حفل توقيع كتاب جديد للدكتور رودي بارودي: “ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: من التالي؟” في جامعة سيدة اللويزة

استضافت جامعة سيدة اللويزة حفل توقيع الكتاب الجديد للخبير اللبناني في شؤون الطاقة الدكتور رودي بارودي، بعنوان:”ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: من التالي؟”، وذلك يوم الأربعاء 23 نيسان 2025 في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح، قاعة بيار أبو خاطر.
حضر الحفل الرئيس العام للرهبانيّة المارونيّة المريميّة ورئيس المجلس الأعلى للجامعة الأباتي إدمون رزق، سفيرة قبرص في لبنان ماريا حجي تيودوسيو، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري محاطًا بنوابه، رئيس مجلس الأمناء في الجامعة الوزير السابق زياد بارود، الوزير السابق ملحم رياشي، النائب أنطوان حبشي، السيد طوني نصرالله، السيد توفيق خوري، الإعلامي موريس متى، الى جانب وجوه ثقافيّة، إجتماعيّة وأكاديمية بالاضافة الى أسرة جامعة سيدة اللويزة.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، من ثَّم كانت كلمة ترحيب ألقاها الأستاذ ماجد بو هدير، مدير مكتب الشؤون العامة والبروتوكول، والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة قال فيها: “في كلّ مرّة يتطلّعون معه إلى أبعد من الحدود الجغرافية، حيث يقومون بتخطّيها بكل الثقة وذلك للتلاقي معه. لماذا؟ لأنه يشبههم وهم يشبهونه، بحبّهم لرسم الحدود التي تعطي الصورة الأوضح لكيفية متابعة المسار. في المرّة الماضية، أصدر الكتاب حول إتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واليوم مولوده الجديد:” ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: من التالي؟”، وفي كلّ مرّة نسأل مع د. بارودي: ماذا بعد؟ لأنه يحاكي العمق في داخل الحدود علماً، بحثاً، تعمّقاً وأكثر”.
وتابع بو هدير:” أما بعد الأكثر هو عندما يضع يده مع جامعة سيدة اللويزة، إذ يجد في مهد إطارها، الرافعة التي من خلالها يصل إلى تحقيق الهدف وذلك بالتكاتف مع رئيسها الذي يمتهن معه البعد الرؤيوي المشترك، لكيما يعبران معاً حدود المعرفة، لكيما يصلا إلى تحقيق الهدف الأسمى ألا وهو أن لبنان يبقى المنارة الثقافية، التوعويّة، التي تجعل منه المرجع وأكثر”.
بعد الترحيب، كان للأب بشارة الخوري كلمة شدد فيها:” نجتمع اليوم ليس فقط للاحتفال بإصدار كتاب جديد، بل لِنُكرِّم رجلًا ترك بعقله ورؤيته الثاقبة، وتعاطفه العميق، وصداقته أثرًا بالغًا في حياة كثيرين، وفي مؤسسات عدة، من بينها مؤسستُنا.”
وأكمل الأب الخوري:” إنّ الدكتور رودي بارودي هو، قبل كلّ شيء، شخصية مرموقة في المشهد العالمي لقطاع الطاقة. فبصفته الرئيس التنفيذي لشركة “الطاقة والبيئة القابضة”، ومؤلفًا لكتب عدة في مجال النفط والغاز، أسهم صوته في إثراء النقاشات السياسية وتعميق الفهم في مجالٍ يحتلّ موقعًا محوريًّا في العلاقات الدولية ومسار التنمية المستدامة، وبخبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود، شملت مساهماته مختلف أنحاء العالم من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، ومن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، إلى وكالات في اليابان وآسيا الوسطى وغيرها، حيث طُلبت مشورته وخبرته.”
