أحمد عبد الصبور : الفنان ” عمر فتحي ” كان نجم الجيل الحقيقي ولم يستطع أحد الإستحواذ على مكانته إلا بعد رحيله
كتبت/ولاء مصطفى
صرح المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” في حديثه عن ذكرى الفنان ” عمر فتحي ” في برنامج ” مجالس الطرب ” على قناة النيل الثقافية مع الإعلامي ” عمرو أحمد ” ، قائلاً :
الفنان ” عمر فتحي ” تاريخه الغنائي لن يتعدَ العشر سنوات … لكنه تميز بصوتٍ مختلفاً وقوياً … وترك بصمة كبيرة ومؤثرة عند جمهوره … حيث أشتهر بأنه صاحب إبتسامة مرحة وطلة سمحة ، وبسبب أغانيه البسيطة دخل القلب قبل الأذن … كان نجم الجيل الحقيقي ولم يستطع أحد الإستحواذ على مكانته إلا بعد رحيله …
أسمه الحقيقي هو ” محمد عبد المنعم عبد الله جوهر الحجاجي ” ، من مواليد الأقصر في 11 فبراير عام 1952م ، كان والده يعمل مهندساً في السكك الحديدية ، و” عمر ” هو الابن الثاني ما بين خمسة أشقاء ، ورحل والده وهو في بداية الأربعينات من عمره ، فعرف معنى اليتم وعمره لم يتجاوز الـ 11 عاماً …
أحب الفن فإلتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية ، ثم إلتحق بالخدمة العسكرية وكان معه في الجيش الفنان ” على الحجار ” والفنان ” محمد منير” وعازف الناي والكولة ” عبد الله حلمي ” ، وتم تكليف ” عمر فتحي ” من القيادة العسكرية وقتها بإقامة حفلات للمجندين وإختار معه ” علي الحجار ” و ” محمد منير ” ، وخرج من الجيش كله حماس للفن وبدأ نشاطه الفني كراقص ومغنٍ في فرقة الفنون الشعبية …
ثم إكتشفه الشاعر ” عمر بطيشة ” والمخرج ” فتحي عبد الستار ” وأعطوه أسماءهم الأولى ليكون إسماً فنياً له ” عمر فتحي ” …
ثم إلتحق بفرقة المصريين بقيادة الموسيقار ” هاني شنودة ” ، حيث قدم مع الفرقة عدد من الأغاني أشتهر بها في عام 1977م … ثم إنطلق بفعل مساندة الشاعر الكبير له ” صلاح جاهين ” إيماناً منه بموهبته وكذلك الموسيقار الكبير ” سيد مكاوي ” ، فقدم 11 ألبوماً طيلة حياته الفنية القصيرة ومن أشهر أغانيه ” إبسط يا عم ، قاضى الغرام ، عجباً لغزال فتان ، على فكرة ، على إيدك ، على قلبي ، على سهوة ، على مهلك ، على إيه ، والله وغالي علية ، وعلى شرط ، أيام ، سفينة العجائب ، وأغاني مسلسل ” سيدة الفندق ” .
كان المخرج ” فتحي عبد الستار ” أول من قدمه للتليفزيون كممثل بمسلسل ” سفينة العجايب ” مع الفنانة ” شريهان ” ، وبعدها قدم مسلسل ” سيدة الفندق ” مع الفنانة ” يسرا ” والفنان ” كمال الشناوي ” ، وفوازير مع ” شريهان ” ، كما شاركها أيضاً في بطولة مسلسل ” الليل والقمر ” عن القصة الشعبية ” حسن ونعيمة ” ، وله فيلم وحيد هو فيلم ” رحلة الشقاء والحب ” مع الفنانة ” شهيرة ” والفنان ” محمود ياسين ” ، حيث أعجب به الفنان الكبير ” محمود ياسين ” فتبنى موهبته وأنتج له فيلماً ناجحاً ، ونلاحظ أن رغبته في الغناء كانت هي الأكبر ، لذلك كان الطابع الغنائي هو الغالب في كل الأعمال الفنية التي شارك فيها كممثل .
شهرة ” عمر فتحي ” فاقت كل التوقعات وذاع إسمه وصيته بين الأوساط الفنية لدرجة جعلته المطرب الأول ، وتميز بلون وشكل وطريقة جعلته تخطف الأنظار والإنتباه إليه ، ولقبه ” صلاح جاهين ” بإسم ” ألفة الجيل ” ، وليكون أول مطرب يطلق عليه ” نجم الجيل ” ، وأطلق عليه الجمهور ” صوت المرح ” .
