خاص – الضاحية تستقبل رمضان وتعيش المونديال
بيروت – جويل مارون
قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان المبارك و في وقت يعيش فيه العالم أجمع فرحة رياضية يبقى اللبناني يتألم في وطن كثرت ثغراته و تمزقت أحشائه.
دوى ليل أمس إنفجار في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث الوجود الشيعي الكثيف, إستشهد شاب من الأمن العام في ربيع العمر وجرح أكثر من خمسة عشر مواطن لبناني نتيجة حقد وتطرف من الأطراف الأصولية.
العالم يراقص السامبا واللبناني يداعب الموت, كأنه كتب عليه الحرمان والذل والحسد فهل من قارئ يضع له أيقونة تحميه من عذاب طال وما زال؟
صبي في التاسعة من العمر من سكان الضاحية الجنوبية قال على إحدى وسائل الإعلام “فداك يا سيد حسن”,هنا يبرز صمود وشجاعة أهل الأرض, لكن هل من حق يعطي إنسان بإمتلاك سلطة قوية وإدخال طائفة كاملة بشبانها ونسائها وأطفالها تحت جناح الموت الذي يهددنا مع كل نفس نتنشقه أو بالأحرى نسرقه من الحياة؟
لقد تورطنا مع المجهول في أرضنا, أصبح الوطن مأوى للحسابات الخارجية وساحة للجماعات الأصولية, فإذا كانت الحدود اللبنانية غير مراقبة الخوف الآتي يكمن في إيجاد أنفسنا غريبين عن أرض تملكها الإجرام ومحبي الدماء.
قالت لي إم محمود وهي من المقيمين في الضاحية: “إذا بعد ما إجى رمضان و مبلشين هيك, الله أكبر من إجرامن مش رح يكسرونا تركونا نصلي ونعيش”. حسرة هذه السيدة تمثل ألم كبير من أهالي الطائفة المفجوعين.
على غرار ما يجري وتواطؤاً مع الإرهاب, الإعلام اللبناني يكسر قاعدة الإنسانية مرة أخرى , فتناول بعض الصحافيين المتمرسين هذا الموضوع ومن بينهم داوود إبراهيم الذي طالب الوسائل الإعلامية بوجوب إحترام الشعب وتحمل مسؤولية ما ينقله من صور تؤذي وإلى حد كبير كرامة ما تبقى من البشر.
أما في هذا السياق إعتذر تلفزيون الجديد عما نقله من صور لأشلاء وبقايا بشرية لكن هل الإعتذار يمنحهم الحق بالمس بالحقوق الإنسانية من خلال قانون الإعلام اللبناني؟
ننتظرك يا رمضان,وسنتابعك يا أيها المونديال ,لكن هذه المرة بإيمان أكبر وحذر أوسع.
أما العبارة التي لا تفارق أهل الضاحية الجنوبية”نحنا هون ما منفل”وباقي الشعب اللبناني يقول “منشد ع إيد كل موجوع لنواجه الإرهاب”بوقت ينقسم الإعلام اللبناني على نفسه ويشوه صورته مرة أخرى.