وتابع:” إيمانًا منه بقيمة السلام، لم يتردد د. بارودي في تقديم رؤية استشرافية. ففي وقتٍ طغى فيه التشاؤم على آفاق شرق البحر الأبيض المتوسط، تجرّأ على تخيُّل واقعٍ مختلف: مستقبل يسوده السلام والاستقرار والازدهار المشترك، يقوم على تطويرٍ مسؤول للموارد النفطية والغازية الهائلة في المنطقة.
واليوم، ومع التوصُّل إلى تسويات سلمية للحدود البحرية، وتقدُّم الحوار الإقليمي، نرى بوادر هذه الرؤية تتحقّق. لقد كان الدكتور بارودي محقًّا حين آمن بإمكانية سلوك دربٍ أفضل، وها نحن اليوم أقرب إلى تحقيق تلك الرؤية من أي وقتٍ مضى.
ليختم الأب الرئيس:” في خضمّ الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، يؤكد د. بارودي أن مواردنا الطبيعية، يمكن أن تشكّل جزءًا من الحل ومصدرًا للتجدد والأمل للأجيال القادمة. وهو للمرة الثانية خلال عامين، يختار جامعة سيدة اللويزة منبرًا لمشاركة رؤاه وإطلاق مؤلفه الجديد. وليس هذا الاختيار محض صدفة، بل هو انعكاس لإيمانه العميق برسالة هذه الجامعة”.
وبعد كلمة الأب الخوري، تحدث الدكتور رودي بارودي عن كتابه الجديد مشيراً أنه “يتناول الحاجة الملحّة لدول المنطقة إلى تسوية حدودها البحرية، وما يمكن أن تفتحه هذه الخطوة من فرص اقتصادية، لا سيّما في قطاع الطاقة، إضافة إلى سبل الترسيم العادل والمنصف بالاستناد إلى القوانين والمعايير العلمية والتقنية المعتمدة دوليًا”.
كما أضاف ان هذا الكتاب فيه خرائط دقيقة وحصرية غير مسبوقة تُظهر بوضوح مواقع الحدود البحرية كما يُفترض أن تكون وفقًا لقواعد الأمم المتحدة، سواء تلك التي تم التفاوض بشأنها أو التي حُسمت قضائيًا.
وأكّد د. بارودي على أن تسوية هذه الحدود العالقة ومن ضمنها الحدود بين (لبنان وقبرص، لبنان وسوريا، اليونان وتركيا، تركيا وسوريا، سوريا وقبرص، وتركيا وقبرص) تُعدّ الخطوة الأولى الأساسية لمن يسعى إلى استثمار الموارد الطاقوية البحرية.
وأشار إلى “أن تحقيق أمن الطاقة وإمكانات التصدير المجدية اقتصاديًا يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في عدة دول، ما يتيح لها إجراء استثمارات تاريخية في قطاعات التعليم، الصحة، والبنية التحتية للنقل، فضلاً عن خلق فرص عمل لائقة، والحد من الفقر وعدم المساواة”.
كما أوضح د. بارودي، في ختام كلمته، عن الفوائد المشتركة العابرة للحدود، منها الحدّ من مصادر التوتر بين الجيران، وبناء الثقة، وفتح آفاق جديدة للتعاون.
تخلل حفل التوقيع مداخلات ما بين المؤلف والحضور، ثم قدم الأب الرئيس هدية لبارودي هي عبارة عن مجسّم تذكاري بالإضافة الى كتاب “العذراء مريم في لبنان – محافظة بيروت”.
يُذكر أن الدكتور رودي بارودي يتمتع بخبرة تمتد على مدى 47 عامًا في قطاع الطاقة، وهو يشارك خبراته بانتظام ككاتب ومتحدث، ويحرص على الترويج للطاقة كمحفّز للحوار والسلام في كل زمان ومكان.
كما تجدر الإشارة إلى أن كافة عائدات مبيعات الكتاب الجديد، ستُخصّص لصندوق المساعدات المالية لطلاب جامعة سيدة اللويزة.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram