألمانيا مرّة جديدة خصماً يريد الثأر منها، بعد حادثة أليمة في النسخة التي أقيمت في إسبانيا عام 1982 عندما أهدرَت فرنسا تقدّماً رائعاً في الوقت الإضافي 3-1 لتتعادل 3-3، لا بل لم تنتهِ القصّة هنا، فتقدّم لاعبو ميشال هيدالغو 3-2 في ركلات الترجيح قبل أن يهدر ديدييه سيكس ومكسيم بوسيس وتتأهّل المانيا الى نصف النهائي ثمّ تخسر أمام ايطاليا 3-1.
إلتقى الفريقان 25 مرّة، ففازت فرنسا 11 مرّة وألمانيا 8 مرّات، وتعادلا 6 كرات (سجّلت المانيا 41 هدفاً مقابل 42 لفرنسا)، وفضلاً عن اللقاء الشهير في 1982، تواجَها بعد أربع سنوات في المكسيك وفازَت المانيا في الدور عينِه 2-0، قبل أن تخسر النهائي مجدّداً، وهذه المرّة أمام أرجنتين مارادونا 2-3.
كما التقيا في مباراة المركز الثالث عام 1958، حيث فازت فرنسا 6-3 برباعية لهدّاف الدورة آنذاك جوست فونتين، ويعود أوّل لقاء بينهما إلى العام 1931 عندما فازت فرنسا 1-0.
البرازيل – كولومبيا
وفي المواجهة الثانية، تتّجه الأنظار إلى ملعب «استاديو كاستيلاو» في فورتاليزا الذي يحتضن موقعةً ناريّة بين البرازيل المضيفة وجارتها كولومبيا.
وتأمل البرازيل الذي ستلتقي غريمتها ألمانيا أو فرنسا في نصف النهائي في حال تأهّلها، أن تكونَ مواجهة كولومبيا مختلفة عمّا كان عليه الوضع مع جارتها الاخرى تشيلي التي أجبرت «سيليساو» على خوض الوقت الاضافي ثمّ مشقّة ركلات «الحظ» الترجيحية من أجل ان يحجز بطاقته الى ربع النهائي، وهو الدور الذي توقّف فيه مشوار أبطال العالم أربع مرّات في المشاركتين الأخيرتين عامي 2006 و2010.
ولن تكون المهمة سهلة على الإطلاق أمام اصحاب الضيافة الذين وصلوا إلى المباراة النهائية في المناسبات الثلاث الاخيرة التي تجاوزوا خلالها الدور ربع النهائي، أي عامي 1994 و2002 حين توّجوا باللقب على حساب ايطاليا والمانيا وعام 1998 حين خسروا أمام فرنسا المضيفة.
وسيكون خاميس رودريغيز، «ظاهرة» النسخة العشرين من العرس الكروي، الهمّ الأساسي لمدرّب البرازيل لويز فيليبي سكولاري، بعد أن عجز أيّ من المنتخبات الأربع التي واجهت كولومبيا حتى الآن عن إيقاف لاعب موناكو الفرنسي الذي يتصدّر ترتيب الهدّافين بخمسة أهداف، آخرها ثنائية في مرمى الاوروغواي (2-0) في الدور الثاني، ما سمحَ لبلاده في بلوغ ربع النهائي للمرّة الأولى في تاريخها.
ولمحبّي الإحصائيات، بات رودريغيز أوّل لاعب يشارك للمرّة الاولى في نهائيات كأس العالم ويسجّل أربعة اهداف في اربع مباريات منذ ان حقّق الايطالي كريستيان فييري أربعة أهداف في باكورة مشاركاته في مونديال 1998.
كما بات رودريغيز، البالغ من العمر 22 عاماً، أوّل لاعب يسجّل اربعة اهداف في المباريات الاربع على التوالي في نهائيات كأس العالم منذ البرازيلي رونالدو ومواطنه ريفالدو في مونديال 2002.
ومن المؤكّد أنّ البرازيل الحالمة بتعويض إخفاق مونديال 1950 حين وصلت الى المباراة النهائية على ارضها وبين جمهورها قبل ان تخسر امام الاوروغواي، ستحاول إقفال المساحات امام صانع الالعاب الذي كان يبلغ من العمر يوماً واحداً فقط حين حقّقت بلاده فوزها الأخير على «سيليساو» في 13 تمّوز 1991 بنتيجة 2-0 في دور المجموعات من كوبا اميركا.
وحقّقت كولومبيا 4 إنتصارات متتالية على اليابان وساحل العاج واليونان والاوروغواي، فيما حقّقت البرازيل فوزين فقط على كرواتيا والكاميرون، وتعادلت مرّتين امام المكسيك في الدور الاوّل وتشيلي في ثمن النهائي، قبل ان تحجز بطاقتها بركلات الترجيح.
وإذا كانت كولومبيا تملك رودريغيز، فإنّ المنتخب البرازيلي يملك نيمار الذي سيتمكّن من المشاركة في المواجهة الأولى بين الجارين على صعيد كأس العالم، وذلك بحسب ما أكّد الاتّحاد البرازيلي.
وتأمل البرازيل أن تواصل تألّقها في معقلِها، حيث لم تخسر في المسابقات الرسمية منذ 39 عاماً، وتحديداً منذ عام 1975 حين سقطت في بيلو هوريزونتي بالذات امام البيرو 1-3 في ذهاب الدور نصف النهائي من كوبا اميركا (أقيمت البطولة حينها بنظام مسابقات الدوري) قبل أن تفوز إياباً 2-0 من دون أن يجنّبها ذلك الخروج من المسابقة، علماً أنّ خسارتها الاخيرة على أرضها على الصعيد الودّي تعود الى عام 2002 ضد الباراغواي في مباراة خاضَها المدرّب الحالي سكولاري بتشكيلة رديفة لأنّ «اوريفيردي» كان قد توّج للتَوّ بلقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
ويُمنّي البرازيليون النفس بأن يواصلوا أيضاً تفوّقهم على جارهم الكولومبي الذي لم يخسروا أمامه منذ 1991. وقد تواجَه المنتخبان في 20 مناسبة رسمية، مناصفةً بين تصفيات كأس العالم وكوبا اميركا، إضافة إلى 5 مباريات ودّية.
ومن المؤكّد أنّ البرازيليين الذين لم يقدّموا حتى الآن العروض المأمولة منهم، ولكنْ حقّقوا المطلوب بواقعية كروية، سيسعون إلى حسم اللقاء في الوقت الأصلي أو حتى الإضافي دون المرور بركلات الترجيح التي تألّق فيها حارسُهم جوليو سيزار الذي أملَ أن لا يحتاج «سيليساو» إلى ركلات الترجيح.
برنامج الدور الثاني
اليوم الفريق1 الفريق2 الساعة
الجمعة ألمانيا فرنسا 19:00
الجمعة البرازيل كولومبيا 23:00
السبت الأرجنتين بلجيكا 19:00
السبت هولندا كوستاريكا 23:00
المصدر: الجمهورية