كما أضاف المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
• إذا وصفنا العصر الثاني للأغنية الجديدة سنبدأ من فترة سبعينات القرن العشرين ، بدايةً من رحيل أقطاب عصر الأغنية الجديدة الأول ( بين فترة الثلاثينات والستينات ) مثل : السيدة ” أم كلثوم ” والموسيقار ” فريد الأطرش ” والعندليب ” عبد الحليم حافظ ” … أعني بالأغنية الجديدة موجة ذات ملامح واضحة ، تنشأ من تكامل عناصر فنية وأخرى سياسية / إجتماعية بحيث ينشأ عنها وعي جديد .
• موسيقي الثمنينات تميزت بعدد من النجوم مثل : ” هاني شاكر و ” عماد عبد الحليم ” و ” نادية مصطفى ” و ” أركان فؤاد ” و ” أنغام ” و ” عمر فتحي ” … جيل جديد إستلم راية الغناء بعد جيل العمالقة .
• كذلك ظهرت في تلك الفترة عدد من الفرق الموسيقية مثل الفورام والمصريين والأصدقاء وغيرها .
وهذا كان أكثر ما يميز موسيقى الثمنينات ، حيث ترى بها مصر بين الواقع الإجتماعي والإقتصادي .
أن أكثر ما شكل شخصية الفنان ” عمر فتحي ” هو إرتباطه بأصوله التي تعود إلى الأرض الطيبة فهو من مواليد الجنوب وتحديداً مدينة الأقصر ، حيث تميزت شخصيته بالطيبة والسماحة والشهامة التي كانت سمة أخلاقه العطرة … لذلك نجد في مسيرته مواقف إنسانية طيبة عديدة .
يشار إلى أن الفنان ” عمر فتحي ” صاحب الفضل في أنه شكل جيلاً رائعاً مع الفنان ” محمد منير ” والفنان ” علي الحجار ” الذين كانوا زملاء الكفاح والجيش … فهو صاحب فكرة الغناء بدون أغاني مبتذلة … حيث أنه بدأ بإحداث صرخة جديدة في الفن الشعبي المحترم .
الفنان ” عمر فتحي ” هو أول من غنى بالقميص والبنطلون وليس البدلة التقليدية وسط أبناء جيله .
وكان ” عمر فتحي ” أولهم في أداء الأغنية الإستعراضية أيضاً .
• كان ” عمر فتحي ” هو المطرب الأقل أجراً بين المطربين والأكثر طلباً في المناسبات والأفراح ما جعل كل المطربين يعانون من قلة العمل والمال ولا يستطيعون رفع أجرهم حيث أنهم لن يعملوا بهذة الطريقة .
• لم يسبق للفنان ” عمر فتحي ” الزواج فقد كان عاشقًاً لأهله ، وكان هو المسئول عن رعايتهم ، و تمكن من أن يزوج 2 من أشقائه في فترة حياته … وتعرض لأزمة قلبية في عام 1980م ، وعندما عرض نفسه على الأطباء أكتشف أنه مريض بالقلب ونصحه الأطباء ألا يغنى ولا ينفعل ولا يبذل مجهوداً ، وصرح بذلك في الصحافة ولكن قوبل ذلك بإستهجان حتى أن النقاد والناس شعروا بأنه يشيع عن نفسه المرض ويدعى المرض ليكسب تعاطف الجماهير وليكون ” عبد الحليم حافظ ” الجديد .
الجدير بالذكر … هو أن الصحافة كانت تتجاهل ” عمر فتحي ” … !!!
وكان ” عمر فتحي ” يقول : ” الصحافة هتكتب عني لما أموت ” .
وهو ما حدث بالفعل … حيث أكثر ما كتب عن الفنان ” عمر فتحي ” كان بعد رحيله … !!!
فيما يذكر … أن الكاتب الصحفي الكبير ” أنيس منصور ” قال عنه : ” بأن مرحه كان معدياً ، ولم نكن نعتقد ونحن نراه بهذة الحيوية ، أنه كان عليل القلب ” .
الفنان ” عمر فتحي ” كان يحب الحياة ، وكان هذا الحب يحتل حنجرته ، فلم يخرج منها سوى البهجة والمرح .
رحل الفنان ” عمر فتحي ” في ليلة رأس السنة يوم 31 ديسمبر عام 1986 م ، عن عمر يناهز الـ 35عاماً … ( لم يمهله القدر ليرحل في ريعان شبابه ومجده الفني ) … حيث كان من أذكى مطربي عصره بشهادة الفنان ” علي الحجار ” والفنان ” محمد منير ” والفنان ” عمرو دياب “